الولايات المتحدة وبريطانيا ستستمران في دعم النظام الطائفي بالعراق .. بوجهة نظر سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 418 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الأنباء

فكرة- تقرير شيلكوت يفضح بريطانيا وأميركا

سلطان الخلف

 

تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي كان قضية عادلة لأن احتلال الكويت وهي دولة مستقلة جريمة لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهلها وإلا تعرضت باقي الدول الضعيفة لابتلاع الدول القوية لها ولتحول العالم إلى غابة يفترس قويها ضعيفها. وإسقاط النظام الصدامي كان خيارا لابد منه لأنه سبب الاحتلال وعدم الاستقرار في المنطقة مع استمراره في التهديد والوعيد، ولكن إسقاطه عن طريق الغزو والاحتلال ثم تشكيل حكومة طائفية غير وطنية تفتقر إلى الخبرة في إدارة شؤون الدولة وبمباركة أميركية، وتسريح الجيش بكامله والسكوت عن سياسة الإقصاء والتطهير الطائفيين تحت مبرر ملاحقة البعثيين وفوق كل ذلك تسليم العراق إلى إيران التي كان العراق وبدعم أميركي وعلى مدى ثماني سنوات في حرب معها، كل ذلك التخبط الأميركي البريطاني كان يدور في خلد الكثير من متابعي الأحداث من أبناء منطقتنا العربية على أنه تدمير للمنطقة ويفتقر إلى المسؤولية وأنه كان متعمدا ويهدف إلى إدخال المنطقة في صراع طائفي بين الشيعة والسنة من أجل تفتيتها، كما ان هذا الصراع يخدم مصلحة الدولة الصهيونية المدللة على أساس مبدأ (فرق تسد).

ولولا الروح الطائفية التي تفجرت في العراق بعد سقوط نظام البعث الصدامي وطائفية النظام الإيراني التي تغذيها لما نجح الأميركان في إشعال فتيل الطائفية فيها فقد وجدوا من يعينهم على ذلك.

صدور تقرير جون شيلكوت البريطاني حول غزو العراق جاء ليؤكد ما كنا نراه ونستشفه من نتائج غزو العراق.

فقد توصل التقرير إلى أن الغزو لم يكن ضروريا لأن العراق لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، وأن إبقاء العراق تحت سياسة الاحتواء كان خيارا أفضل حتى إسقاطه من الداخل، وأن نتيجة غزو العراق كانت كارثية حيث تسببت في صراع طائفي وعدم استقرار للعراق وكانت نتيجته ظهور «داعش» وانتشاره على رقعة كبيرة في العراق وسورية حتى صارت «بعبعا» يحارب في جميع أنحاء العالم! طبعا لن يساءل قضائيا توني بلير أو الرئيس بوش الابن عن الكارثة التي جلباها للمنطقة لأن التقرير ليس تحقيقا قضائيا لكنه على الأقل يوضح كيف تتلاعب الدول الكبرى التي تدعي التحضر واحترام حقوق الإنسان بمصائر الشعوب ولا يعنيها المآسي الإنسانية التي تخلفها تصرفاتهم اللامسؤولة، وستستمر كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في دعم النظام الطائفي بالعراق حتى وإن أدى ذلك إلى قيام ديكتاتورية طائفية على غرار الديكتاتورية الصدامية.

وعلى العرب أن يأخذوا العبر من دروس الحاضر والماضي ويفكروا بجدية في مواجهة هذه المستجدات الكارثية.

***

استئناف محادثات السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية بدأت تطل علينا من جديد بعد انقطاع طويل. وهي تذكرني بالبث الإذاعي قصير الموجة عبر الأطلسي حيث تظهر الموجة متقطعة ومشوشة إلى درجة تجعلك تطفئ الراديو وتستغني عن الاستماع للبث، فالغالبية من الناس لا يعرف عن أي سلام يتحدثون أو في أي موضوع يتفاوضون!

***

أوباما يبدو في حيرة من أمره، فلا هو مرحب به من قبل شريحة كبيرة من الأميركيين البيض العنصريين على شاكلة ترامب الذين ينظرون إليه على أنه أميركي من أصل أفريقي مسلم، ولم يعد مرحبا به كذلك من قبل الأميركيين السود الذين ساءهم عدم اتخاذه موقفا حازما من رجال الشرطة العنصريين الذين يقتلون السود بدم بارد.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك