باراك يعلن بأن غزة باتت محاصرة جزئيا ويحذر من هجوم لحزب الله
عربي و دوليفلسطيني فقد أطفاله وزوجته بصاروخ إسرائيلي يقول (لم يبق لي أحد سوى الله)
يناير 5, 2009, منتصف الليل 665 مشاهدات 0
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في اليوم الثالث من الهجوم البري على قطاع غزة، الإثنين 5-1-2009، أن مدينة غزة 'باتت محاصرة جزئيا'، مؤكداً إفادات شهود عن تحرك مدرعات إسرائيلية جنوب مدينة غزة وشمالها وشرقها.
بالتزامن، حذر رئيس الموساد الإسرائيلي من إمكانية شنّ 'حزب الله' الشيعي اللبناني هجوماً عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وقال عموس يادلين، وفق ما نقلت الإذاعة إن حزب الله قد يتذرع بالهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل منذ 27 ديسمبر على قطاع غزة ضد حركة حماس لفتح 'جبهة ثانية'.
واستدعت إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وقالت إذاعة الجيش إنهم قد يرسلون للدفاع عن حدود البلاد الشمالية في حال شن حزب الله هجوما على الدولة العبرية. وأضاف المصدر أن عددا من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين استبعدوا إمكانية قيام حزب الله بعمل استفزازي مباشر, لكنهم اعتبروا أن المنظمات المسلحة الفلسطينية في لبنان قد تتحرك.
مقتل عائلة
صرخ مجدي السموني وهو يحتضن جثث طفليه وابن اخيه في مستشفى الشفاء بعد مقتلهم في قصف اسرائيلي على حي الزيتون شرق مدينة غزة 'اصبحت الان يتيما, المجرمون قتلوا اطفالي, قتلوا عائلتي'.
وقال للصحافيين وهو يبكي صباح الاثنين 5-1-2009 'كنا مختبئين في غرفة في منزلنا وكنا نائمين. فجأة سقط صاروخ علينا وقتلوا اولادي وابن اخي وزوجتي'. واضاف 'لم يبق لي احد سوى الله. حسبنا الله ونعم الوكيل على اسرائيل المجرمة'.
وفقد مجدي اربعة من افراد اسرته بينهم ثلاثة اطفال فيما جرح اكثر من 35 منهم.
وقد تمركزت الاليات العسكرية الاسرائيلية في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وقال احمد خليفة احد سكان الحي انه لا يستطيع الخروج من منزله منذ يومين بسبب حدة الاشتباكات.
واكد خليفة (40 عاما) الذي يعيش مع 14 من افراد اسرته في اتصال هاتفي 'نعيش منذ يومين في وضع صعب للغاية ومأساوي ولا نستطيع الخروج من الغرفة التي نتواجد بداخلها. الوضع عندنا صعب جدا'.
واضاف 'نخاف على اولادنا وكل جيرانا تركوا بيوتهم ولجأوا لدى اقاربهم في وسط مدينة غزة'.
وتابع 'هناك اطلاق قذائف من الدبابات على البيوت ومن الطائرات المروحية وهناك خراب ودمار في معظم البيوت, وجنود الاحتلال يحاصرون بيوتنا وصعدوا الى اسطح المنازل المجاورة ويطلقون النار على كل شخص يتحرك او يقف على نوافذ او اسطح المنازل في المنطقة'.
واوضح ان 'الدبابات متمركزة من سوق السيارات الواقع على طريق صلاح الدين على امتداد طريق نتساريم وصولا الى الطريق البحري' من شرق غزة الى غربها.
وافاد شهود عيون صباح الاثنين ان الجيش الاسرائيلي يعمل على تقسيم قطاع غزة الى مناطق معزولة.
اما ابو احمد حجي (70 عاما) وهو من سكان منطقة المغراقة المقابلة لمنطقة نتساريم جنوب مدينة غزة فروى ان 'الجنود الاسرائيليين اعتلوا سطح منزلنا والمكون من خمسة طوابق وطردونا منه, والان انا واولادي واطفالهم وزوجاتهم خرجنا الى مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة'.
واكد 'نحن خائفون وقلقون على الاطفال عندهم اضطرابات من شدة القصف'.
يضاف الى ذلك ان الكهرباء مقطوعة عن غزة منذ اكثر من اسبوع مما ادى الى قطع المياه وتجمع مياه الصرف الصحي الامر الذي ينذر بحدوث كارثة بيئية وصحية حسبما ذكر مسؤولون في بلدية غزة.
كما تفاقمت معاناة السكان بسبب عدم وجود غاز للطهي ما ادى الى حدوث نقص في الخبز وتشكلت طوابير كبيرة امام المخابز تضم مئات المواطنين الذين يجازفون بحياتهم مع استمرار القصف والغارات الجوية.
وتعطلت كذلك شبكة الهاتف الخلوي بشكل كبير نتيجة القصف على محطات البث مما ادى الى حدوث شلل كبير وضغط على الشبكة اضافة الى ان بعض مقاسم الهواتف الثابتة تعطلت بسبب قطع التيار والقصف الاسرائيلي.
ويعيش سكان غزة في حالة من الرعب وبقيت الشوارع مقفرة الاثنين.
وافاد شهود عيان ان مئات العائلات من بيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع غادرت منازلها خوفا من القصف ولجأت الى مدراس الاونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين) في مخيم جباليا التي فتحت ابوابها لاستيعاب المشردين من منازلهم.
الا ان الدبابات والاليات العسكرية الاسرائيلية التي دخلت الى قطاع غزة ليل السبت الاحد لا تزال تتمركز خارج المدن والتجمعات السكنية المأهولة وسط مقاومة من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية حسبما افاد شهود عيان.
وقال مسؤولون بالقطاع الطبي الفلسطيني أن 7 من أفراد عائلة أبو عيشة قتلوا في انفجار وقع في مخيم الشاطئ القريب للاجئين.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها قصفوا قاعدة 'حتسور' الجوية الإسرائيلية شرق مستوطنة كريات ملاخي جنوب إسرائيل، بصاروخي 'غراد'، وذلك للمرة الأولى.
وهاجم سلاح الجو الإسرائيلي 30 هدفا في قطاع غزة ليل الأحد الاثنين، على ما افادت ناطقة باسم الجيش في تل أبيب. وأوضحت الناطقة أن الغارات 'استهدفت مسجدا في جباليا تخزن فيه الأسلحة فضلا عن منازل تشكل مخابئ للأسلحة وآليات تنقل قاذفات صواريخ ورجالا مسلحين'.
وفجرا سمع دوي انفجارات قوية في مدينة غزة وحصل قصف من البوارج الإسرائيلية، بينما أفاد شهود أن السفن الحربية الإسرائيلية قصفت محوري طرقات رئيسية في القطاع.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن 5 إسرائيليين أصيبوا صباح الإثنين في قصف صاروخي استهدف بلدة سديروت، مضيفة أن صاروخا أصاب منزلا في البلدة ما أدى إلى تضرره وإصابة 5 من سكانه بجراح. وأكدت حركة حماس أسرها جنديا إسرائيليا في منطقة الريس شمال مدينة غزة، واعترفت الإذاعة الإسرائيلية بان 'الاتصال انقطع مع جندي إسرائيلي كان يشارك في العملية العسكرية' في إشارة إلى إمكانية وقوعه في الأسر.
جهود دبلوماسية
إلى جانب التصعيد العسكري، تواصلت الجهود الدولية الساعية للتوصل إلى حل ينهي الأزمة القائمة. وفي هذا الإطار، يصل مساء الإثنين، وفد من حركة حماس إلى مصر، لبحث سبل وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأشار مصدر مصري إلى أن الوفد 'سيكون من خارج الأراضي الفلسطينية لصعوبة وصول قيادات من الداخل في الوقت الراهن نظرا للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة'. وتابع أن 'حركة حماس أبلغت الجانب المصري بحضورها مساء الإثنين ولكنها حتى اللحظة لم تحدد أسماء وفدها بشكل نهائي ولكنه سيتكون على الأرجح من عضوين من المكتب السياسي للحركة'.
وتأتي زيارة وفد حماس إلى القاهرة فيما يصل إلى نيويورك الوفد الوزاري العربي والرئيس الفلسطيني محمود عباس للعمل على استصدار قرار 'ملزم' من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار وفتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة مع وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى لضمان تنفيذ الطرفين لالتزاماتهما.
وأكدت الولايات المتحدة رفضها أي قرار بوقف إطلاق النار يتيح عودة الأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل بدء الهجوم الإسرائيلي. لكن يبدو أن التسليم الوشيك للرئاسة في الولايات المتحدة همّش واشنطن تقريبا، ما أتاح الفرصة لأوروبا بأخذ زمام المبادرة والحث على إنهاء الهجوم الإسرائيلي. ولزم الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما الصمت بشأن الأزمة ولم يقل مستشاروه سوى أن الرئيس جورج بوش سيتحدث باسم واشنطن إلى أن يؤدي أوباما اليمين في 20 يناير الجاري.
ومن المتوقع أن يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المنطقة الاثنين، في محاولة دبلوماسية جديدة للتوصل إلى هدنة تعارضها إسرائيل حتى الآن.
وأسفرت العملية البرية، حتى الآن، عن مقتل 50 فلسطينيا على الأقل بينهم سيدة وأطفالها الأربعة، وإصابة 150 آخرين، إلا أنها حصيلة غير كاملة، إذ يعتقد بوجود بعض الجثث في مناطق القتال لا يمكن انتشالها. وبدت مدينة غزة مدينة أشباح، حيث أغلقت المتاجر ومكث معظم الناس داخل منازلهم.
وصرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن جندياً قتل، وأصيب 31 آخرون في القتال البري بينهم جندي حالته حرجة للغاية واثنان حالتهما خطيرة، أما إصابات الآخرين فقد كانت طفيفة.
تعليقات