خسائر فادحة للاحتلال في أول أيام الهجوم البري: تدمير 7 دبابات ومقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين
عربي و دوليكتائب القسام تستخدم صاروخ مضاد للدبابات تسبب في 'مجزرة' بحق الدبابات الصهيونية فى حرب لبنان
يناير 4, 2009, منتصف الليل 1317 مشاهدات 0
الآن: وكالات
ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين في اليوم الأول للهجوم البري الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة إلي خمسة عشر جنديًا إسرائيليًا، بعد مقتل جنديين مساء الليلة الأحد.
وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن خمسة من الجنود قتلوا في المواجهات العنيفة التي دارت مع المسلحين الفلسطينيين شرق حي الزيتون إلى الشرق من مدينة غزة، فيما سقط العدد ذاته في مواجهات واشتباكات مسلحة مع كتائب القسام شمال بلدة بيت لاهيا شمال القطاع ، كما لقي جنود إسرائيليون مصرعهم إثر إطلاق فصائل المقاومة ثلاث قذائف هاون على عددٍ من الآليات العسكرية الإسرائيلية في بيت حانون شمال قطاع غزة.
ورغم عدم اعتراف جيش الاحتلال بسقوط هذا العدد من القتلى إلا أن مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت أن عدد القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية يفوق هذا العدد بكثير وهو ما تتكتم عليه الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلي مقتل مساعد قائد لواء جولاني خلال اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة .
واستمرارا لنجاحاتها المتواصلة منذ بدء العدوان البري على قطاع غزة ، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' أنها قتلت ثلاثة جنود صهاينة وقصفت 'سديروت' بصاروخين من طراز 'قسام' وتجمع مستوطنات أشكلول بصاروخ 'غراد' وذلك في ثاني أيام الحرب البرية .
يأتي هذا فيما أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها تمكنت من تدمير سبع دبابات صهيونية من طراز 'ميركافا' المحصنة باستخدام العبوات الناسفة والقذائف المضادة للصواريخ، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال.
وقال 'أبو أحمد' الناطق باسم 'سرايا القدس' الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن فصائل المقاومة تمكنت فقط في منطقة حي الزيتون من تدمير سبع دبابات صهيونية وهناك عشرات القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال وقعت في العديد من الكمائن.
وأضاف 'أبو أحمد' أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد والمقاومة تنتشر بالآلاف، موضحاً أن المقاومة بخير، فلم يسقط الكثير من عناصر المقاومة في هذه المعركة، والعدو يقصف المدنيين ليغطي على فشله، في حين أن المقاومة على جهوزية في حال توسيع العدوان.
وأشار إلى أن وحدات الرصد للمقاومة تشير إلى أن العدو بدأ يجلي عدداً كبيراً من جنوده القتلى والجرحى شرق غزة على النقالات ويتم إجلاءهم بالطائرات إلى المستشفى، ما يدلل على الخسائر الكبيرة والساعات القادمة ستوضح ذلك.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت عن تدمير دبابتين على الأقل باستخدام صاروخ مضاد للدبابات المدرعة من طراز 'بي 29'، والقادرة على تدمير هذه الدبابات وهي القذائف ذاتها التي استخدمت خلال الحرب على لبنان والتي تسببت في 'مجزرة' بحق الدبابات الصهيونية ، وأضافت في بيان لها أنها دكت المدن الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بواحد وأربعين صاروخاً .
حصيلة الشهداء الفلسطينيين في تزايد
وعلي صعيد تطور الأوضاع علي الساحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلي 47 شهيدا منذ بدء الهجوم البري ليل السبت، لتصل حصيلة العدوان خلال تسعة أيام إلى 509 شهداء وسقوط 2450 جريح.
