هل الجلسة الاستثنائية الخاصة بأسعار البنزين فيلم نيابي كالمعتاد؟.. يتسائل جاسم كمال

زاوية الكتاب

كتب 462 مشاهدات 0

جاسم كمال

النهار

خُذ وخل-عافيتكـم صـارت نـاراً!

جاسم كمال

 

العافية باللهجة التونسية الشقيقة تعني النار وهي جاءت تهذيبا للطلب من الغير بحيث كان أهل تونس الخضراء يعتمدون على الفحم للتدفئة وكان البعض من ربات المنازل لا تعرف أو تتكاسل في إشعال الفحم الأسود من أجل التدفئة بالمنزل فكانت ترسل احد الأطفال لجيرانها تطلب قليلا من الفحم المشتعل أصلا حتى تساعدها بإشعال بقية الفحم الذي لديها فما كان منها إلا أن تقول أعطيني قليلا من العافية ومن هنا جاءت التسمية النار بالعافية، ولكن العافية اليوم لدينا بالكويت أصبحت شعارا للتأمين الصحي للمتقاعدين تحت اسم «عافية»، وبعد يومين من هذا الخبر السعيد للمتقاعدين جاءهم وجاء أهل الكويت كافة خبر زيادة أسعار البنزين، ولذا قلنا اليوم العافية الكويتية تحولت لنار حارقة مثل ما حولها أشقاؤنا في تونس الخضراء، والحين راح نشوف ما عيوب العافية الكويتية وتبعات زيادة البنزين على الكويتيين.

أولا: نبارك لأهلنا المتقاعدين على بطاقة «عافية» للتأمين الصحي والتي جاءت بعد مخاض عسير بسبب الروتين الحكومي الطويل وبعد الإعلان المبارك عن «عافية» من قبل معالي وزير الصحة الموقر الذي زاد انتظار المتقاعد للتأمين الصحي ثلاثة أشهر قادمة فوق الزمن الذي فات، ولذا جئنا نتفحص ذلك الإنجاز العظيم لمجلس رمضان 2013م الذي كان ولايزال همه الوحيد هو البحث عن انجازات حتى لو كانت على ورق مثلما الحال بالقضية الإسكانية والله كلامهم وزعنا هذا القدر من الأراضي على المواطنين وبالحقيقة على الورق فقط، وهنا لا ننكر أن «عافية» عمل ممتاز لأهلنا المتقاعدين كونه مساعدا لهم للحفاظ على صحتهم المستقبلية ولكن هنا أمرا في غاية الغرابة: هل يعقل أن تلغى أمراض الشيخوخة من التأمين المذكور وتوضع مكانه حالات الولادة!!! والسؤال هنا للذي ألغى حالات أمراض الشيخوخة من سيستفيد من حالات الولادة من المتقاعدين؟ مع العلم أن أغلب المتقاعدين فوق سن الـ 55 سنة يعني لا ولادة ولا حمل، ولذا بات جليا أن هذا التأمين الملقب بـ «عافية» في ظاهره هو للمتقاعدين ولكن في واقع حاله هو وسيلة لتنفيع المستشفيات الخاصة في البلاد التي تعود ملكيتها أصلا للتجار، لذا أبارك للمستشفيات الخاصة على المبلغ الجديد الذي سيدخل أرصدتهم مناصفة مع شركة التأمين مبروكين، وأقول مهنئا ومباركا للوافدين على إنهاء مزاحمة الكويتيين لهم بالمراكز الصحية الحكومية والمستشفيات الحكومية وأقول: عليكم بالعافية وأنتم أحق بالرعاية الصحية التي تقدمها الدولة مجانا للجميع دون تمييز لكون الوافدين باتوا هم الأكثرية بالتعداد السكاني الحالي.

