تمكين الكفاءات هو الحل للخروج من «حفرة» التدهور الإداري والقيادي .. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 471 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف- كرسي الحلاق...

د.تركي العازمي

 

نسمع كثيرا عن قول «كرسي المنصب أشبه بكرسي الحلاق»... وهو تدليل سائغ على إن المناصب لا تدوم لأن «كرسي الحلاق» دوار، وهناك من هو آتٍ للمنصب من بعدك.

جرت العادة في الأحوال الأخلاقية، ان المنصب يأتي للكفاءة ومن هو جدير بحمل الأمانة: فهل نحن في حل من الأحوال الأخلاقية في اختيار من هو أحق بالمنصب؟

لقد سبق وأشرت إلى إننا في الكويت نشعر بأننا متميزون في كل شيء مخالف للأعراف المتبعة في الدول الباحثة عن التطور والتقدم.

مليون و200 ألف كويتي، فئة كبيرة منهم مستثناة من المناصب، لأن طريقة الاختيار محصورة في نطاق معين.

وعندما تقدمت بطريقة أخلاقية لاختيار القياديين، لبعض أصحاب القرار في الكويت عن طريق اقتراح بقانون بإنشاء الهيئة العامة للقياديين، لم يتم العمل بالاقتراح لأسباب ذكرتها في مقال سابق، في حين ان بعض المؤسسات في الدول المجاورة أخذت به وتحسن الأداء وجنت الثمار.

واجتماعيا٬ً نعلم علم اليقين بأن الكويت ابتلاها الله بالحسد وسلوك «كل يدني النار صوب قرصه». ولهذا السبب صارت المحاصصة والمحسوبية هما الطريقة المتبعة.

والسؤال الذي أود من أصحاب القرار الإجابة عليه بشفافية هو: ما المانع من توسعة الدائرة في البحث عن الكفاءات عن طريق إعلان عن المناصب القيادية الشاغرة بما فيها منصب وزير ونترك المجال مفتوحا لكل كويتي كي يقدم سيرته الذاتية وتتم المقابلات عبر لجان محايدة وكل متقدم يمنح رقم معين ( إخفاء الأسماء) وعند اختيار ٣ مرشحين يتم الاختيار منهم حسب المعايير والمفاضلة المذكورة في تقرير اللجنة من حيث القدرة على رسم الإستراتيجية والرشد والنزاهة وحسن السير والسلوك والأهم امتلاك رؤية في مجال عمل المؤسسة؟

هذه الطريقة تضمن وصول الكفاءات إلى المناصب، وقبل هذا وذاك يفترض إنشاء حوكمة أخلاقية تضمن صدور القرارات السليمة التي تصب في مصلحة المؤسسة... والقيادي «الصح» يعلم علم اليقين بأنه محاسب وإن «كرسي الحلاق» لا يغادره إلا بعد دفع الثمن إن أخطأ، والكاسب نحن والوطن.

أعلم بأن هذا المقترح صعب تطبيقه بالنسبة إلى الوزراء٬ فلماذا نحصر أنفسنا بأسماء معينة؟ ولماذا نسمح لمن تفوح منه رائحة الحسد التي دمرت مؤسساتنا في التدخل؟

تمكين الكفاءات هو ما نبحث عنه، فهل هناك متسع من الوقت؟ أعتقد إن المجال ما زال مفتوحا لأحبتنا للخروج من «حفرة» التدهور الإداري والقيادي الذي تشهده معظم مؤسساتنا، العام منها والخاص، والمتسبب بها هو «الواسطة» بلا شك... وعيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك