اسرائيل ترفض الهدنة ومستعدة للقتال لاسابيع
عربي و دوليديسمبر 30, 2008, منتصف الليل 554 مشاهدات 0
رفضت اسرائيل يوم الثلاثاء أي هدنة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة قبل القضاء على خطر اطلاق الصواريخ من القطاع الساحلي وقالت انها مستعدة للقتال مع الاسلاميين لاسابيع.
وفي اليوم الرابع لأشرس هجمات جوية اسرائيلية على القطاع منذ عقود حشد الجيش الاسرائيلي قواته المدرعة على طول الحدود في استعداد لغزو محتمل لغزة بينما واصلت الطائرات الاسرائيلية غاراتها في الساعات الاولى من يوم الثلاثاء وقتلت 12 فلسطينيا من بينهم شقيقتين عمرهما 10 و12 عاما واستهدفت مباني حكومية تابعة لحماس ورموزا اخرى للحركة الاسلامية.
وقال مسؤولون طبيون في غزة ان عدد القتلى منذ بدء الهجمات الاسرائيلية يوم السبت الماضي ارتفع الي 348 قتيلا وأكثر من 800 جريح. وقالت وكالة تابعة للامم المتحدة ان 62 على الاقل من القتلى مدنيون.
وشنت أحدث الغارات الاسرائيلية بعد ساعات من اطلاق نشطاء في غزة صواريخ قتلت جنديا اسرائيليا في قاعدة عسكرية قرب الحدود مع القطاع ومدنيا في مدينة اشدود.
ومع بقاء ستة اسابيع فقط على الانتخابات الاسرائيلية التي تجري في العاشر من فبراير شباط والتي ترجح استطلاعات الرأي ان يفوز فيها حزب ليكود اليميني المتشدد تقول حكومة الوسط الاسرائيلية ان الهدف من الهجوم هو وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية.
وقال مئير شتريت وزير الداخلية الاسرائيلي لراديو اسرائيل مع دخول الهجمات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة يومها الرابع 'لا مجال لوقف اطلاق النار.'
وقتل منذ يوم السبت في الهجمات الصاروخية الفلسطينية من غزة أربعة اسرائيليين.
وأضاف شتريت 'الحكومة مصممة على ازالة خطر النيران ( الصواريخ) على الجنوب. ولذلك يجب الا يوقف الجيش الاسرائيلي العملية قبل ان يكسر ارادة الفلسطينيين ارادة حماس في استمرار اطلاق النار على اسرائيل.'
وصرح ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الاسرائيلي يوم الثلاثاء بأن الجيش مستعد للقتال 'لأسابيع'.
وقال فيلناي لراديو اسرائيل 'الجيش مستعد لعملية طويلة... اتخذنا الاستعدادات لعمليات تستمر لاسابيع.'
وحث فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الفصائل الفلسطينية على الرد بكل السبل المتاحة على اسرائيل بما في ذلك 'العمليات الاستشهادية' اي التفجيرات الانتحارية.
وقال شهود ان صواريخ اطلقتها الطائرات الاسرائيلية سوت بالارض خمسة مبان لوزارات ومبنى تابعا للجامعة الاسلامية في مدينة غزة.
وذكر مسعفون وشهود ان ضربة جوية اسرائيلية اخرى على بيت حانون في شمال غزة قتلت فتاتين صغيرتين كانت تخرجان القمامة من منزلهما. وقال مسعفون وحماس انه في وقت لاحق قتل حارس امن في ضربة استهدفت مقرا للقيادة في خان يونس.
وقال شهود ان الغارات التي اوقعت غزة في الظلام بينما كانت اصداء الانفجارات تدوي في ارجاء المدينة اسفرت ايضا عن تدمير مركز للالعاب الرياضية لحماس ومعسكرين للتدريب تابعين للحركة.
