عندما أصبح نفوذ رجال الدين هو المسيطرتخلف المسلمون وانتشر الجهل والفقر والخرافة.. بوجهة نظر وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2016, 11:18 م 449 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة- متى ينتهي الظلام؟
وليد الرجيب
عصور الظلام في أوروبا، امتدت في الأعوام ما بين 400 – 1400 ميلادي، قام خلالها رجال الدين بالقضاء على معارف الحضارتين اليونانية والرومانية، وانعدمت الانجازات الحضارية المادية، وساد الانحطاط في مختلف المجالات لألف عام.
وتعاظم دور الكنيسة في مختلف مجالات الحياة، فتفشى الجهل والتخلف وسادت الخرافة والتزمت الديني، وتواطأ رجال الدين مع الملوك والنبلاء، على سرقة أراضي الفلاحين الفقراء، وأجبروهم على دفع الإتاوات والمكوس، في ما يسمى بالنظام الإقطاعي، كما انتشرت الحروب بين الشعوب الأوروبية والجرمانية.
في هذا الوقت كان الشرق الإسلامي في أوج تقدمه وتطوره العلمي، في الفلسفة والطب والفلك وغيرها والاعتماد على العقل، وفصل الدين عن الشؤون السياسية، وترجمت الثقافات اليونانية والفارسية والهندية والصينية، واحتل المسلمون جزءاً كبيراً من العالم.
ولكن عندما أصبح نفوذ رجال الدين هو المسيطر، وتسيد الإسلام المتشدد، تخلف المسلمون وانتشر الجهل والفقر والخرافة، إذ اعتمد الحكام على السيطرة الدينية، للسيطرة على شعوبهم، وما زال تأثير التشدد الديني يؤثر على سلوكنا وحياتنا، ويفرض علينا طريقة في التفكير، بل ازداد الغلو الديني شيئاً فشيئاً، حتى خرجت لنا الجماعات الإرهابية الإسلامية، فضعف العرب والمسلمون، وتفككت دولهم.
وفي خطوة غير مسبوقة في العالمين العربي والإسلامي، أصدر ملك المغرب مرسوماً ملكياً بقانون، يمنع رجال الدين من ممارسة أي نشاط سياسي أو نقابي، ويمنع استخدام المساجد في أي دعاية انتخابية، ودعا القرار الجديد العاملين في الحقل الديني، إلى التحلي بصفات الوقار والاستقامة، ومنعهم من مزاولة أي نشاط يدر المال في القطاعين الحكومي والخاص، كما يهدف القرار إلى بناء مجتمع متراص متضامن، ومنفتح على روح العصر، رغم أن حكومة بنكيران المغربية حكومة تناوب توافقي، تضم أربعة أحزاب هي حزب العدالة والتنمية الإسلامي وحزب التقدم والاشتراكية الاشتراكي، وكذلك التجمع الوطني للأحرار، وحزب الحركة الشعبية.
لقد أثبت التاريخ أن الشعوب تحتاج إلى فصل الدين عن السياسية، أو منع استخدام الدين في الأمور السياسية، وتحتاج إلى التعدد الثقافي في المجتمع الواحد، وألا يفرض طرف طريقة تفكير وسلوك على الطرف الثاني، فهذا هو شرط الخروج من بؤر الظلام إلى النور، والتقدم والتطور البشريين.
تعليقات