ستكون نيرانها مدمرة للجميع دونما استثناء.. ضاري الشريدة محذرا من العنصرية الدينية والمذهبية
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2016, 12:04 ص 650 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم- وقود الحرب المقبلة
ضاري الشريدة
يصنف التاريخ، الحرب العالمية الثانية التي امتدت من العام 1939 إلى العام 1945، بأنها النزاع البشري الأشرس على الإطلاق. وهناك إحصاءات تشير إلى أرقام مخيفة لأعداد البشر الذين لقوا حتفهم خلال هذا الصراع المرير، قد تصل إلى نحو الـ 70 مليون إنسان، بين مدني وعسكري.
هذه الحرب البشعة التي كبدت العالم، الكثير من الخسائر البشرية والمادية، اندلعت بسبب أهداف اقتصادية وتوسعية وثأر قديم تعود جذوره إلى الحرب العالمية الأولى. إلا أن المحرك الرئيسي الذي كان وقود الآلة النازية في تلك الفترة هو «العنصرية»، التي لم تقف عند حد الإقصاء السياسي لكسب أصوات الناخبين والوصول للسلطة، وإنما وصلت إلى حد التعصب للجنس الآري، الذي كان يراه النازيون أنه أفضل وأرقى الأجناس البشرية، وهو الجنس الذي يفترض به أن يقود البشرية ويستعبد الأجناس الأخرى!
العالم اليوم يعاود الكرة مرة أخرى ليلعب بنار العنصرية، وهذه المرة عنصرية الأديان والمذاهب والطوائف، والتي ستكون نيرانها مدمرة للجميع دونما استثناء، وتساعد في إذكاء هذه الفتن جهات متطرفة من مختلف الأديان، نجحت في بث ما يكفي من سمومها ونشر جرعة كبيرة من الكراهية بين البشر.
أما في الشرق الأوسط، فمشكلتنا كبيرة ومعقدة، امتزجت لدى معظمنا العنصرية بالتعصب، الأمر الذي جعل البعض لا يتقبل أي طرف آخر مخالف بالرأي أو الفكر أو حتى الرؤية الحياتية الاجتماعية!
إنه فقط إحساس بالخطر أشعر أنه قادم لا محالة، بسبب جو الكراهية المنتشر في عالم اليوم، فلنعش متصالحين مع أنفسنا قبل الغير، ولنتقبل الآخر من دون أن ننتقص من إنسانيتهم أو رغبتهم في الاختيار والأفكار، ولا ننظر للغير بعنصرية لأننا لن نتفوق وننهض إلا بالعلم والمعاملة والأخلاق، من دون أن نتنازل عن معتقداتنا وأفكارنا وثوابتنا الدينية والوطنية والاجتماعية.
في النهاية:
الـ 70 مليون إنسان الذين خسروا حياتهم جراء نزعة عنصرية، هم عبارة عن رقم مخيف يمكن أن يصل إلى الضعف أو الضعفين، إذا ما وجدت عنصرية اليوم طريقها إلى اندلاع صراع عالمي مسلح جديد.
وكل عام وأنتم بخير...
تعليقات