صمود المقاومة الفلسطينية في غزة يثير رعب الإسرائيليين

عربي و دولي

صحف إسرائيل: حان الآوان كي يستفيق الإسرائيليون من وهم أزلية الاحتلال ووهم الانتصارات

940 مشاهدات 0

جريح بين الجنود الاسرائيليين العائدين من قتال شرس في أحياء غزة

 


 

  الآن: وكالات
واجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقاومة عنيفة في اليوم الثالث من عمليتها البرية، والعاشر من حربها المستعرة في قطاع غزة، حالت دون تمكّنها من التقدم في عمق الأحياء السكنية.

ورغم الخسائر الفادحة التي تكبدها جيش الاحتلال على ايدي كتائب القسام وفصائل المقاومة، يعمل العدو الصهيوني على التعتيم الكامل على حجم الخسائر التي لحقت بجيشه، حيث تم اخضاع اي بيانات تنشر في وسائل الاعلام الصهيونية عن سير المعارك وأعداد الجرحى والقتلى للرقابة العسكرية.

يقول الصحفي الإسرائيلي والخبير في الشؤون العسكرية آفي فاكسمان لصحيفة 'معاريف' العبرية: 'التعتيم الرهيب الذي تفرضه رقابة الجيش الإسرائيلي على الحقائق القادمة من غزة، سيرتد فجأة إلى نحورنا، يجب أن تحصن الجبهة الداخلية ضد الصدمات، لا أن تهيئ لنا الحكومة الصدمات بشكل منسق وغير محسوب .. هل ننتظر أن تخبرنا كاميرات مقاتلي حماس عن حرق جنودنا في داخل دباباتهم، أم ننتظر أن تبث لنا فضائية حماس رسائل جنودنا وهم يتوسلون لانقاذهم، على الحكومة أن تسمع وتعلم .. أننا لا نريد غير الحقيقة '.

ويضيف: ' أريد أن أسأل الثلاثي الغبي والمخادع الذي يقف على راس حكومتنا: ' أين ضيف الله .. أين الجعبري .. اين من يأسر جلعاد شاليط .. اين من يحفر الانفاق ، اين مخازن الصواريخ ، اين منصاتها ..اين اين .. كل شيء كنا نفكر به قبل هذه الحرب الغبية ، أصبحنا نفكر باضعافه و لا حل له في الأفق'.

في غضون ذلك، يؤكد محللون عسكريون إسرائيليون أن المواجهات الدائرة حاليا في غزة تقع وجها لوجه بين الجنود وبين المقاتلين الفلسطينيين وانها أصعب وأكثر تعقيدا مما كنا نتوقع، مما يؤكد بأنّ الغزو البري أخفق حتى الساعة في تحقيق أهدافه المعلنة.

وقال روني دانيل المحلل العسكري في القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي 'من الواضح تماما ان الجنود الإسرائيليين يواجهون قتالا عنيفا وصعبا أكثر مما نعتقد وان الوضع معقد للغاية' لدرجة انه لا يستطيع شرحه'.
 

في الأثناء، تخوض المقاومة الفلسطينية منذ الساعات الأولى لمساء الاثنين مواجهات ضارية مع قوات الاحتلال على التخوم الشرقية لمنطقة جباليا الواقعة شمال قطاع غزة، وسط توقعات بمحاولات إسرائيلية للتقدم في المنطقة

وتمكنت المقاومة من التصدي للعدوان في انحاء متفرقة في قطاع غزة سواء بتفجير عبوات مضادة للدروع او بتفجير دباباته وتكبيده خسائر فادحة او تمكنها من اصابة مروحية بالاضافة الى تمكنها من اختراق موجات اللاسلكي للقوات الصهيونية وسماعهم صراخ وعويل الجنود الصهاينة يبكون لمقتل زملائهم وإصابة أعداد كبيرة منهم.

وأشارت مصادر عسكرية وشهود عيان إلى أن معارك شرسة بالأسلحة الثقيلة دارت رحاها شرقي مدينة غزة بين المقاتلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية البرية التي تتقدم ببطء على خمسة محاور، اثنان شمال القطاع ومثلهما في الشرق وواحد في مدينة رفح الجنوبية.

وتركزت المواجهات في منطقتي الشجاعية وحي الزيتون شرقي المدينة، اللتين تعرضتا لقصف مدفعي وغارات جوية مكثفة، في ما بدا محاولة من الاحتلال لإنقاذ جنوده من كمين نصبه المقاومون، وقد أعترفت إسرائيل ظهر اليوم الثلاثاء بمقتل جندى وإصابة 3 ثلاثة جنود فى المواجهات التى تجرى الساعة بحى الشجاعية.

فقد تغير مجرى الأخبار ونوع الصور عندما جرى الالتحام البري الأول في غزة مساء امس بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال، حيث سقط أربعة قتلى من جنود الاحتلال وجرح نحو ثلاثين آخرين، حيث تم استدراجهم إلى مكمن نصبته المقاومة في شرقي المدينة الفلسطينية التي تعرضت لغارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي مكثف ومتواصل منذ بدء المحرقة هو الأشد ضراوة ووحشية قبل عشرة أيام.
 
وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، أعلنت في وقت سابق أن لديها آلاف المقاتلين المستعدين لخوض المعركة ضد إسرائيل في غزة.

ويقول أحد مقاتلي القسام: ' لم أشعر بحقيقة معنى الآية الكريمة الموجودة في سورة الأنفال ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين )، كما شعرت بها وأنا في خندقي أنتظر بشغف ملاقاة وحدات النخبة في جيش الاحتلال الجبان والمهزوم ، وإني أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد لو علموا كيف تحلق أرواحنا لقتالهم لغاصت أقدامهم ارتعادا وخوفا من بأسنا ..


فشل العدوان

في غضون ذلك، وفي مؤشر على فشل العدوان في تحقيق أهدافه المعلنة، أعلنت فصائل المقاومة أنها أمطرت المستوطنات والمدن الإسرائيلية بعشرات الصواريخ، اعترف الاحتلال بسقوط 24 منها على المستوطنات القريبة من غزة ومدينتي أسدود وبئر السبع، وقد وصلت صواريخ القسام اليوم الثلاثاء  إلى مسافة 45 كيلو متر جنوب إسرائيل لأول مرة.
 
في موازاة التهليل الإعلامي بإنجازات آلة القتل الإسرائيلية، دعا عدد من الكتاب الإسرائيليين إلى التريث قبل الإعلان عن انكسار حماس أو تأبينها، معتبرين أن الحركة لم تتكبد خسائر استراتيجية وأن هدف الحملة البرية لم يتحقق بعد، وأنه حان الآوان كي يستفيق الإسرائيليون من وهم أزلية الاحتلال ووهم الانتصارات

وقالوا 'كلما مر الوقت ازدادت ثقة حماس بنفسها. فمعرفة حماس للأرض، والاستعدادات الدقيقة، يمكن أن يكون لها وزن مضاد خطير. كل جريح، كل قتيل وجندي مخطوف، إذا وقع سيشعل دافعية رجال المنظمة من إكبرهم إلى أصغرهم. تردد البداية سيحل محله أخذ المبادرة التي من شأنها أن تكون فتاكة'.

اضافوا: 'ما دام شعب إسرائيل يتوقع من الفلسطينيين أن يرفعوا الأعلام البيضاء، فإن اعلاماً سوداء سترفرف من فوق رأسه'.
 
شهادة رئيس الكنيست السابق

وقال رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق، أبراهام بورج لصحيفة 'هآرتس' العبرية: ' إنه 'فضلاً عن أكوام الجثث في الجانبين والحزن والثكل في الشعبين، ووراء هتافات الزعامة الإسرائيلية، بات يمكن أن نشعر بالمرارة. منذ حرب الأيام الستة ونحن لم نعد ننتصر. نجحنا في أن ننجو من مصيبة 1973، تورطنا ولكننا نجونا في عام 1982، والأمثلة الأخرى لا تنقص. لماذا يحصل هذا؟ لماذا تنتهي حروبنا بسجل دائم من الغموض؟ أعتقد أنه لم يعد ممكناً الانتصار في الحروب'.

من جهته، تحدث مردخاي غيلات في صحيفة 'إسرائيل اليوم' عن معضلة إسرائيل في قطاع غزة، فأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يحذر الدخول إلى 'مصيدة الموت في مخيمات اللاجئين حيث تختبئ القيادات. فالجيش يقاتل حماس في الضواحي وفي الأماكن الآمنة والمريحة، مستذكراً أغنية من أيام رئيس الوزراء السابق أرييل شارون في حرب لبنان الأولى: خذنا بالطائرة وأعدنا بتابوت. فظِلّ توابيت حرب لبنان الأولى والثانية يرفرف فوق الرصاص المصهور من اليوم الأول، ومعضلة وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني صعبة. فهم حذرون، وخائفون، وخوفهم مفهوم'.

جرائم حرب

في هذه الأثناء، واصلت آلة الإرهاب الصهيونية ارتكاب المجازر في قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي على مرأى ومسمع من العالم وكثفت من عدوانها الجوي والبري والبحري والذي طال كل مناحي الحياة في القطاع.
  
 

تعليقات

اكتب تعليقك