لن يكون الوضع مختلفا عن باقي المستشفيات الحكومية.. غنيم الزعبي معقبا على تخصيص مستشفى جابر للكويتيين
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2016, 12:02 ص 616 مشاهدات 0
الأنباء
في الصميم- بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
غنيم الزعبي
اسمه كيفن زلخة احد أكبر استشاريي الأعصاب في بريطانيا يحمل الجنسية البريطانية وهو من أصول عراقية يهودية، كبير في السن ذو وجه مريح جلس معي في غرفتي في مستشفى بوسط لندن في بداية التسعينيات ليبدأ كلامه بكلمة عرفت منها انه يحمل أخبارا سيئة (ابني....).
جلست بعدها في لندن شهرين أو ثلاثة لا اذكر، عدت بعدها الى الكويت لأشد الرحال بعدها إلى أميركا إلى أكبر مركز طبي في العالم وهو كلية الطب في جامعة هارفارد احد أرقى الجامعات في العالم لأنني لم اقتنع برأي الدكتور كيفن وأردت البحث عن رأي ثان.
لم تكن الموافقة على رحلة العلاج تلك سهلة فقد استغرقت اكثر من شهر وعشرات المراجعات واللجان والواسطات.. وأخيرا عندما جلست مع الدكتورة في مستشفى هارفارد نظرت في تقاريري الطبية ووقع نظرها علي اسم د.كيفن زلخة وقالت هو استاذي الذي درست عنده طب الأعصاب. عندها التفت إلى رفيق السفر وقلت له (مشينا) قطعنا آلاف الكيلومترات وأخذنا 3 طائرات فقط لنصل لتلميذة دكتور لم نقتنع برأيه، خرجنا من مكتب تلك الدكتورة ولسان حالنا يشبه بيت الشعر لقيس بن الملوح:
بكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا
على ان قرب الدار خير من البعد
بعد سنوات قليلة منّ الله علينا بالشفاء التام وله الحمد والمنة.
هذه الأيام في الكويت حديث الساعة هو عن تخصيص مستشفى جابر للكويتيين فقط دون غيرهم، وهو أمر أثار الكثير من النقاش في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وفيه بعض الاحتجاج والعتب من إخواننا الوافدين.
وكأن هذا المستشفى الجديد سيحل كل مشاكلهم الصحية وسيشفي أمراضهم المستعصية. صدقوني يا إخواني ما دامت العقلية ذاتها والنهج ذاته الذي يتم به إدارة باقي المستشفيات الحكومية هي نفسها التي ستدير المستشفى الجديد فنصيحتي لكم (خلوكم على دكتور زلخة) فلن يكون الوضع في المستشفى الجديد مختلفا كثيرا عن باقي المستشفيات الحكومية. بالإضافة إلى نقطة يجب الانتباه لها وهي التوسعات الأميرية الهائلة التي تفضل بها صاحب السمو الأمير، حفظه الله تعالى، في مستشفيات الفروانية والمستشفى الأميري، وكذلك بناء مستشفى جديد في الجهراء ستكبر سعة الخدمات الصحية المقدمة في كل محافظات الكويت وستتسع للجميع من كويتيين ووافدين.
نقطة أخيرة: ما زلت عند رأيي السابق أن علاج الوافدين في الكويت هو كنز وثروة تأمينية هائلة بإمكانها أن تكون رافدا لميزانية الدولة بدلا من كونها عبئا عليها فقط تحتاج عقلية نيرة وفكرا مبادرا جريئا يحول المشاكل إلى حلول والأزمات إلى فرصة جديدة للتعلم والتطور.
تعليقات