وأكدت مصادر فلسطينية استشهاد 14 فلسطينياً جراء قصف مدفعي استهدف منازل المواطنين والأحياء السكنية شرق غزة بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، ومنهم أربعة فقط من النشطاء الفلسطينيين ، كما استشهد 12 فلسطينياً جراء قصف شمال القطاع بينهم تسعة استشهدوا دفعة واحدة بعدما قصفت الدبابات الإسرائيلية تجمعاً للمواطنين بالقرب من مدرسة أبو عبيدة بن الجراح في بيت لاهيا شمالي القطاع.
وفي رفح جنوب القطاع استشهد خمسة فلسطينيين، هم أب وأبنائه الثلاثة منهم طفلان وأحد أقاربهم، بعدما قصفتهم الطائرات وهم يكسرون الحطب أمام منزلهم في حي الشوكة شرق المدينة ، وفي وقت لاحق استشهد فلسطيني آخر بعد استهدافه في منطقة موراج ، كما استشهد ناشط في خان يونس وطفل وأصيب آخران بجروح خطيرة، جراء غارة جوية وقصف بالرشاشات من الدبابات الإسرائيلية.
قادة الاحتلال مصرون على مواصلة المجازر
ورغم أن عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين في تصاعد فإن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بدا مصممًا علي مواصلة عمليته العسكرية، قائلاً قبل اجتماع حكومي في تل أبيب إن الهجوم الإسرائيلي على حركة حماس في غزة سيوسع طالما دعت الضرورة.
وأضاف باراك أن هذه العملية لن تكون سهلة وأنها ستوسع وتكثف طالما دعت الضرورة ، فيما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جابي أشكنازي أن حماس أخطأت عندما فسرت ضبط النفس الذي تحلت به إسرائيل باعتباره ضعفًا، مشيرًا إلي أن إسرائيل ستكيل لحماس الصاع صاعين.
وفي تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية، زعم أشكنازي أن بلاده تشن حربها علي حماس لحماية مواطنيها نساء ورجالاً وشيوخًا وأطفالاً في العيش من دون خوف ، موضحًا أن إسرائيل ستثبت لكل من يضمر السوء لإسرائيل تصميم الجيش الاسرائيلي على ضمان أمنها وسلامتها وسيادتها إلى أبد الآبدين.
يأتي هذا فيما أعلن أمين عام الحكومة الإسرائيلية عوفيد حزقيل أن إسرائيل لا تهدف من هجومها البري الحالي على قطاع غزة إلى إعادة احتلال القطاع ، ومن جانبه ، زعم آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أن بلاده لا تريد إعادة احتلال غزة بل وقفاً نهائياً لإطلاق الصواريخ ومنع وصولها من مصر إلى غزة.
وأضاف ديختر أن الأسلحة التي تصل إلى قطاع غزة لا تخدم السلطة الفلسطينية وعلى مصر وقف تدفق هذا السلاح إلى داخل القطاع ، مشيرا إلى أن هدف إسرائيل الاستراتيجي هو عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
دعوات فلسطينية للتوحد
وفي مواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة، دعت حركة حماس فصائل المقاومة الأخرى إلي اجتماع طارئ لمواجهة الهجوم البري المستمر لليوم الثاني علي التوالي ، وقال محمد نزال الناطق باسم الحركة إنه يجب على كافة القوى الوطنية أن تلتقي معًا لكي تقرر مسار عمل موحد في مواجهة الهجوم الإسرائيلي.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد استبق الدعوة الحمساوية بحثه حركتي 'حماس' و'الجهاد الإسلامي' على حضور اجتماعات مشتركة لكافة الفصائل ، موضحًا أن الوقت لا يحتمل خلافات في ظل العدد المتصاعد للقتلى الفلسطينيين.
وقال عباس في بداية اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله :'مازالت الدعوة مفتوحة ومستمرة لبذل المزيد من الجهود وكنا قد دعونا إخواننا في حركتي حماس والجهاد لأن يحضروا هنا للاجتماعات وما زلنا ندعوهم لأن الوقت لا يحتمل الخلافات والمهاترات. هدفنا الوحدة الوطنية ووقف إطلاق النار بكل أشكاله على شعبنا حتى نلملم جراحه'.
