صحف أمريكية كبرى تؤكد استحالة تحقيق نصر على حماس ..وتطالب إسرائيل باللجوء لوساطة القاهرة والرياض
خليجيصحف إسرائيلية:حماس تستعد بقوة للساعة التي ستبدأ فيها العمليات البرية..وهى حركة منظمة تضم 15 ألف عنصر ولديها 6 آلاف صاروخ
يناير 1, 2009, منتصف الليل 957 مشاهدات 0
خصصت ثلاث صحف أمريكية كبرى المقال الإفتتاحي، للحديث عن العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة، والتي شهدت حتى الآن العديد من المجازر التي راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين من بينهم أطفال ونساء، وقد ظهر واضحا انحيازها لعملية 'الرصاص المسكوب'، معتبرة أنه من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، ولكنها أجمعت أيضا أنه لا يمكن تحقيق نصر حقيقي في هذه العمليات، محذرة أن الإستخدام المفرط للقوة العسكرية يلقي بالشكوك حول أهداف العمليات، ويعرقل أي محاولة للتهدئة في المستقبل.
- واشنطن بوست:
صحيفة 'واشنطن بوست'، قالت في مقالها الإفتتاحي، أنه مثلما حدث في حرب لبنان الثانية صيف 2006، لا يمكن الحديث عن نصر عسكري، فالجيش الإسرائيلي لا يمكنه إسقاط حكومة حماس من دون أن يعيد احتلال قطاع غزة، كما انه لن ينجح في وقف إطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية من دون التوصل إلى اتفاق سياسي.
الصحيفة لم تخفي إنحيازها إلى إسرائيل، ولكنها قدرت أنها تعطي لإيران وحلفائها كارت هام للضغط على القاهرة وعمان و النظم العربية المعتدلة على حد وصفها لتغيير سياستها تجاه إسرائيل.
وأضافت 'لذا سيكون على إسرائيل اللجوء إلى الوساطة المصرية – السعودية، أو أي دولة سنية أخرى'، حيث عليها أن تكون حذرة ولا تعطي للآلة العسكرية ان تفسد جميع الجهود الدبلوماسية، محذرة إسرائيل من أن ما يحدث يعطي نصرا سياسيا جديدا لطهران التي تشكل الخطر الحقيقي على إسرائيل 'كما تقول الصحيفة'.
وأضافت أن الحرب أظهرت إنقسام الأنظمة العربية على غرار ما حدث في حرب لبنان، وأن الأمر أدى إلى قول القاهرة أن حزب الله يعلن الحرب عليها، وأن العمليات الإسرائيلية ادت إلى تأييد الشارع العربي للقوى الأصولية، حيث خرجت الجماهير الغاضبة في كل من بيروت والقاهرة وعمان تؤيد حماس، وتؤيد أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي زادت شعبيته.
وقالت أن نصر الله طالب مصر بفتح معبر رفح على مصراعية، وأن مبارك سمح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة، وأنه سيكون من الصعب على النظام المصري عدم تقديم المزيد من التنازلات كلما طال أمد العمليات 'وفقا للصحيفة'.
كما وضعت الـ'واشنطن بوست' تصميم خاص على موقعها الإلكتروني، وهو الرابط إلى المقال الإفتتاحي، يظهر مروحية عسكرية إسرائيلية تطلق صاروخ على غزة، وكتبت أسفل منها (إسرائيل تنعش حماس...شكرا على القنابل الإسرائيلية، لقد أنقذت الحركة الإسلامية من الموت السياسي).
- نيويورك تايمز:
صحيفة نيويورك تايمز، قالت في مقالها الإفتتاحي أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها، وعلى حماس أن يتحمل مسئوليته في عمليات قصف الصواريخ بإتجاه إسرائيل، ولكن هناك حاجة للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، ولكننا نخشى 'كما تقول الصحيفة' أن الرد الإسرائيلي لن يضعف حماس بأي صورة، ولا يمكن أن يؤدي إلى التوصل إلى إتفاق مستقبلي له القدرة على البقاء والسريان، كما أن ما يحدث يعني عرقلة قيام دولة فلسطينية.
كما تقترح الصحيفة أن يتم التوجه إلى مصر والسعودية، ودول عربية أخرى، من أجل إيجاد حل ضاغط على حماس، يجبرها على قبول إتفاق لوقف إطلاق النار، قبل أن يخرج الأمر من دائرة السيطرة، كما قالت أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تضغط على القاهرة والرياض من أجل العمل على التأثير على حماس والضغط أيضا على إسرائيل للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار.
كما أكد المقال الإفتتاحي لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن هناك آمال بأن لا يتم تنفيذ العمليات البرية، لان أي عملية من هذا النوع تكون طيلة الأمد، وأنها سوف تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، وستقود إلى انعدام الإستقرار في المنطقة كلها.
كما حذرت الصحيفة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك بأنه لا يمكنهم منافسة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو من خلال حرب ضد القطاع لدواعي إنتخابية، كما ناشدت الصحيفة وزير الخارجية الامريكية كوندليزا رايس للتوجه إلى القاهرة والرياض فورا في محاولة للمساهمة في وقف إطلاق النار.
- لوس أنجلوس تايمز:
صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' قالت في مقالها الإفتتاحي أن إسرائيل تقوم بممارسة حقها في الدفاع عن نفسها، وانه من واجب الرئيس جورج بوش أن يعلن عن تأييده لهذا الحق، ولكنها مع ذلك حذرت من طول أمد هذه العمليات، وفقدانها لمصداقيتها، مطالبة بالتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، وأنه من الممكن أن ينظر إليه كنصر إسرائيلي.
من جانب آخر قدر خبراء إسرائيليون أن لدى حماس حاليا 6000 صاروخ قسام وجيراد، وأن الأمر يعني أن حركة المقاومة الإسلامية قادرة على إطلاق 100 صاروخ في اليوم لمدة شهرين، وأن عدم إقتحام القطاع برا في الوقت الحالي يمثل خطأ تكتيكيا بالغا، وأن هناك 750 ألف مواطن إسرائيلي في مرمى صواريخ حماس.
ويرى الخبراء الإسرائيليون أنه في أعقاب القصف الجوي الذي نفذه سلاح الطيران في الثلاث أيام الأولى، تم تدمير 45% من القدرة الصاروخية لحماس، وتدمير معظم قاذفات الصواريخ القسام والجيراد 120 مم، وأنه من الممكن القول في اليوم الخامس للعمليات أن لدى حماس 6000 صاروخ يمكنها من إستمرار القصف طيلة 60 يوما متواصلة.
ويقدر الخبراء في إسرائيل ان أول أخطاء الحرب جاء في أعقاب الإمتناع عن إعطاء أوامر بشن العمليات البرية، والتي كان من شأنها أن تضيع على حماس فرصة إستجماع قوته، ولكنه نجح في النهوض وقام بقصف مناطق اوفكيم، يفناه، أشدود، نتيفوت، أشكولون، سديروت، إشكول، ونحال عوز، وبئر السبع.
من جانب آخر قالت مصادر بالجيش الإسرائيلي أن العمليات البرية لن تكون سهلة، وأن حماس يستعد بقوة للساعة التي ستبدأ فيها العمليات البرية، واصفة إياه بأنه حركة منظمة تضم 15 ألف عنصر، وأنه يمتلك أذرع خاصة ولديه عناصر إستخباراتية، وأنه لهذا السبب فإن الجيش قد يواجه عدد من الصعاب، ولكنه مستعد للتعامل معها.
وقد نشرت صحيفة يديعوت آحرونوت الإسرائيلية احاديث مع قادة في الجيش الإسرائيلي في اللحظات الأولى من العام الجديد 2009، حيث قالت نقلا عن احدهم ان من يمثل دور رئيس الأركان في حركة حماس هو 'أحمد الجعبري'، وأنه هناك قادة آخرين للوحدات، وأنه كانت هناك محاولات سابقة لإغتيال الجعبري، ولكنه نجا منها.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولي الجيش الإسرائيلي أن جيش حماس يتكون من مجموعات وفصائل وسرايا وكتائب يقف على رأسها قادة عسكريين، وأن المقاتلين تلقوا تدريبا جيده ونظاميه، وتعلموا فنون شن الهجمات والقنص وإحتلال المواقع، كما تلقى أبرزهم تدريبات في سوريا وإيران في الأعوام الأخيرة.
وأضافوا أن لدى حماس وحدات للمهام الخاصة، ولدية ذراع إستخباراتي، يمتلك معدات للتنصت والإتصال، وأنه يستخدمها في محاولة لجمع معلومات عن الجيش الإسرائيلي وإكتشاف النقاط الضعيفة غير المدعمة ومن ثم محاولة التركيز عليها.
ولكن الأمر لا يشكل قوة عسكرية متكاملة، ولكنها مجموعة من الإجتهادات التي قد يثير بعضها الإنتباه، مؤكدين ان الأنفاق التي تم تدميرها في الأيام الأخيرة عن محور فيلادلفي على الحدود المصرية، إستخدمت لنقل كميات كبيرة من الأسلحة والقذائف والمواد المتفجرة والصواريخ المضادة للدبابات، ووسائل قتالية أخرى.
كما قالت الصحيفة أنه من الجائز أيضا الحديث عن وضع مشابه لما كان في جنوب لبنان، غير ان حماس لا يملك حصون تحت الأرض ودشم عسكرية وأنفاق وحصون، ولكنه مع ذلك نجح في عمل بعض القنوات تحت الأرض.
ولم تستبعد الصحيفة أن يتلقى الجيش الإسرائيلي مفاجئة مماثلة لما حدث في جنوب لبنان صيف 2006 مع شن العمليات البرية، وأنه من المحتمل ان حماس حصل على أنواع من السلاح لا تعرفها إسرائيل، وربما يستخدمها لإحداث مفاجئة على غرار ما حدث في جنوب لبنان.
وتقدر مصادر الجيش الإسرائيلي طبقا للصحيفة أنه من المحتمل ان يستخدم حماس كميات كبيرة من العبوات الناسفة، وأن يكون هناك دورا للقناصة أو الخلايا التي ستحاول التسلل داخل تجمعات القوات البرية الإسرائيلية من أجل ضرب أهداف، وقالوا ان الجيش الإسرائيلي يضع هذا الامر في الحسبان.
وقال المسئولون للصحيفة أن التحدي الأكبر أمام الجيش الإسرائيلي سيكون أثناء عملية إقتحام القطاع بواسطة الدبابات والمدرعات، لان حماس إستعد لهذه اللحظة منذ اكثر من عام، وليس بعد بدء العمليات الحالية، وقالت الصحيفة أن هناك إعتقاد بان حماس قام بحفر قنوات صغيرة على العديد من المحاور في قطاع غزة، وأنه قام بزراعة عبوات ناسفة شديدة الإنفجار بداخلها.
تعليقات