الامارات اختارت ان تكون جزءا من صناعة المستقبل الذكي.. برأي هيلة المكيمي

زاوية الكتاب

كتب 548 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

النهار

حياد إيجابي-دبي ..هايبرلوب الخليج

د. هيلة المكيمي

 

مما لاشك فيه ان دبي اصبحت علامة فارقة في الخليج، بل ان كثيرا من دول المنطقة اصبحت تعرف من خلال انها دول جوار لامارة دبي، ويرجع ذلك الى رهان دبي على المشاريع المستقبلية والتي أصبحت تشعر القارئ في اي بلد في العالم وليس في الخليج فحسب كأنه أحد المتابعين لأفلام «ستار ترك» و«ستار وورز» وغيرها من افلام الفضاء الشيقة حيث الخيال والعلم والمتعة والابداع .

وآخرها مفاجأة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة الشروع في بناء أنبوب قطار هايبرلوب أو ما يسمى بـ «نظام النقل فائق السرعة» الذي سيربط بين إمارتي دبي والفجيرة مما يعني الربط مابين الخليج العربي وبحر عمان في 10 دقائق. وهذا النظام اطلقه رجل الأعمال والمخترع الأميركي إيلون ماسك، وهو عبارة عن دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء تربط بين محطتين، وداخل هذا الأنبوب كبسولات ركاب تندفع بسرعات عالية محاطة بنظام أمان وتبلغ كلفة بناء الأنبوب الواحد 10 في المئة من تكلفة بناء القطارات التقليدية فائقة السرعة. وجاء ذلك المشروع بعد انجاز خط أنابيب تصدير النفط الإماراتي لدى الفجيرة الإمارة الواقعة بعيدًا عن مضيق هرمز، ما يعني تخلص الاماراتيين من التهديدات الايرانية من آن لآخر بإغلاق المضيق. فالفجيرة تحظى بموقع استراتيجي على بحر عمان وتعرف موانئها بأنها ثاني أكبر ميناء ملاحي في العالم لتخزين النفط بعد سنغافورة. وتكمن أهمية هذا المشروع لما له من آثار سياسية على الصعيد المحلي والخارجي.

فعلى الصعيد المحلي، في حال تم تبني هذا المشروع مابين الامارات السبع فسيكون له أكبر الاثر في دعم النظام الفيدرالي من حيث توزيع الثروات وتنمية الامارات الاخرى الى جانب كل من أبوظبي ودبي والشارقة، وسوف يسهل تنقل ابناء الامارات في غضون عشر دقائق مابين مختلف الامارات ما يعني انتعاش العمل والسياحة وغيرهما من الجوانب الاقتصادية. فالتنقل بهذا النظام اسرع من التنقل بالطائرة واقل كلفة.

اما على الصعيد الدولي، فهو رصيد حقيقي للامارات دوليا، فما بعد دبي 20/20 ، العالم سيترقب امارات الهايبرلوب، بل ان العالم لن يكتفي بالمراقبة بل سيكون شريكا فعالا في تنفيذ هذه الرؤية الفضائية. فقد أعلنت مؤسسة دبي للمستقبل عن استضافة المسابقة العالمية «بيلد إيرث لايف» لتصاميم «الهايبرلوب» في شهر سبتمبر المقبل، حيث ستشهد الفعالية منافسات بين الفرق المشاركة العالمية والتي ستقوم بتقديم تصاميم أولية لمشروع الربط الافتراضي بين مدينتي دبي والفجيرة. بل ان المناسبة ستكون بمثابة فرصة لابتكار طرق مستقبلية للتنقل الذكي. فالامارات اختارت ان تكون جزءا من صناعة المستقبل الذكي بدلا من الاكتفاء بالتلقي والاستهلاك، لاسيما ان دبي تهدف إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل فيها إلى رحلات ذاتية القيادة بدون سائق.

اما على المستوى الاقليمي فإن ما تقوم به دبي ، يمثل حلولا حقيقية لمشاكل المنطقة العربية المزمنة والتي جعلتها كتلة بؤر للتوتر والتطرف والارهاب، فقد كنت أشرت في مقال سابق الى تبني الامارات لمفهوم ليس فقط المستقبل بل هو جرأة المستقبل، فما تحتاجه المنطقة هي تلك الجرأة بالتخلص من انماط التفكير التقليدية في الركون الى الهويات دون الوطنية، والانطلاق الى المستقبل والبناء والتنمية، تلك النماذج من الحوكمة الرشيدة والتفكير العلمي والإبداع هي الطريق الحقيقي للسلام الاجتماعي والاقليمي في المنطقة

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك