أمر مؤلم ومخزٍ .. يصف وليد الرجيب دخول لاعبي الكويت بدون العلم في الأولمبياد

زاوية الكتاب

كتب 1109 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة- أين علَم البلاد؟

وليد الرجيب

 

منذ عقود أي منذ ستينات وبدايات سبعينات القرن الماضي، فقدت اهتمامي بالرياضة، وتحولت اهتماماتي إلى أمور أخرى، كنت وقتها أتابع اللاعبين الكويتيين العظام مثل مرزوق سعيد وعبد الله العصفور، ثم حمد بوحمد وجاسم يعقوب وفيصل الدخيل، وغيرهم من الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم، وفي كل مرة أشعر بفخر شديد تجاه رفع علم بلادي، عندما تفوز إحدى الفرق أو منتخب كرة القدم، في المنافسات الخليجية والعربية والعالمية.

حاولت مجاراة أبناء جيلي في اهتمامهم بالرياضة، كما حاولت ممارسة رياضات مختلفة، لكني فشلت ولم أفلح في أي لعبة، سواء كرة القدم أو السلة أو الطائرة، أو العديد من أنواع الرياضة الأخرى، وحتى في مباريات المدرسة، كنت دائماً اللاعب الاحتياط، الذي لا يتم اختياره أبداً.

ومع مرور السنوات اكتفيت بمشاهدة افتتاحات الألعاب الأولمبية، لما تحتويه من لوحات فنية مبهرة، وموسيقى لحنها أعظم الموسيقيين في العالم، لكني لم أعد أتابع مباريات كأس العالم أو دوري كأس أوروبا، ناهيك عن مباريات الفرق المحلية.

لكن كنت دائماً أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أرى علم بلادي، يرفرف في الافتتاحات أو عند الفوز بإحدى المباريات الجماعية أو الفردية، ولم أتابع قط الأخبار الرياضية في أي وسيلة إعلامية، وحتى الضجة المثارة حول الفساد في القطاع الرياضي، واحتكاره بين أبناء الأسرة الحاكمة، وتدهور الرياضة لدرجة إيقاف النشاط الكويتي على الصعيد الخارجي، من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، بسبب التناحر حول رئاسة الاتحادات الرياضية، والعناد والتصادم مع الحكومة، وكسر القوانين وكأن الاتحادات ملكية خاصة، وتدهور الرياضة في الكويت، هو جزء من حالة التدهور والانحطاط العام في كل شيء، في الثقافة والفن والمسرح والتعليم والصحة والسياسة والحياة الاجتماعية وغيرها، بعد أن عاشت مراحل النهضة الذهبية في تلك العقود القديمة.

فإن يدخل لاعبو الكويت إلى ساحة استاد ريو دي جانيرو، وهم لا يستطيعون حمل علم بلادهم، فذاك أمر مؤلم ومخزٍ في آنٍ، فحمل أبناء بلدي الأبطال للعلم الأولمبي، بدلاً من حمل علم الكويت، ويدخلون مع فرق اللاجئين، فتلك إهانة لبلدي ولعلمها من قبل متنفذي الرياضة الكويتيين، ولا يستطيع أحد ردعهم أو فرض القانون عليهم، كما أن هناك لاعبا من غير محددي الجنسية، وبالتأكيد هو لا يمثل دولة «البدون»، وإنما يمثل دولة الكويت التي ولد فيها، ولا يعرف له وطنا سوى الكويت، وشاهدت صورة إحدى سباحات الكويت، ترسم على ذراعيها علم الكويت، لكي يراه الجمهور أثناء تحريك ذراعيها في المسابقة، وكان منظراً يبعث على الشعور باليتم، ويذكرنا بشعورنا عندما ضاعت الكويت أثناء الغزو الغاشم، فاختفى علم بلادي من على الأبنية الرسمية، ومن الساحات وظل في الأقبية والمخابئ.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك