هناك قنابل بشرية تتغذى على البؤس واليأس وتعيش بيننا.. رياض الصانع محذرا من الفكر المتطرف
زاوية الكتابكتب يوليو 1, 2016, 12:05 ص 415 مشاهدات 0
الأنباء
الإرهاب والتعصب داخل بيوتنا ويعيش بيننا!!
رياض الصانع
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، برزت على الخارطة الجيوسياسية عدة مصطلحات لتصنيف جماعات وحتى دول بعينها بالتطرف والارهاب، ومعنى ذلك التعصب لرأي او فكر معين ورفض باقي الاطروحات والافكار، ففي حين ان للتعصب مدلولا واضحا لغويا واصطلاحيا، فان الارهاب صنف كمفهوم تتعدد مدلولاته ومفاهيمه، لكن الاكيد في هذه الثنائية هو ان التعصب مصدر اساسي للارهاب ومولده ومحركه الاوحد.
وقد شاءت الاقدار ان تصبح منطقتنا العربية مرتعا خصيبا لتوالد التعصب وتكاثره، وبالتالي انتشار الارهاب ذي الخلفية الدينية والمذهبية، فهناك صراع ما بين من يظن نفسه يمتلك الحقيقة ومفاتيح الجنة وما بين باقي الآراء والتوجهات الاخرى، حتى صارت التفجيرات والاغتيالات والعمليات الانتحارية جزءا لا يتجزأ من طقوس حياتنا اليومية، فبالاضافة الى التنظيمات المتعصبة والارهابية المنتشرة اساسا بمنطقة الهلال الخصيب كداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الاخرى، فهناك بالمقابل قنابل موقوتة تجاورنا في سكننا وعملنا وعلاقاتنا الاجتماعية، أناس لا يختلفون عنا كثيرا في الملامح والصفات، يسلمون علينا ويبادلوننا اطراف الحديث، لكنهم في خلواتهم الطويلة يتغذون على افكار فاسدة، وآراء ملوثة بالقتل والذبح والدماء، ينساقون بسهولة وراء فيديوهات انصاف الفقهاء وانصاف المفسرين وأغبى المفتين، فتتشبع ذاكرتهم المفقودة بغسيل دماغي يمارس عليهم عبر مراحل، لينتج في الاخير اجسادا طيعة ومغيبة بنعيم الجنة، فيذبحون ويقتلون ويتحزمون بالمتفجرات لبلوغ سدرة الحور العين، ناسين انه لو كان القتل سبيلا سهلا لبلوغ الجنة ما كان قد تركه لهم الذي ارسلهم، ومنذ فترة قريبة أقدم أخ على قتل شقيقه في ديوانية الاسرة بمنطقة مشرف بالكويت معللا سبب ذلك بكون اخيه شخصا لا يصلي ولا يصوم، كما تزامن ذلك على اقدام اخوة توأم بالمملكة العربية السعودية على نحر امهم ومحاولة قتل ابيهم الذي لايزال يرقد في المستشفى بين الحياة والموت، بالاضافة الى اصابة اخيهم الاصغر بجروح غائرة هو وعامل فلبيني الجنسية، على اساس ان عائلتهم غير متشبعة بالدين، وفق تفسير شيوخ التطرف والارهاب، وامام هذه الحوادث صار لزاما علينا اخذ الحيطة والحذر، فهناك قنابل بشرية تتغذى على البؤس واليأس وتعيش بيننا، تتصيد فرائسها من اقرب الاقربين حتى لو كانت الضحية من توجد الجنة تحت اقدامها (الام).
وحتى نكون واقعيين فالمقاربة الامنية ليست وحدها ناجعة لمعالجة ظاهرة التعصب والتطرف والارهاب، اذ يجب ان تواكبها معالجة فكرية تعليمية مبنية على الحوار، فالارهاب هو فكر مريض وعلاجه يتمثل في الفكر الافضل الذي يقوم على اساس التسامح واحترام الآراء وتكريس قاعدة وجادلهم بالتي هي أحسن، وذلك لا يكون الا في ظل الدولة المدنية التي تحترم الجميع على اختلاف توجهاتهم الدينية والعقائدية والاثنية والاجتماعية، ولا تفاضل بينهم الا على اساس الحقوق والواجبات والمواطنة، وهو ما نعمل عليه في جمعية الائتلاف المدني الكويتي، بصفته الحل الناجع للتعصب والكراهية والتطرف والارهاب.
فاذا كانت صناعة الارهابي تحتاج الى ضمير ميت وأفق ضيق وغباء مستديم وتعطيل للنقاش والتفكير، فجمعية الائتلاف المدني الكويتي تعطي حلولا واقعية مبنية على الحوار والتفاهم والتعايش والتسامح.
وإذ نعزي اسرنا المكلومة التي اصابها سهم الارهاب غدرا في كل من الكويت والسعودية وشتى اقطارنا العربية، فاننا نطلب من العلي القدير ان يديم علينا نعمة الامان والحكمة والتسامح.
والحمد ولا حول ولا قوة الا بالله،
تعليقات