الدول القوية لا يبنيها الناس الضعفاء المساكين البدائيون.. بوجهة نظر صلاح الساير
زاوية الكتابكتب سبتمبر 30, 2016, 12:27 ص 506 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم- عذراً.. حلمك لن يتحقق
صلاح الساير
لا أعرفك شخصيا لكنني أعرف أنك من العالم الثالث. عالمنا المثقل بالأحزان والخيبات والفوضى والقلق. وأعرف أنك مثلي، تحلم بأن تكون بلادك دولة تقف شامخة في مصاف الدول الكبرى. دولة متطورة، متقدمة تصنع السيارات والطائرات وسائر الأجهزة الإلكترونية، وتصدر المحاصيل الزراعية الفاخرة، ومعروفة بنظافة طرقاتها وارتفاع أبراجها، وفيها أرقى الجامعات والمشافي، ويسودها الأمن والقانون، ويحمل مواطنوها جوازات سفر تحترمها جميع المطارات والمنافذ في الدنيا.
> > >
أعرف ذلك تماما، مثلما أعرف ان حلمك صعب المنال، ولن يتحقق، كما أعرف انه في سبيل تحقيق هذا الحلم المستحيل، سوف تهدر عمرك وانت تصدق ألف كذاب وكذاب، وألف مشعوذ وساحر. كل واحد منهم سوف يقرأ عليك ألف كذبة وكذبة، توهمك بأنه وحده يملك أسرار وخفايا الطريق إلى تحقيق حلمك، كما أعرف أنك، مثلي، الخاسر الأكيد المؤكد في نهايات دروب الأوهام والخديعة، وأن بلادنا مريضة، موجوعة، حزينة وسوف تبقى كما كانت مثقلة بالأحزان والخيبات والفوضى والقلق.
> > >
الحل جواني، يا سيدي، ويكمن في ذواتنا، لا في أحلامنا الكذوب. ذلك انه قبل تطوير الأوطان ينبغي البحث كثيرا وعميقا في تطوير الإنسان. فالدول القوية العظيمة الحديثة لا يبنيها الناس الضعفاء المساكين البدائيون، من الذين يتراكضون وراء السحرة ويحسبون أن غدهم يكمن في جوف أمسهم. فالبلدان بأهلها، إن رشدوا رشدت. وصدق أو لا تصدق فإن فرنسا تصبح المكسيك لو أنك أفرغتها من أهلها الفرنسيين وجلبت إليها الشعب المكسيكي، الذي لن يصبح فرنسيا بمجرد العيش في فرنسا.
تعليقات