عباس يدعو للتوحد
وأضاف 'الآن الوحدة الوطنية هي أقدس ما لدينا، وكما قلنا المماحكات والمهاترات موقوفة تمامًا ويجب ألا تعود إلى الساحة الفلسطينية، سعينا وسنسعى لحقن دماء أبناء شعبنا في غزة وسنتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان'.
وبدا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه متناسقاً مع عباس عندما شدد علي ضرورة حضور زعماء حماس والجهاد الإسلامي الاجتماع مع قيادة السلطة الفلسطينية لبلورة موقف موحد ضد ما وصفه بالعدوان الإسرائيلي في غزة ، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية أوقفت المفاوضات مع إسرائيل في أعقاب الحملة العسكرية في القطاع.
من جانبه، أكد مشير المصري أمين سر كتلة 'حماس' البرلمانية، أن جميع الرهانات لإسقاط الحكومة في غزة فشلت حتى الآن بجانب فشل من يعول على تأليب المواطنين على حركته وخلق فوضى في قطاع غزة من خلال المجازر النازية.
ولفت إلى أن العمليات الوحشية في قطاع غزة أكدت أن إسرائيل لا تريد السلام ولا تريد التهدئة وأنها كيان للعدوان ليس فقط على شعب غزة بل على الشعوب العربية والإسلامية ، نافيا في الوقت ذاته أن تكون الضربات الإسرائيلية المفاجئة لقطاع غزة أدت إلى شلل حركات المقاومة الفلسطينية.
تحذيرات من أن تأتي العملية العسكرية بنتائج عكسية
مأزق إسرائيل
وفيما تشن إسرائيل هجمتها الأوسع منذ حرب يونيو 1967 من أجل استئصال حركة حماس إلا أن صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية اعتبرت أن إسرائيل فى مأزق حقيقى رغم جبروت آلتها العسكرية فى عدوانها الحالي على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة في تحليلها للمشهد الراهن بقطاع غزة إن هناك محللين إسرائيليين حذروا من أن المواجهة الحالية ستؤدي إلى خروج حركة حماس بمكاسب من أبرزها فوزها بشرعية ستمنح لها.
وخلصت الصحيفة إلى القول إن الأمل الذي يراود المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بتدمير البنية الأساسية لحركة حماس قد يتحول على الأرجح إلى كابوس من الفوضى سيطال بالتأكيد سكان جنوب إسرائيل الذين تشن الهجمات الحالية على قطاع غزة باسم الدفاع عن أمنهم.
وقال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام وهي الجناح العسكري لحماس ان القوات الاسرائيلية تواجه موتا مؤكدا او أسرا. واضاف ابو عبيدة انه يجب على العدو الصهيوني ان يعرف ان معركته في غزة خاسرة.
ويقدر عدد المقاتلين الفلسطينيين في غزة بنحو 25 ألف، ينتمون الى حركة حماس وعدة فصائل فلسطينية اخرى.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الهدف من الهجوم البري هو' حماية الجبهة الداخلية' من الهجمات الصاروخية.
وامتنع خلال كلمة تلفزيونية عن توجيه اي تهديد بمحاولة قلب حكومة حماس في قطاع غزة، الأمر الذي تراجعا عن واحد من أبرز الأهداف المعلنة للحرب.
وقال باراك زعيم حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط واحد المرشحين لرئاسة الوزراء في انتخابات تتوقع استطلاعات للرأي ان تعيد اليميني بنيامين نتنياهو الى السلطة 'لن يكون سهلا. ولن يكون قصيرا'.
وذكر الجيش في بيان ان اعدادا كبيرة من القوات تشارك في الحملة من بينها المشاة والدبابات والمهندسين والمدفعية والمخابرات.
وقالت الميجر أفيتال ليبوفيتش المتحدثة باسم الجيش 'الهدف هو تدمير البنية الأساسية الإرهابية لحماس في منطقة العمليات.'
