في وداع... مبارك الحجرف!.. يكتب تركي العازمي
زاوية الكتابكتب يوليو 17, 2016, 1:22 ص 474 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - في وداع... مبارك الحجرف!
د. تركي العازمي
رددت الحديث الشريف «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى»... رددته وأنا أتلقى خبر وفاة أخ لي لم تلده أمي.
خبر وفاة الأخ الحبيب على قلبي بعد معاناة مع المرض ونسأل الله عز شأنه أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
أتذكر تلك اللحظة التي كنت ممسكاً بيده قبل وفاته بيوم، وقبل أن أهم بالمغادرة كانت آخر كلمة قالها لي «حب لي خشم الشايب»... يقولها وهو يعلم مكانته عند والدي هو وجميع أبناء العم فلاح الحجرف.
قبل عام تقريبا في يوم 27 أغسطس العام 2015 كتبت مقالاً بعنوان «في رثاء فلاح الحجرف». واليوم أكتب مقالاً في وداع أخي الحبيب ابن العم «شايبنا» رحمة الله عليه فلاح الحجرف.
إنه طريق الوداع وكلنا ماضون عليه... ندفن عزيزاً ونستقبل عزيزاً قادماً إلى هذه الحياة الفانية الزائلة.
ما يميز المرحوم، إنه كان صاحب بصيرة صريحا «يعطي في الوجه» ولا يخشى في قول الحق، لومة لائم، وهي صفة قلما نجدها متوافرة في كثير من أحبتنا.
إنها الحياة تجمعنا... نحتفظ بطيب العلاقة ونعض عليها بالنواجذ، وأجمل ما في العلاقات الإنسانية عندما تكون خالصة لوجه الله لا تدخلها أي وسيلة من وسائل العهد الحديث من مصالح وغايات دنيوية.
أتحدث عن عمر أمضيته تجاوز عقدين من الزمان... وعندما تلقيت الرسالة وحولتها للدكتور الذي كان يعالجه وحرم من متابعة حالته نظرا لوجوده خارج البلاد٬ فوجئت باتصال منه وهو يأسف لعدم رؤيته قبل وفاته.
ما الذي يدفع بطبيب وافد يتحدث بصوت فيه نبرة التأثر واضحة وأنا في حينها لم أتمالك نفسي من شدة المصاب سوى المحبة والعلاقة التي نسجت خيوطها العظيمة... وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أكتب وأسقط الكلمات من دون ترتيب وشريط الذاكرة يأخذني لأماكن جمعتني بالحبيب الفقيد هنا في الكويت والقصيم... لحظات جميلة لا تفارق عيني.
أعجب وأنا أكرر في مقالات عدة، أهمية التفكر والتدبر لأي فرد يعيش على هذه الأرض. فالمصير واحد ينتهي بكفن وحفرة صغيرة ولا يبقى للعبد سوى عمله.
اتعظ أخي الحبيب وأختي الحبيبة، فالدنيا زائلة والله وإن أنعم علينا بنعمة النسيان يجب أن يبقى لساننا رطب بذكر الله وهادم اللذات، فالحياة لا تستحق الخصومة والفجور فيها ولا تستحق منا ذلك السلوك الذي يبعد المحبين عنا.
لنرسم ميثاق شرف لنا يجعلنا نتبادل العلاقات الإنسانية ونحيطها بسياج يحجز بيننا وبين الأفعال غير الحميدة. سياج يجعل من رسم الابتسامة سلوكاً مهماً في ما بيننا.
أرجوكم رجاء أخ محب لكم، أن تدعوا لأخي وحبيبي مبارك فلاح الحجرف - أبا سعد - فكم هو «فقيدة» رحمة الله عليه... وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تعليقات