لماذا التراث الإبداعي غريب ومنفصل عن العمل السياسي في الكويت؟.. يتسائل وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب أغسطس 14, 2016, 11:40 م 406 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة -الأغنية السياسية في الكويت
وليد الرجيب
لا توجد في الكويت ثقافة الأغنية السياسية، أو الثورية أو النقدية المعارضة، وكذلك لا يوجد شعراء سياسيون أو ثوريون، لكن هناك شعرا نقديا للمجتمع، مثل معظم دول العالم بما فيها جميع الدول العربية، من أصغرها إلى أكبرها، فيما عدا بعض الأغاني البسيطة، التي ظهرت أيام الاحتلال، كما ظهرت النكتة السياسية في تلك الأيام أيضاً، وكأن الشعب الكويتي كان يريد تعويض الآلام والخوف بالنكتة.
وحتى القوى السياسية، التي يجب أن تهتم بالشعر والأغنية السياسية، جافة بلا فنون ولا آداب، هذا إذا استثنينا بعض الأناشيد الدينية للقوى الإسلامية، ويبدو أن القوى السياسية المختلفة، تعتبر الفنون والآداب في آخر اهتماماتها، ولا تكترث بها على اعتبار أن الفنون وتذوقها والتعبير من خلالها، ليس لها صلة بالعمل السياسي أو النضال.
ويبدو أن الشعوب تسبق قواها السياسية وأحزابها، إذ ما أن بدأت الأزمات السياسية والاقتصادية بالتراكم، وخاصة بعد قرار رفع سعر البنزين، حتى أطلت الأغنية السياسية أو المعترضة برأسها، فأخيرا أطلق بعض الشباب أغنية «ما كو فلوس»، انتقاداً لقرار رفع سعر البنزين.
الاعتراض بالفنون يحتاج إلى وعي حقيقي بأهميته وتأثيره، فقد تكون أغنية أو لوحة تشكيلية أو شعر، أكثر تأثيراً من المنشور السياسي الجامد، فهل جفاف هذا النوع من أنواع التعبير والنضال هو جزء من جفاف القوى السياسية؟ وجفاف المجتمع وتخلفه الثقافي والسياسي، أم أن تقاليد العمل السياسي في الكويت رغم عراقته، لم ينشر الوعي الإبداعي كجزء لا يتجزأ من العمل السياسي، وأصبح هذا التقليد متوارثاً في كل الاتجاهات السياسية والحزبية؟
لماذا التراث الإبداعي غريب ومنفصل عن العمل السياسي في الكويت؟ بينما أصبح راسخاً في دول شبيهة مثل البحرين والسعودية واليمن وعمان، أم أن الأحزاب السياسية الكويتية لا تستقطب الفنانين والمبدعين، ولا تفكر بقيمة الإبداع كشكل من أشكال النضال.
في ظني أن الأغنية السياسية الثورية أو الانتقادية، ستترك المصطلحات والشعارات للقوى السياسية، وستدخل حتماً في هموم الناس اليومية، ومعاناتهم بالأخص الاجتماعية والمعيشية والسياسية، لكن هل ستصبح ثقافة في مجتمعنا، أم ستكون ظرفية وردود أفعال وقتية؟
تعليقات