أزمة مفتعله.. هكذا يرى عبد الوهاب النصف قرار رفع سعر البنزين
زاوية الكتابكتب أغسطس 10, 2016, 11:59 م 565 مشاهدات 0
النهار
ما قل ودل-«سعيد وسعيدة»
عبد الوهاب النصف
انطلاقاً من حقيقة ان هذا المجلس ثروة للحكومة لا يمكن تعويضها او التفريط فيها وانسجاماً مع واقع انه لم يتبق سوى سنة واحدة على طلاق «سعيد من سعيدة»بعد ثلاث سنوات من العسل،باتت تقودني الشكوك الى تفسير كل قرار حكومي قادم على انه منبثق عن هذه الحقيقة وذلك الواقع.
تفوح وراء خبر الارتفاع الطائش لسعر البنزين رائحة مسرحية هزلية أخرى أبطالها مجدداً «سعيد وسعيدة» الهدف منها الاظهار للعامة ان «سعيد» راحل في بيته «وسيد قراراته وليس ببصام كما يدعي «العذال».
ارتفاع اسعار البنزين بات ضرورة حتمية في ظل انخفاض اسعار النفط وباعتبار فشل الحكومات المتعاقبة في تنويع مصادر الدخل واتباع سياسات الاستنزاف دون الاكتراث بالحقيقة التي كان يصدح بها العقلاء بأن النفط طاقة ناضبة وعلينا استغلال الثروات لبناء اقتصاد حقيقي جوهره التنوع.
ما يتوجب الوقوف عنده هو زيادة اسعار البنزين بمتوسط 60 في المئة الذي أخذ الزخم المناسب في الرأي العام الكويتي كونه قضية حيوية ولها عواقبها على جيب المواطن ولكن - كما يبدو - ما هو الا أزمة مفتعله يراد منها ضرب عصفورين أولاً إزالة صفة «البصام» عن هذا المجلس عبر تصديه لهذا القرار والترويج على انه انجاز للمجلس كبداية مبكرة للحملات الانتخابية أما ثانياً فهو ضمان قبول الشارع العام بمبدأ الزيادة ولكن بنسبه أقل عن المعلنة.
الحكومة والمجلس بارعان في استنباط قوانين تكبح جماح خصومهم السياسيين، كما انهما بارعان في اخراج وتأليف مسرحيات على مستوى لا يقل سوءا عن مستوى الفن الكويتي الحالي. كم وددت أن يكونا بنفس البراعة في تنمية البلد المتهالك وتغطية ثقوب الفساد التي تنخر منذ سنوات ولا توجه يذكر لتغطيتها، وكم وددت أن يكونا بارعين في بناء البلد بناء حقيقيا كما أي بنيان من حجر ومعدن لا عبر شعارات فارغة وبطولات وهمية.
من الواضح أننا مقبلون هذه السنة على سلسة متواصلة من مسرحيات «سعيد وسعيدة» تهدف الى تلميع الصدأ، ولا نملك الا ان نستذكر مثلنا الكويتي «يا بخت سعيد بسعيدة».
تعليقات