الشعب التركي اليوم اعطى درساً للعالم.. زياد البغدادي معقبا على محاولة الإنقلاب
زاوية الكتابكتب يوليو 17, 2016, 1:33 ص 344 مشاهدات 0
النهار
زوايا- إرادة الشعوب
زياد البغدادي
ببالغ الحزن والاسف تابعت الاحداث التي مرت بها تركيا على اثر الانقلاب على الديموقراطية من قبل البعض من افراد الجيش، وبكل أمانة كل معاني الاسى والألم اجتمعت وانا ارى هذه الدولة التي خطت خطوات ثابتة تجاه الازدهار الاقتصادي بشتى المجالات، هذه الدولة التي استطاعت وفي فترة وجيزة ان تتبوأ مراكز قد فارقتها منذ عقود.
تابعت الاحداث وأنا أجهل الأسباب، فما الاسباب الداعية لمثل هذا الانقلاب ضد اردوغان الذي يعتلي سلم السلطة وايضا يعتلي سلم المجد حيث انه سبب رئيس لتقدم تركيا وازدهارها، بعيدا عن انتماء أردوغان لحزب لعدالة والتنميه والاخوان المسلمين الا ان من ينكر نجاحات هذا الرجل اعمى بصر وبصيرة ، ومن يعتقد ان الحاكم يجب ان يكون بلا عيوب واخطاء فهذا يعني ان من يتحدث لا يعيش في العالم العربي والاسلامي بل انه من كوكب آخر!
تتوالى الأحداث ويفشل الانقلاب الذي اراد انتزاع الشرعية وقتل الديموقراطية وذلك بارادة شعبية خالصة، فالشعب التركي رفض اول قرارات الانقلابيين بحظر التجول وكسر الخوف بالخروج للشارع، فلم ينجح السلاح على حصولهم على السلطة بل انهم وبأسلحتهم لم يصمدوا الا بضع ساعات وكانت للشعب الغلبة .
وهنا يحضرني سؤال ، لماذا فشل هذا الانقلاب ونجح غيره في الماضي القريب؟ اذا ما كنا منصفين واتفقنا ان المبدأ لا يتجزأ فهذا يعني إن الانقلاب على الشرعية وعلى نتائج الانتخابات هو ما حدث فعلا في الحالتين مع الاختلاف الكامل والتام في نتائج الانقلاب، ففي الحالة الاولى واقصد تركيا كان دحر الانقلاب في ساعات واما الحالة الثانية أودع الرئيس المخلوع السجن وينتظر محاكمته!
وحتى اكون صريحا ولا اتركك عزيزي القارئ تبحر في مخيتلك حول من اقصد بالحالة الثانية، فالشعب المصري اختار ان ينقلب على الديموقراطية بارادة شعبية بمساعدة الجيش، ولا اعترض على وجود من خالفوا هذه الرغبة ولكنهم بالتأكيد فشلوا في التصدي للأغلبية.
اعتقد اننا امام حقبة جديدة، فلم تكن الديموقراطية واختيار الشعب التركي لاردوغان من خلال الصناديق الانتخابية هو من انقذ الموقف وتسبب في فشل الانقلاب، ولا القوات العسكرية الموالية للنظام نجحت بحماية الدولة ومؤسساتها من العابثين الطامعين بالسلطة، نعم انها حقبة جديدة فلا يمكن لنظام او قوة ان توازي او تساوي قوة شعب وارادته.
الشعب التركي اليوم اعطى درساً للعالم اجمع فلا ارادة فوق ارادة الشعوب .
تهنئه:
هنيئا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حب شعبه واخلاصه، اعتقدت ان الشعوب لا ترحب بالموت الا عند تجويعها ، ولكننا اليوم امام شعب اراد الموت من اجل شرعيته ورئيسه.
تعليقات