لنبحث بعيداً عن إطار عمل «الواسطة والمحسوبية والمحاصصة».. يطالب تركي العازمي
زاوية الكتابكتب أغسطس 9, 2016, 12:36 ص 438 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف- الاعتذار في نظر الصغار...!
د. تركي العازمي
ما يميز الإنسان في مراحله العمرية إنه في الصغر يخطئ ويكابر ومن الصعب أن تنتزع منه الاعتراف بالخطأ، إلا أولئك ممن أحسن والديهم التربية وفضل الاعتراف بالخطأ... ومع دورة الحياة يتعلم في المدرسة والبيت والمحيط الذي يعيش فيه إلى أن يمر بمرحلة الدراسة العليا (طبعا غير وهمية) والعمل ويتزوج وبعدها سن الرشد!
الغريب حسب مشاهداتنا لطريقة العمل المؤسسي، إن الثقافة المطلوب رسمها، إن الخطأ غير مقبول الإشارة إليه وقد يتجاوز الأمر إلى إنه٬ أي التغافل عن الخطأ٬ يحظى بترحيب... والموظف يتعلم من مسؤوله!
وفي العمل السياسي، يظن البعض انه على صواب وإن كانت ممارساته من ألفها إلى يائها خطأ في خطأ٬ وإن حاولت تصحيح مفاهيمه، حسب ما منحك الله من معرفة يكابر، وهنا يكون الاعتذار بالنسبة إليه أشبه بالاعتذار في نظر الصغار وأسقط هذا على نواحي الحياة الأخرى.
مشاريعنا تقيم تكلفتها بصفة مبالغة٬ وتنفذ بصورة خاطئة وإن نفذت تفتقد الجودة.
تعليمنا يسير على رؤى متباينة بين تجربة وفشل وتعاد التجربة ويظهر الفشل... والمحصلة لا تعليم ولا تربية.
الصحة خدماتها بين عيادات مسائية ومستشفى للكويتيين وآخر للوافدين... وبين توفير العلاج في الخارج لفئة وتترك الكثير من الفئات المستحقة طريحة الفراش.
تعمل إلى أن تصل إلى مرحلة التقاعد، ويأتيك التأمين التقاعدي مقصورا على خدمات وتترك الخدمات التي أنت أحوج لها بعد التقاعد، مع إن دفع قيمة التأمين للمتقاعد وترك الخيار له، أفضل سبيلاً حيث قيمته المرصودة تضمن لك تأمينا شاملا (محفول مكفول محلياً ودولياً) ويساعد في خفض تكاليف العلاج في الخارج!
إذا كنا نعرف ان الاعتذار من شيم الكبار... فلماذا لا نقبل الاعتذار عن الأخطاء المتكررة والتي ذكرنا بعضها أعلاه؟ هل السبب في الكيمياء الشخصية لمن يراد منه الاعتذار، أم نحن من سمحنا لبعض الكبار في «سحبنا» إلى التيه الاقتصادي٬ الاجتماعي والسياسي المؤدي إلى تدهور في شتى المجالات؟
أظن المسألة لها علاقة بطريقة نظرنا للموضوع والقضايا العالقة والطرق المراد اتباعها لتحقيق طموح الكثير من الفئات الصامتة التي لا تحمل صفة اتخاذ القرار التصحيحي!
فما هو الحل إذاً؟
يقال إن الأوطان تزدهر قياساً بمستوى التعليم... يعني عندك تعليم سليم٬ إذن تستطيع أن تبني وطناً!
والأحلام تبدأ من صياغة الرؤية لأصحابها٬ فإن تركنا مستقبل الجيل الحاضر لقياديين يفهمون الحاجة لتوفير مناخ عمل مبني على فكر استراتيجي تصاغ له رؤية صالحة نكون حينئذ قد بدأنا في وضع يدنا على «الجرح» كما يقولون، وتبدأ بعدها العملية الإصلاحية من صياغة أهداف واستراتيجيات عمل وخلافه.
المعلوم لدينا٬ ان من يقودنا من خطأ إلى خطأ من دون أن يعتذر ويصحح خطأه عبر معالجة فورية، هو السبب في تدهور الأوضاع لدينا على كل مقياس تريد أن تضعه للتحليل!
ونعلم إن ميثاق الشرف ولائحة السلوك الأخلاقي والحوكمة المؤسسية، طرق يتبعها كل قيادي نزيه رشيد... فإن غابت اعلم انك وإن صغت أبدع الاستراتيجيات فلن تحقق منها شيئا.
هذا ليس ابتداعا مني ولا «تفلسف مأخوذ خيره»... إنه علم قائم وثقافته الصالحة مطبقة في الدول النامية والدول التي تبحث عن الحلول الناجعة.
الزبدة... لنعتذر للجموع عن الأخطاء ولنبحث بعيداً عن إطار عمل «الواسطة والمحسوبية والمحاصصة» عن من يستطيع أن يقدم خطة إنقاذ تنتشل البلد من الأخطاء التي ما زالت مستمرة ولنبدأ بالتعليم وإصلاح المنظومة القيادية ويجب أن نتذكر دوماً ان الاعتذار عن الخطأ من شيم الكبار... الله المستعان.
تعليقات