اردوغان ليس صلاح الدين ولكنه رئيس دولة يبحث عن مصلحة دولته.. بوجهة نظر محمد العطوان
زاوية الكتابكتب يوليو 2, 2016, 12:07 ص 491 مشاهدات 0
الراي
خواطر صعلوك- أردوغان... لبّسنا العمة؟
محمد ناصر العطوان
مرحباً عزيزي القارئ، في الواقع لا يحب قلمي أن أكتب عن الشأن الخارجي، ولا يحب قلبي أن أكتب عن الشأن الداخلي، ولكن جيبي في حاجة إلى أن أكتب دائماً، وكذلك لأن المجاميع الشعبية تظاهرت بالأمس أمام بيتي مطالبة أن أكتب مقالا عما فعله الرئيس التركي أردوغان، حيث لاحظت أن كل مقالاتي تؤثر تأثيرا كبيرا في الرأي العام وفي أسعار البورصة وفي قرارات الجامعة العربية، التي قال القذافي فيها للزعماء العرب إن سقفها هو الوحيد الذي يجمعهم، أما بقية الأشياء فتفرقهم، لذلك فها أنا أكتب تنفيذاً لرغبة الشعب والبالغ عددهم كويتيان اثنان وثلاثة وافدين وواحد مشكل!
وبعد هذه المقدمة عريضة المنكبين، والتي لا تمت للمقال بصلة، بل وتدل على أني كاتب عربي ثرثار يعشق التنظير ومضيعة وقت القارئ الكريم في أمور لا تمت لحياته بصلة، تماما مثل تشريعات المجلس، فأنا أعدك أني سأدخل في الموضوع مباشرة تماماً مثل دخول أمن الدولة على إرهابي نائم في بيته.
والسؤال الآن الذي يحتاج الى دحرجة فورية ومن دون زحمة الدائري الخامس كي لا يتعطل هو:هل ألبسنا الرئيس رجب طيب أردوغان جميعاً (العمة) واستغفلنا بعد أن وثقنا به واعتقدنا أنه هو الذي سيمسح بإسرائيل بلاط البر والبحر لعيون غزة بعد حادثة سفينة مرمرة، لنفاجأ بأنه ذهب من أمامنا وليس من خلفنا كعلماني ليقيم ويطبع علاقات بلاده مع إسرائيل؟ أم أنه مازال القائد المظفر والوريث لخلافة مارست السياسة سبعمئة عام، ويصدر مشروع بني عثمان كبديل لمشروع بني كسرى في المنطقة كإسلامي محترف في السياسة؟
والسؤال أيضا هو هل المشكلة أننا نبني خيالا من الرمال على الأشخاص، فإذا سقط المطر ارتدينا (العمة) على رؤوسنا من هول الصدمة؟
وسواء كانت إجابتك عزيزي القارئ تعتمد على حقائق أم تعتمد على أدبيات الأحزاب أو على مواقع إخبارية، فأحب أن أبلغ سيادتك أنني عن نفسي غير مهتم بالموضوع برمته (رغم أنني أحب أردوغان وبكره إسرائيل)، كما أنني غير مهتم بكتابة هذا المقال أصلاً، ولا تعتقد معاذ الله أنني أقلل من قيمتك كقارئ تقرأ هذه السطور الآن (فأنت على العين قبل الرأس) ولكن هناك الكثير ممن ألبسونا (العمة) ورغم ذلك فلم نتساءل أو نطرح نقاشا جادا عن كيفية حدوث ذلك.
فإيران مثلاً ألبستنا (العمة) عندما اعتقدنا أنها جارة صديقة تريد تصدير السجاد والأيدي العاملة، لنكتشف أنها تريد تصدير الثورة والأيدي الحافرة.
كذلك جماعة «الإخوان» التي كانت تحرم وتمنع في الشريعة وتحلل وتبيح في السياسة قد ألبستنا (العمة) عندما كانت أول من سعى الى جمع الغنائم، وتركت الصف الأول من الشباب ليواجه راية التسلل وحده مع إنذار بالطرد.
لقد لبسنا (العمة) عندما لاحظ المسؤولون فجأة من خلال تقارير دول خارجية أن وضعنا الداخلي عبارة عن جامعة واحدة لا تستوعب المستحقين، ومطار واحد لا يستوعب المسافرين، وشوارع ضاقت بما رحبت لا تستوعب السائرين، ووظائف لا تكفي المتخرجين، ومستشفيات لا تستوعب...أكمل أنت عزيزي القارئ فقد تعبت وقررت أن أترك المقال بعد إذنك وأخرج لأني صائم، فأرجوك البيت بيتك والعمود عمودك ولكن أرجوك أغلق نافذتي لكي لا يدخل متسلل ويضع بين السطور كلاما لم أقله، ومن ثم ألبس قضية أو(عمة) جديدة في حياتي، وضع مفتاح النافذة في جيبك لكي تدخل للمقال المقبل.
والسلام عليكم.
***
لكي لا نلبس نجمة داود:
إن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن نقوم به كبسطاء الله في أرضه، هو أن نلتفت إلى دولنا نحن بدلاً من البحث عن قادة خارجيين لنعلق عليهم الآمال، فأردوغان ليس صلاح الدين ولكنه رئيس دولة يبحث عن مصلحة دولته وبني شعبه الذين يحبهم ويحبونه، فعلينا نحن أن نعمل وليس سوانا على تكوين وعي وحرص على عدم التطبيع يوماً، أو دخول أي منتجات إسرائيلية أو شركات تدعم الكيان الصهيوني في ظل الخصخصة، وأن نذكر ابناءنا دوماً أن إسرائيل هي العدوة التي لا يمكن أن نجلس معها على طاولة واحدة، حتى ولو من باب السياسة...وسمعني قصيدة (لا تصالح) لأمل دنقل.
تعليقات