أضحى الفساد علامة مسجلة .. بوجهة نظر تركي العازمي
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2016, 11:54 م 321 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف- دول تعاني نقصاً في المهارات...!
د. تركي العازمي
نشر المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum في الخامس من يوليو 2016، تقريراً إحصائياً عن مسح قامت به منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD حول أكثر الدول معاناة من نقص في المهارات مرتبة حسب النسب المئوية (اليابان 81 في المئة٬ الهند 64، البرازيل 63، تركيا 63، المكسيك 44 في المئة... والأقل تأثراً، إسبانيا 3 في المئة، المملكة المتحدة 12، فرنسا 21 في المئة والصين).
وتضمنت الدراسة أعلى 10 مهارات مطلوبة تبحث عنها مؤسسات العالم في العام 2020 (لاحظ التركيز على 2020 والذي ذكرنا في مقال سابق وضع العالم بعده) مقارنة بالمهارات المعمول بها في 2015.
خرجت مهارات ضبط الجودة والاستماع الفعال من قائمة المهارات المطلوبة في 2020 وحل محلها الذكاء العاطفي والمرونة الإدراكية، وهو ما يعيدنا إلى عصر مضى حيث كان الاهتمام منصباً على الإدارة العلمية والتركيز على الجانب النفسي للعامل في أي مؤسسة.
الذي أقصده ولفت انتباهي في التقرير، ان العالم يفكر خارج الصندوق معتمداً على احتياجات مؤسساته في السنوات المقبلة والمعتمدة على البرمجيات التي تتطلب مهارات خاصة، حيث أتت مهارات: حل المشاكل المعقدة٬ التفكير النقدي والإبداع، على رأس القائمة...!
بيت القصيد يكمن في طرح تساؤل يبحث عن إجابة: أين نحن من المؤسسات البحثية ونتائجها المطبقة على الوضع الراهن والزمن الذي سيحدث طفرة في الاقتصاد العالمي بعد 2020؟
هم٬ أي الغرب٬ تجاوزوا مهارة ضبط الجودة والاستماع الفعال٬ ليس لقلة أهميتهما بل لأنهما من الأبجديات ويفترض توافرهما من غير بحث فيهما. أما نحن فما زلنا نبحث في إيجاد طريقة مثلى للوصول إلى الاستماع الفعال وضبط الجودة (إن كانت هناك فعلاً جودة على أرض الواقع).
يبدو ان ظاهرة تفشي الفساد الإداري ومؤشراته، الذي تعده منظمة الشفافية العالمية ويشير إلى تأخرنا، هو السبب في عدم تجاوزنا المشاكل التي جلها يدور حول سلوكيات خاطئة لا يريد أصحابنا الخروج من أطرها، بل من دون مبالغة وحسب المعطيات، أضحى الفساد علامة مسجلة وسوء الاستماع وانعدامه من أبرز ما يميزنا.
يقول لي البروفيسور ديفيد آلن٬ «الاستماع لا يعني من طرف واحد... الاستماع من طرفين ولا يفيد وجود الاستماع من غير رغبة فيه» (وهو قول مطابق لعادة الاستماع التي ذكرها ستيفن كوفي في كتابه «العادات السبع»).
إذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون... نحن كمجتمع بمؤسساته ومكوناته، نبحث عن المعلومة والخبر من وكالة يقولون، وما إن تقع العين على خبر في مواقع التواصل الاجتماعي إلا ونجده بمثابة الخبر اليقين وهو بطابعه مفبرك نفسياً وتحركه عقول لا أخلاق تحكمها ولا قيم٬ وإن تحدث لنا «إمعة» تجاوبنا معه وصدقناه القول، وهو ما لا يجب علينا القيام به.
أتمنى أن أكون موفقاً في عرض السبب في طرح نتائج التقرير وأسباب تخلفنا عن الركب... وإلى أن يفيق أحبتنا من غفلتهم ويستمعوا فقط لمن يتصف بأخلاق طيبة٬ وأن يتبينوا قبل الحكم على الآخرين، نكرر ما نختم به كل مقال... الله المستعان.
تعليقات