كيف يهجر مبنى بمثل هذه الأهمية والخطورة؟!.. صالح الشايجي منتقدا ترك مبنى للداخلية دون تأمين
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2016, 12:01 ص 595 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع- حراج «الداخلية»
صالح الشايجي
لن تكون مواطنا صالحا، ما لم تكن واعيا ومدركا ويحركك إحساس نحو فعل الأفضل لوطنك ومجتمعك وناسك.
وهناك ما يمكن تسميته بالوطنية السلبية، وما يمكن تسميته بالوطنية الإيجابية.
الوطنية الإيجابية هي أن تحب وطنك وأنت محصن بالوعي والادراك والحس وحسن التصرف، أما الوطنية السلبية فهي أن تحب وطنك ولا تسعى لنفعه أو لا تقدر عواقب ما تعمله من أجل وطنك، حتى وإن خامرك إحساس أنك تفعل ما تفعل من أجل وطنك.
تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات لأحد المقار المهجورة التابعة لوزارة الداخلية والذي تم إنهاء العمل فيه والانتقال إلى موقع جديد.
حينما رأيت تفاصيل تلك الفيديوهات أصابتني هزة وهلع وانتابني خوف وحنق. لأن ما سجلته الكاميرا التي جالت في أرجاء ذلك المقر، مخيف ورهيب فعلا ويدل على استهتار ولا مبالاة.
أزياء عسكرية هي بالعشرات وربما بالمئات، وشارات ورتب وأختام رسمية وأوراق لقضايا وبلاغات تحوي أسرار الناس وتفاصيل شكاواهم، مرمية على الأرض أو مكومة فوق المكاتب وفي الخزائن، وأبواب المبنى مفتوحة لمن رغب وللمتقصدين والقاصدين نهب ما يحويه ذلك المبنى من ملابس ورتب عسكرية لاستغلالها في أعمال إجرامية أو إرهابية.
فهل يعقل هذا، كيف يهجر مبنى بمثل هذه الأهمية والخطورة بما يحوي ويترك مشرع الأبواب دون أن يتم نقل محتوياته حتى لا تقع في أيدي الأشقياء والمجرمين وذوي النفوس المريضة.
وأعود إلى ما بدأت به مقالتي هذه حول تصنيف الوطنية، فأنا أدرك أن من قام بتصوير تلك الفيديوهات قد قام بها بدوافع وطنية وبخوف على بلاده وللفت الأنظار الى خطورة ما ينطوي عليه الأمر، وهو بذلك إنسان وطني لا يرقى الشك إلى وطنيته، وهذا ليس محل شك، وهو يستحق الشكر على ما قام به، ولكن بث تلك الأشرطة وإيصالها للعامة، هو الخطأ، فليس من المصلحة بثها وإظهارها للناس، فربما استفاد منها الأشرار والمغرضون وبادروا بمجرد معرفتهم بها إلى نهب محتويات ذلك المبنى واستخدامها لأغراضهم الإجرامية.
وفي هذه الحالة يكون الهدف من ذلك الفعل الخير معكوسا، وبدل أن يكون لصالح الوطن يصير خنجرا في خاصرته.
تعليقات