نريد رؤية سليمة من مجاميع إصلاحية للخروج من التيه السياسي.. تركي العازمي مطالبا
زاوية الكتابكتب يوليو 2, 2016, 11:43 م 501 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف- الكلمات المشطوبة...
د. تركي العازمي
عندما تكتب عبارة تصف فيها قضية معينة أو منظرا معينا وتحتفظ بها٬ فإنها تبقى في محيطك بمعنى «لا من شاف ولا من درى»، إلا من بيده تصريف الأمور والعالم بدبيب النملة، الله عز شأنه.
وإن كتبت في مواقع التواصل الاجتماعي أو عرضت ما كتبته على طرف آخر... فهي لا تعد خاصة بك، ومسألة التأويل وترجمة القصد «خذ وخل»!
ولأننا في رمضان، أدعو نفسي وأدعوكم إلى شطب كل كلمة قد تزعج الآخرين... احتفظ بها وحاول أن تعيد كتابتها لتظهر إن أخرجتها إلى العلن بصيغة «متزنة»، حيث لا ضرر ولا ضرار.
قد يسيء البعض فهمك، أو يترجم ما قلت بطريقته بحكم طبيعة أحبتنا الثقافية التي تأتي في مقدمتها «سوء النية». فأنت أمام خيارين، إما الرد عليه وتدخل في سجال مع أحمق، وقد قيل «إلا الحماقة أعيت من يداويها»، أو إنك تلتزم الصمت، ومن يعرفك يفسر كلامك على النحو السليم الأخلاقي... هذا إن سلمنا بأنك بالفعل تتصف بالأخلاق الطيبة.
ولأننا في رمضان، نقرأ عبارات سيئة وعبارات طيبة وأستغرب من مطلقيها وكيف إنهم سمحوا لأنفسهم بأن يتقولوا على الناس ونحن في شهر فضيل... وحتى في غير رمضان أعتقد بأن صلاحنا يبدأ من صلاح الذات تأسيا بالحديث الشريف «من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له الجنة»!
ولأننا بشر وخير الخطائين التوابون٬ فالمكاشفة واستدراك الخطأ والرجوع عنه أمر محمود: فهل نحن مقبلون على عهد جديد نجد فيه تحسين ملموس للغة الحوار وطريقة اختيارنا العبارات التي تمنع الإساءة للغير، ونشاهد الكلمات المسيئة مشطوبة من قاموسنا الاجتماعي.
وما دمنا سياسياً بين مؤيد لخوض الانتخابات ومعارض٬ نود هنا أن نذكر بأن لكل معارض ومؤيد الحق في الاختيار، لكن علينا ان نفهم ان «الصوت الواحد» قد تم تحصينه، والطريق الأمثل للإصلاح يبدأ من المشاركة، وهذا هو رأيي الشخصي مع احترامي لكل من اختلف معي في هذا الجانب.
المراد٬ إنني أكرر على الدوام إن النظر من جهة واحدة وحسب رؤية شخصية لا تأخذ بروح القانون والأعراف الإصلاحية، إنما هي حالة من «الحول» في النظر، يعني انحراف في الرؤية لا تعكس الصورة الصحيحة، وبالتالي تخرج لنا بانطباعات خاطئة.
الحاصل٬ إننا نريد رؤية سليمة من مجاميع إصلاحية تتمتع برؤية أخلاقية تبحث عن مخرج من التيه السياسي والاجتماعي الذي نعاني منه.
إن المجتمع يريد من يأخذ بيد كل مكوناته على الأصعدة كافة، لعل وعسى، أن تتحول الحال من فساد مفرط وخصومات فاجرة إلى عمل مؤسسي وسياسي وتفاعل اجتماعي صالح.
ولو إن الثابت أن المنادي بالإصلاح كمن «يدق هرن والشارع فاضي»... لكن لا بأس لربما يأتي اليوم الذي نجد فيه من يستمع لصوته ونهجه الأخلاقي: فهل من مستمع برغبة ؟... الله المستعان.
تعليقات