كما اطلقت طائرات اسرائيلية صواريخ على منزل قيادي بارز في الجناح المسلح لحماس. ولم يكن القيادي في المنزل. واستهدف هجوم اخر مكاتب تابعة للجان المقاومة الشعبية وهي فصيل اخر للنشطاء الفلسطينيين.
وفي توسيع لاهدافها قصفت طائرات حربية اسرائيلية يوم الاثنين مبنى وزارة الداخلية التي يتبعها 13 الفا من قوات امن حماس. وكان قد تم اخلاء المبنى ولم تقع خسائر في الارواح.
وتحدت حماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007 بعد اقتتال مع حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجمات الاسرائيلية وهي الاشرس منذ حرب عام 1967 واستمرت في اطلاق الصواريخ.
وتصاعد اطلاق الصواريخ من غزة على جنوب اسرائيل بعد ان اعلنت حماس انتهاء التهدئة التي استمرت ستة اشهر في 19 ديسمبر كانون الاول.
وتوقع الهجمات الصاروخية القليل من الخسائر في الارواح لكنها تلحق اضرارا بالمباني وتشيع الذعر في البلدات الواقعة على حدود غزة. ومنذ بدء الهجمات الاسرائيلية يوم السبت قتلت الصواريخ الفلسطينية اربعة اسرائيليين من بينهم ثلاثة يوم الاثنين.
وأغلقت اسرائيل المدارس الواقعة في منطقة نصف قطرها نحو 30 كيلومترا من حدود غزة كما طلبت من السكان البقاء في المنازل في حالة تأهب.
كما مكث معظم سكان غزة وهو قطاع من أزحم المناطق في العالم سكانا يقطنه 1.5 مليون فلسطيني في المنازل في غرف تبعد عن النوافذ التي تتحطم مع توالي الانفجارات.
وأعلنت اسرائيل المناطق المحيطة بقطاع غزة 'منطقة عسكرية مغلقة' مبررة ذلك بخطر اطلاق صواريخ فلسطينية وأمرت الصحفيين الذين كانوا يتابعون حشد القوات المدرعة بمغادرة المنطقة.
ومن الممكن أن يساعد ابعاد وسائل الاعلام اسرائيل في التكتم على استعداداتها لهجوم بري محتمل في اعقاب حملة جوية أشاعت الفوضى وحولت بعض المنازل الى أنقاض فيما تواجه المستشفيات صعوبات في استيعاب القتلى والجرحى.
وقالت اسرائيل انها ستسمح لمزيد من شاحنات الاغاثة بدخول غزة وشوهدت عشرات الشاحنات محملة بالسلع متجهة الى معابر غزة يوم الثلاثاء.
ومن جهة اخرى قال متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان سفينة تابعة للبحرية الاسرائيلية اشتبكت يوم الثلاثاء مع زورق صغير يقل نشطيين دوليين ومساعدات متجه الى غزة.
ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات من الحادث الذي وقع للزورق (ديجنتي) الذي أبحر من قبرص يوم الاثنين.
ورفضت اسرائيل السماح للزورق التابع لحركة غزة الحرة بالرسو.
وقال ييجال بالمر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الزورق رفض الرد على الاتصالات اللاسلكية للبحرية الاسرائيلية وان سفينة اسرائيلية 'اشتبكت' معه.
وأبلغت حركة غزة الحرة رويترز ان الزورق الذي كان يحمل ثلاثة أطنان ونصف الطن من المساعدات الطبية و16 شخصا على متنه تعرض لنيران سفينة البحرية الاسرائيلية التي صدمته بينما كان في المياه الدولية على بعد ما يتراوح بين 70 و80 ميلا من غزة.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية وقوع اي اطلاق للنار وان كان قد حدث بين السفينتين 'تلامس جسدي'. وذكر انه لم يصب احد في الحادث وان السفينة الاسرائيلية رافقت زورق الاغاثة حتى عاد للمياه الاقليمية القبرصية.
تعليقات