وقال معلقون للشؤون العسكرية الاسرائيلية ان الهجوم يهدف ايضا الى تعزيز قوة الردع الاسرائيلية في المنطقة.
وفي حين تواجهت القوات على الارض استعرت المعركة الاعلامية مع تشويش اسرائيل على محطات حماس التلفزيونية والاذاعية.
ومررت اسرائيل عبر قناة الاقصى التابعة لحماس رسالة تقول 'يا قادة حماس لقد قضي عليكم'.
وفي وقت سابق قطع رجل يتحدث العربية بلهجة عبرية برنامجا اذاعيا لحماس بقوله ان 'قادة حماس يختبئون في الانفاق ويتركونكم على الجبهة'.
واضاف 'قادة حماس يكذبون عليكم وهم يختبئون في المستشفيات'.
ولكن تلك الرسائل لم تنل من عزيمة المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون المواجهات مع قادتهم في الميدان.
واعترف ناطق باسم الجيش الاسرائيلي فجر الاحد ان 30 جنديا اسرائيليا جرحوا في الهجوم البري في قطاع غزة.
واوضح الناطق في اول حصيلة رسمية اسرائيلية 'اصيب 30 عسكريا بينهم اثنان هما ضابط وجندي، اصابتهما خطرة'.
وافادت مصادر طبية فلسطينية ان 23 فلسطينيا معظمهم من المدنيين قتلوا الاحد في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي دخلته القوات الاسرائيلية السبت.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الطوارئ والاسعاف 'ان عدد الذين استشهدوا اليوم 23 معظمهم من شرق جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة وحي الزيتون حيث تدور اشتباكات مسلحة'.
واوضح ان 'اجمالي عدد الشهداء بلغ 489 فيما جرح اكثر من 2400 شخص' منذ بدء الغارات الاسرائيلية على غزة قبل ثمانية ايام.
ونقلت محطة الجزيرة الاخبارية عن مصدر عسكري اسرائيلي الاحد ان جنديا اسرائيليا قتل في اشتباكات مع توغل القوات البرية الاسرائيلية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). ولم تكشف القناة التي تبث برامجها من قطر عن مزيد من التفاصيل.
وفي حال تأكيد مقتله، سيكون هذا الجندي الاسرائيلي اول عسكري يعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتله في عمليات غزة.
واكدت حركة حماس في وقت سابق ان تسعة جنود اسرائيليين قتلوا في العملية البرية في قطاع غزة التي بدأت مساء السبت.
اشار الجيش الاسرائيلي الى تسجيل تراجع كبير في اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل.
واوضح ناطق اسرائيلي 'اطلقت ثمانية صواريخ قصيرة المدى وسبع قذائف هاون منذ بدء العملية البرية، باتجاه اسرائيل من دون ان تسفر عن ضحايا'.
وافادت مصادر طبية فلسطينية ان الكثير من المقاتلين الفلسطينيين جرحوا في اشتباكات في شمال القطاع لكن المعارك منعت وصول سيارات الاسعاف اليهم.
وقال مسؤولون طبيون ان القوات الاسرائيلية قتلت خلال الاشتباكات المبدئية ثمانية غزاويين خمسة منهم مسلحون ليرتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الغارات الجوية في 27 ديسمبر/كانون الاول لاكثر من 480.
وقالت اسرائيل انها استدعت عشرات الالاف من جنود الاحتياط وقدر المتحدث باسم قائد الجيش ان هذه العملية في قطاع غزة قد تستغرق'اياما طويلة كثيرة'.
ومن المرجح ان يؤدي سقوط عدد كبير من الضحايا الى زيادة الضغوط الدولية على اسرائيل كي توقف اكبر عملية لها في قطاع غزة منذ 40 عاما وهي معركة تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة بالنسبة للزعماء الاسرائيليين قبل الانتخابات العامة التي تجري في العاشر من فبراير شباط.
تعليقات