وثانيا: وهو خاص بالقرار الحكومي الذي جاء بشكل وصيغة هدية خاصة للكويتيين لتزامنه مع ذكرى الغزو العراقي في 1990/8/2م وهو زيادة أسعار البنزين بداية من شهر سبتمبر القادم والحق يقال خوش هدية والتوقيت صح لذا أقول: جزاكم الله ألف خير عن أهل الكويت والله بارينهم أجركم على الله، والآن هل يعقل ان تكون الزيادة بالنسبة المئوية كالآتي بنزين ممتاز زيادته 41.5 في المئة والخصوصي 61.5 في المئة و ألترا 83.3 في المئة وهنا أقول أن ربعنا فكروا برفع الدعم عن المواطن فقط دون أن يفكروا بحياة ومعيشة المواطن الذي يصارع الحياة بسبب الغلاء الفاحش الذي أصاب كل شيء بحيث بات كل شيء غاليا ما عاد المواطن الكويتي الذي بات على حاله ويفتخرون ويقولون نحن الأرخص بالمنطقة يا عمي شوف رواتبك والالتزامات التي على المواطن الكويتي ومن بعد افتخر وهلل وتكفون ترانا شبعنا من عبارة (بناء على توصية البنك الدولي) لأننا نعلم كما تعلمون أن توصيات البنك الدولي ليست ملزمة ولكنكم وجدتم الحمالة التي تحملون عليها جميع قراراتكم التي تزين لخدمة الوطن والمواطن وبواقعها تعمل على سحق المواطن الكويتي البسيط، وهنا السؤال هل من بديل يعوض المواطن الكويتي عن الضرر الذي سيلحق في مصروفاته الشهرية؟ ولماذا لا يخصص للكويتي عدد محدد من ليترات البنزين بصفة شهرية؟ ولماذا الموطن الكويتي يحاسب بذنب 3.5 ملايين وافد من مختلف الجنسيات؟ وهل المواطن الكويتي يستهلك البنزين مثلما يستهلكها التاكسي الجوال؟ وهل من قرر هذه الزيادة لسد العجز بالموازنة العامة فكر في التبعات التي ستزيد هم المواطن؟ وهل فعلا لدى الحكومة الرشيدة الممثلة في وزارة التجارة القدرة على ضبط الأسعار لعديد من السلع؟ الجواب لا وألف لا، والحين سؤال لكل من اسهم وشارك برفع أسعار البنزين هل فعلا تحس وتشعر بمعاناة المواطن الكويتي؟ والسؤال الذي أعرف جيدا إني لا أجد إجابة له هل فعلا زيادة أسعار البنزين جاءت بقرار حكومي خاص دون علم نواب مجلس الأمة الكرام؟ باعتقادي المتواضع أنه اتفاق مخفي بغطاء التوافق النيابي الحكومي المزعوم أحنا نطلع بالإجازة الصيفية وأنتم مرروا ما تريدون المهم طلباتنا وأمورنا ماشيه والمواطن ينسى وتمشي الأمور.

وعقب كل الذي كتبته وصلت لقناعة تامة أن المواطن الكويتي البسيط هو أخر اهتمامات السلطتين التشريعية والتنفيذية بالبلاد، وأن هناك شبه اتفاق على سحق الطبقة الوسطى وإنهائها وجعل المواطنين بين طبقتين فقط طبقة عليا وتوصف بالثراء الفاحش وطبقة ثانية مسحوقة تكاد تدبر أمر حياتها خلا شهر ميلادي واحد فقط ومع الزمن تتحول هذه الطبقة الثانية المسحوقة لعمال بشكل غير مباشر لدى ذوي الطبقة الأولى ذات الثراء الفاحش وراح نرجع نسمع كلمات مثل «أرباب ومعزبنا وعمي» والسؤال هنا لماذا هذه الرغبة القوية بسحق المواطن الكويتي البسيط؟ ترى أهل الكويت بكافة تصنيفاتهم وتقسيماتهم طيبين وعند الشدائد تلقاهم فزاعة، ولذا أتمنى من صاحب القرار التفكير بقرار زيادة أسعار البنزين وتخفيض النسبة المئوية للزيادة لمدة عام ميلادي قادم ومن ثم نرجع وندرس الوضع العام لهذا القرار ويكون قراركم مقبولا لدى الجميع، ونحن لسنا ضد الوقوف مع الوطن عندما يحتاج وقفتنا ولكننا ضد أن يكبر واحد على ظهر الثاني ويغتني مواطن على فقر مواطن آخر وهنا أستذكر مقولة أمامي الأمام علي بن أبي طالب (ع) ] العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء ثلاثة [ والحين ما أقول إلا هذي الكويت صل على النبي وعرفنا اشلون عافيتنا صارت نار؟ والآن ما عاد كلام إلا ربي يحمي ويحرس الكويت وأميرها وشعبها من كل ضرر وشر، ولا يصح إلا الصحيح.

***

سؤال بريء: هل الجلسة الاستثنائية الخاصة بأسعار البنزين فيلم نيابي كالمعتاد؟ ولا صج قلبهم عالمواطن؟ الجواب مو شغلك يا مواطن أركد لا تصير وكيح.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك