عادل الرومي يكتب .. ازداد الفاسدون غنى وازداد المواطنون قهراً
زاوية الكتابكتب أغسطس 18, 2016, 12:22 ص 377 مشاهدات 0
النهار
نبض القلم- ازداد الفاسدون غنى وازداد المواطنون قهراً
د. عادل الرومي
مقولة تتكرر ونسمعها كثيراً، تقول: «كلما كان الشعب جائعاً ومقهوراً، كلما ابتعد عن السياسة والتفكير فيها...»، لذلك تسعى الحكومة جاهدة إلى اشغال الشعب بمشاكل الاسكان، البطالة، تردي مستوى الصحة، انخفاض مستوى التعليم، ضعف الخدمات، انهيار الاقتصاد وسوق الأوراق المالية، فكل شيء حولنا باعتقادي مخطط له، وليس صدفة، والدليل عندما يحتاج أي مواطن لانهاء معاملة ما، فلابد وان يلجأ الى احد أعضاء مجلس الأمة الحكومي ليمرر معاملة المواطن ويصبح بعدها أسير ذلك العضو الحكومي فيطلق عليه (عضو الخدمات)، وبالطبع فان عضو مجلس الأمة لكي تسهل له الحكومة انهاء المعاملات ليحجز مقعده القادم في المجلس ان يكون «بصاماً» من الطراز الاول للحكومة وان لا يرد لها طلباً داخل المجلس الحكومي، والا فإن جميع معاملات ناخبيه سوف تتوقف، لذلك فان كل ما يدور مخطط له بذكاء للوصول الى الهدف المطلوب تحقيقه وهو اشغال الشعب بمشاكله اليومية.
ساعد الجو الكئيب في البلد على تفشي الفساد ونهب المال العام، فالأجهزة الرقابية مشلولة، والضمير غائب، والشعب مشغول في مشاكله، ولا احد يستطيع عمل شيء غير الكلام (التحلطم)، فتحول المفسدون وسراق المال العام من خفافيش تتحرك في الظلام الى سراق مال عام ينهبون كل ما هو أمامهم في النهار دون خوف، وبعدها يتم تكريمهم بالسفر الى الخارج للعيش باقي سنوات العمر.
أتعجب كثيرا عندما اسمع الجمل الحكومية بين فترة واخرى بأن «المواطن منعم بالخيرات الكثيرة وعليه ان يحمد الله ويشكره»... فالحمد والشكر والثناء لله في أوله وآخره لا نختلف عليه جميعا، ولكن لا يمكن ان تتم سرقة ثروات البلد، وبعدها تخرج لنا الحكومة بأنها هي من وفرت لنا العيش السعيد.
رسالتي للحكومة والى مجلس الأمة الذي لا يقوم بدوره الرقابي كما هو مطلوب منه: ان المواطن لا يريد سوى ان يعيش حياة ينعم فيها بخيرات بلده التي تتبعثر يميناً ويساراً الى دول لا نعرف حتى موقعها على خريطة العالم، او تسرق وتنهب من سراق المال العام من اصحاب النفوس الضعيفة، والذين يتم تكريمهم بعد كل سرقة بالسياحة الى عواصم أوروبا، فالخير الذي ينعم فيه المواطن حق من حقوقه، وليس منة من الحكومة عليه، وعلى الحكومة المحافظة عليه وعدم السماح للحرامية والفاسدين بسرقته، وعلى مجلس الامة ان يفعل دوره الرقابي ليكون صِمَام أمان ضد كل ما تسول له نفسه الضعيفة سرقة أموال الشعب والأجيال القادمة، ولا نملك الا ان نقول حسبنا الله على الفاسدين وسراق المال العام وكل من طبل لهم.
تعليقات