فيصل الزامل يذكرنا بأول هجوم على غزة إبان الحرب العالمية الأولى، ويدافع عن جمال باشا التركي، ويهاجم يهوديي الهوي فى جامعاتنا وصحفنا

زاوية الكتاب

كتب 676 مشاهدات 0





أول هجوم على غزة إبان «الحرب العالمية الأولى»

 
فيصل الزامل

في الساعة 2:30 ليلا يوم 26/3/1917 تحركت القوات الإنجليزية المهاجمة لمدينة غزة قوامها 22 ألف جندي يقابلهم 10 آلاف جندي تركي بقيادة جمال باشا الذي استطاع أن يكبد الإنجليز خسائر فادحة أجبرتهم على التراجع وبلغ عدد قتلاهم 394 جنديا و2900 جريح، ولكنهم قرروا تكرار المحاولة معتبرين أن اجتياح غزة هو المفتاح لبسط سيطرتهم على عموم فلسطين، واستخدموا هذه المرة ثماني دبابات و4000 قذيفة من الغاز السام (المصدر/ وثائق وزارة المستعمرات البريطانية) تقول الوثيقة (..من المؤكد أننا سنستخدم الدبابات ولكن الغاز السام ان استخدمناه فلن نكون أول من فعل فقد سبقنا الفرنسيون الى استخدامه) تستمر الوثيقة (.. وقد عزز الخصم التركي قواته ورفعها الى 25 ألف مقاتل).

دارت المعركة الثانية بكل شراسة استخدمت فيه القذائف السامة بالكامل يرافقها قصف استمر ليومين متتاليين واجهه الأتراك بقصف مماثل أوقع العديد من القتلى في الصف الإنجليزي اضافة الى اعطاب الدبابات التي اقتربت من أسوار المدينة، وكان من بينها دبابة شقية نجحت في اختراق الدفاعات بحركة متموجة، لاحقتها النيران التركية بلا فائدة حتى صعدت على تلة مرتفعة فأصابتها أربع قذائف وتركتها مشتعلة بمن فيها.

تكمن أهمية غزة في أنها الباب الذي دخل منه الاحتلال البريطاني ومن ورائه الصهيوني لفلسطين، وهو الباب الذي سيخرجون منه، بإذن الله، من هذه البلاد، طال الزمان أم قصر، ويهمنا في هذا المقام انصاف جمال باشا الذي أبلى بلاء كبيرا في قيادة معركة صد الهجوم البريطاني وهو ما تشهد به الوثائق البريطانية التي تقول (كانت نتائج معركة غزة كارثية حيث كبّد الجيش التركي البريطانيين 6000 بين قتيل وجريح ـ جثثهم موجودة حتى الآن في مقبرة الإنجليز بغزة ـ ما أدى الى استبدال القائد الإنجليزي ارشيبلد ومساعده دوبل بغيرهما).

وذلك لمواجهة جمال باشا الذي لقبه اليهود بالسفاح بسبب ارتفاع عدد قتلاهم، ومرروا تلك التسمية الينا عبر أشخاص من طراز كمال ثابت أمين «ايلي كوهين» وهناك المئات ممن يحملون أسماء عربية، وأخرى عبرية لا نعرفها، ويكتبون ويحاضرون في جامعاتنا ويكتبون في صحفنا على أنهم عرب غيورون على الأمة ولكنهم بالفعل كتيبة يهودية ولكنها تستخدم القلم والميكرفون، من جانب آخر فقد وجدت القوات البريطانية أنصارا لها ممثلة في كتيبة الخيالة الأسترالية وأخرى نيوزيلندية، وقد فوجئ جمال باشا بتعاون قبائل عربية مع الإنجليز، ممن جندهم لورانس مع الجيش البريطاني وطعنته هجماتهم في الظهر عندما شاركت في الهجوم البريطاني الكاسح وأسرت تلك القبائل وقتلت من الأتراك أكثر مما فعل الإنجليز أنفسهم بعد أن وعد لورانس الشريف حسين وابنه فيصل بتسليم حكم البلاد العربية له ولأسرته، ودفع لورانس أموالا طائلة للقبائل التي جندها لتوفير الدعم البري للهجوم الإنجليزي الأخير الذي سقطت بموجبه غزة، ومن ورائها سائر فلسطين بأسرها.

كلمة أخيرة:
خطب جمال باشا في النادي الشرقي بدمشق عام 1333 هـ الموافق 1914م:- (يجب عليكم يا أبناء العرب أن تحيوا مكارم الدين الإسلامي وأن تعملوا على رقي العرب، جددوا مدنيتكم العريقة)، ومع ذلك شوّه المخدوعون – كما خدع الشريف قبلهم – صورة اخوانهم الأتراك بدعوى التتريك، فهم رغم أخطائهم في ادارة شؤون البلاد العربية، الا أنهم حموها من هجمات صليبية متعاقبة من فرنسا وبريطانيا، وقد كتب جندي تركي لوالده قائلا «ماذا أفعل، العرب يطلقون علينا النار؟» أجاب والده «لا تطلق النار على العرب، هؤلاء أحفاد الصحابة، كن في الصفوف الخلفية ولا تقتل عربيا» الرسائل محفوظة في متحف اسطنبول.
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك