البلد اليوم بحاجة إلى مخلصين وليس لمعاندين يعاقبونها .. هكذا يرى حسن الهداد
زاوية الكتابكتب يوليو 2, 2016, 11 م 391 مشاهدات 0
الأنباء
شرارة قلم- نكتة بايخة.. ومكشوفة مآربها!
حسن الهداد
مطبات السياسة.. حقا مؤلمة، ويشعر بألمها كل من يندفع نحوها مسرعا وهو على النية من دون تأن وعقلانية وبصيرة، هذه الحقيقة وإن كانت مؤلمة، فهي واقع الحال، ألا ان تجربتها كفيلة بأن تمنحك الدروس حتى تتعظ وتكسب دروسا قيمة في عالم السياسة الذي مازال ملوثا بسبب ممارسات شخصانية.
للأسف، كنت اعتقد أن السياسة «فن الممكن» هذا حسبما تعلمته من كتب الثقافة والمحاضرات والندوات السياسية، لكن الحقيقة التي أراها أن هذا الفن مجرد مصطلح وشعار نتغنى به في حواراتنا الساذجة، والتي دائما ما تنتهي الى العداوات والكراهية والطعن والانتقام، وهذا ما سيحدث إن لم تكن مع رأيهم.
قد يكون هذا المصطلح يرفرف في عالم السياسة في الدول المتقدمة التي تحترم الديموقراطية والرأي الآخر، بشرط ان يكون هذا الرأي لا يتعدى على الآخرين، ولا ينشر سموم الكراهية لدى جماهير المجتمع الواحد المتماسك، ولا حتى مع المخالفين وان كانوا في مجتمعات أخرى.
لكن ما يحدث لدينا بعيد كل البعد عن السياسة التي تهدف إلى إصلاح الخلل، ومصطلح «فن الممكن» للأسف حولته اللعبة السياسية وسط الصراعات المتراكمة والمكشوفة بتبعياتها إلى مصطلح «اما ان تكون معي وإلا أنت ضدي» وجاء هذا المصطلح كوسيلة واضحة للانتقام بين الأطراف المتصارعة بأدوات مكشوفة مآربها، ودائما ما تسعى لضرب الوحدة الوطنية بهدف تقسيم المجتمع لفرق متصارعة حتى تتحقق أهداف عدم الاستقرار والفوضى، خاصة بعد ان فشلت خطة ربيعهم الدموي، أما العزف على أوتار إصلاح البلد، فأصبحت نكتة بايخة، لأن الاصلاح اصبح مجرد مادة دسمة تلقى على الناس لتحقيق أهداف أخرى، والحقيقة أن الإصلاح آخر همهم، وسلوكهم الفوضوي المعروف لا يبشر بالخير أبدا.
فالأمر اليوم بات مكشوفا لكل من لديه عقل يحكم به، وأما التبعية فمصيره يسير كالأنعام خلفهم نتيجة مرض في قلبه، فالساحة اليوم تكتظ للأسف بالفرق المتصارعة في ملعب السياسة وإن كان على حساب البلد، المهم في النهاية من الذي سينتصر، ويكسر خشم الآخر!
فمتى يعي العقلاء ان الوطن أهم من تحقيق مصالح خاصة سواء كانت دراهم أو مناصب أو تقربا للنفوذ، الحالة المحلية بحاجة إلى ضمائر تفكر في إصلاح حقيقي بدلا من ان تهيج المجتمع على قضايا خارجية ليس لنا فيها ناقة ولا جمل؟! الأهم في تلك الفترة ان يتذكر المصلح حال وطنه والى أين سيذهب ما دام الانقسام القبلي والطائفي والفئوي تحول إلى أجندة بها عدوى اصبح يحملها من يسعى الى النجاح في مجلس الأمة؟!
اليوم علينا مسؤولية وطنية ملحة أن نحترم بعضنا وإن اختلفنا دون تخوين بعضنا البعض ومن دون تصنيفات عرقية ومذهبية فجمعنا كويتيون ونحمل حق المواطنة، لذا يجب ان نلتفت للقضايا التي تهمنا دون زج أنوفنا في صراعات أشخاص أعدادهم لا تتجاوز أصابع اليد صراعاتهم غير المسؤولة أضرت بنا، فالبلد اليوم بحاجة إلى مخلصين، وليس لمعاندين يعاقبونها بقضايا شخصية واصطفافات ملوثة.
تعليقات