الجهود التي بذلتها الداخلية منذ تفجير مسجد الإمام الصادق لا ينكرها إلا جاحد.. برأي فيصل الشريف

زاوية الكتاب

كتب 488 مشاهدات 0

د. فيصل الشريفي

الجريدة

زوايا ورؤى- «داعش» ومحطاته القادمة

د. فيصل الشريف

 

في البداية أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح وإلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح وإلى شعب الكويت والشعوب العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر السعيد، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والأمان.

بعد هزيمة 'داعش' في الفلوجة وبداية ضياع حلمه بالخلافة المزعومة بدأت محاولاته اليائسة لإثبات وجوده وقدرته على خلق الفوضى من خلال تفجيرات انتقامية طالت دور العبادة والمجمعات التجارية، حتى وصل حقده إلى المدينة المنورة مدينة الرسول الأعظم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

هذه التفجيرات الآثمة تدل على انحراف عقيدة أصحابها، وإن لبسوا عباءة الدين فهم ليسوا من الدين في شيء، خاب مسعاهم وخاب من انتصر لهم ولو في قلبه.

نعود للإرهاب الذي بدأ بالعراق وهو فيه نهايته إن شاء الله، فبعد مئات العمليات الانتحارية التي طالت الآلاف من الأبرياء من الشعب العراقي الصابر، الذي ما زال يقدم أروع التضحيات ليحقق انتصارات ميدانية جعلت من 'داعش' كلباً مسعوراً جنّ جنونه حتى وصل حقده إلى مدينة الرسول الكريم المدينة المنورة.

مقولة 'إن الإرهاب لا دين له' لا أعتقد أنها مقولة صائبة، فلكل فعل جذور يستقيها من التاريخ، ومن روايات موضوعة ينقلها مشايخ الفتنة الضالون الذين يمثلون الخطر الحقيقي الذي علينا مواجهته على كل الصعد، فهم الوقود ومصنع الغسيل، والأسئلة كثيرة تدعونا للوقوف على حقيقتهم، وكيف استطاعوا الوصول إلى عقول شباب لم يبلغوا الحلم ليقنعوهم بلبس حزام ناسف.

من تلك الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة قدرة التنظيم على الحصول على المتفجرات والأسلحة الأتوماتيكية بهذه البساطة، وتمكنهم من الوصول إلى أهدافهم، رغم الحذر واليقظة الأمنية في دول يفترض أن تكون قدرتها الاستخبارية والأمنية على أعلى مستوى مثل بلجيكا وفرنسا.

الإرهاب فكر علينا تعريته وكشف أصحابه، والمهم فضح المتخفين من أتباعه الذين يحاولون صرف الانتباه عن جرائم 'داعش' بشتى الطرق والوسائل من خلال إثارة النعرات والفتنة بين الشيعة والسنّة تارة، وبين الحاكم والمحكوم تارة أخرى.

هدف هذا التنظيم واضح ومكشوف، فهم يسعون إلى دمار الشعوب العربية بعد ضياع حلم خلافتهم المزعومة، فإن كانت حجتهم سورية نصيرية والعراق بلد الرافضة فما بال بوصلتهم تحولت إلى مصر الكنانة ودول مجلس التعاون الخليجي؟

أخيراً من يحاول التقليل من جهد رجال الداخلية لتصفية حسابات شخصية مع معالي وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد نقول له: لا تغرد بالهمز واللمز، وكن شجاعاً، فالرجل واضح، وقد سمى الأشياء بأسمائها، والشعب الكويتي مدرك ويقف خلف قيادته الرشيدة، ويأخذ بيد رجال الداخلية، فالجهود التي بذلوها منذ تفجير مسجد الإمام الصادق جهود جبارة لا ينكرها إلا جاحد.

الوطن أغلى ما نملك، واليوم التحدي مضاعف والشعوب الإسلامية كلها مستهدفة، ودول الخليج في قائمة 'داعش'، والحذر مطلوب، فهؤلاء لم يعد لديهم خط أحمر، ولا فرق عندهم بين مسلم شيعي أو سني، فبنظرهم الكل يستحق الذبح.

ودمتم سالمين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك