هل ستكون مستنقعاً جديدا للشهادات الوهمية .. فيحان العازمي متحدثا عن ' الشدادية'

زاوية الكتاب

كتب 584 مشاهدات 0

فيحان العازمي

النهار

إضاءات-«الشدادية» الحلم الذي أصبح سراباً

فيحان العازمي

 

منذ صدور المرسوم الأميري رقم 30 لسنة 2004 من مجلس الأمة الكويتي الذي نص على تأسيس مدينة جامعية جديدة لجامعة الكويت بالشدادية خلال 10 سنوات، وجميع أساتذة الجامعة وادارييها ومنتسبيها في جميع كلياتها وأقسامها العلمية لا تألو جهداً من أجل تحقيق حلم الانتقال إلى الشدادية.

إلا ان هذا الحلم الذي سعى إليه جميع الاساتذة في جامعة الكويت على ما يبدو أصبح سراباً، فقد فوجئوا بقرار مجلس الوزراء بتخصيص موقع الشدادية لتصبح جامعة ثانية منفصلة عن جامعة الكويت تحت اسم جامعة صباح السالم ضمن قانون الجامعات الحكومية المحال منها إلى مجلس الأمة لمناقشته وذلك في المادة (44) منه.

ويبدو أيضاً أن وزير التربية وزير التعليم العالي الاستاذ بجامعة الكويت وأحد ابناء الجامعة لم يطلع احدا من المسؤولين في الجامعة على خطته لفصل مواقع الشدادية عن الجامعة.

ففي الأيام الماضية اتخذ مدير الجامعة قراراً بتشكيل لجان وفرق خاصة لاستلام المباني المنجزة في مواقع الشدادية للنقل إليها وبدء الدراسة مع حلول عام 2019 كما خطط لها، وهو ما يعني ان الإدارة الجامعية لم تكن على علم بتلك الخطوة.

والجميع يعلم منذ بدء العمل في مباني الشدادية بأنها أفرع جديدة تابعة للجامعة وسوف يتم استغلالها لمصلحة الجامعة لزيادة قدرتها الاستيعابية لمواجهة الأعداد المتزايدة سنويا من أبناء الكويت خريجي الثانوية التي تجاوزت 45 ألف طالب وطالبة، ما أدى إلى ضعف المخرجات وضعف في جودة التعليم.

ويبقى السؤال الشاغل لدى جميع الأوساط الأكاديمية والمتابعين: كيف سيتم افتتاح جامعة جديدة تضم 14 كلية فيها دون وجود خطة واضحة ومعلومة لدى الجميع؟! ومن أين ستتم الاستعانة بأكثر من 4 آلاف عضو هيئة تدريس وتدريب للعمل فيها في الوقت الحاضر، أم أنها ستكون مستنقعاً جديدا للشهادات الوهمية التي مازلنا في انتظار نتائج التحقيق بها.

وأخيراً: ان ما طرحه اساتذة الجامعة عن رؤيتهم بالانتقال إلى مواقعهم الجديدة، في الشدادية، وتحويل مواقعهم الحالية إلى الجامعة الجديدة هو أمر مستحق وواقعي ومقبول، خاصة وان الجامعة الجديدة يمكنها ان تبدأ بكلية أو اثنتين ومن ثم تتوسع، ومن المستحيل ان تبدأ بهذا الكم الضخم من الكليات الذي يحتاج إلى كوادر بشرية ضخمة يصعب توفيرها قبل 10 سنوات على الأقل.

حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك