هل القضاء عليها اصبح رؤية تنموية تضاهي رؤية الكويت 2035؟.. هيلة المكيمي متحدثة عن ظاهرة الشهادات المزورة
زاوية الكتابكتب يونيو 28, 2016, 11:57 م 445 مشاهدات 0
النهار
حياد إيجابي- الشباب ركيزة النطق السامي
د. هيلة المكيمي
تكتسب خطابات النسق السامي بأنها تمثل انعكاسا لتفكير القيادة السياسية وعلى وجه الاخص صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد والذي يقف على قمة الهرم السياسي، مما يعني ان مضامين الخطاب السامي تمثل بوصلة الحكومة في العمل والتنمية والبناء، وقد كان واضحا ان ابرز ركائز ذلك الخطاب الاعلامي ركزت على ثلاثة مواضيع رئيسة ركزت على أهمية الشباب وحسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والحفاظ على الوحدة الوطنية ومحاربة اي سلوكيات شاذة ومنحرفة تسعى للنيل من الوحدة المجتمعية.
وفيما يتعلق بالشباب فقد اكد صاحب السمو بأنهم الثروة والاستثمار الحقيقي مما يعني أهمية تنمية قدراتهم ومهاراتهم ومواهبهم ولن يكون ذلك الا بسلاح العلم والمعرفة. وتلك حقيقة مهمة تحتاج منا الى وقفة مجتمعية تدفعنا للتساؤل حول مدى استشعار القائمين على العملية التعليمية في الكويت على دورهم في تحقيق تلك النقلة والتي لا تزال تترنح، فلا يزال التعليم في الكويت في خطر، وهذا ما تؤكد عليه جميع التصريحات الحكومية سواء من خلال انتشار ظاهرة الشهادات المزورة للطلبة والاساتذة، وتسرب الامتحانات وبيعها علانية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي باعتقادي هي امتداد لظاهرة المدرس الخصوصي حيث الاعلانات تعج بها صفحات جرائد الاعلانات، والغريب ان وزارة التربية تصرح بأنها ستقضي على تلك الظاهرة في عام 2025، فهل القضاء عليها اصبح رؤية تنموية تضاهي رؤية الكويت 2035؟ نأمل حقيقة من القائمين على العملية التعليمية استيعاب دورهم في تحقيق نقلة ليس فقط من باب التقدم بل من أجل الحفاظ على أجيالنا من الضياع والانهيار والانحراف والانجرار وراء دعوات التطرف.
الحقيقة انه بسلاح التعليم سوف يكون هناك استيعاب حقيقي لدور وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم الوصول الى الحفاظ على الوحدة الوطنية من المجتمع.
فالكويت كانت ولا تزال تعيش في بؤرة توتر عالمية بفعل الاضطرابات في منطقة الشرق الاوسط والتي على ما يبدو لم تعد تقتصر على منطقتنا، بل امتدت لبقية مناطق العالم، فهاهي اميركا تعود الى الانغلاق من خلال صعود شعبية مرشحها اليميني المتطرف ترامب، وكذلك الحال مع اوروبا والتي تعيش بداية لحالة من التفكك قد تفضي الى غياب اوروبا لعدة سنوات عن الساحة الدولية مخلفة فراغا استراتيجيا خطيرا تملؤه قوى التطرف والانغلاق.
ولايزال التفجير الارهابي لمسجد الامام الصادق حاضرا في الذاكرة الكويتية بقوة، فصاحب السمو أعاد في خطابه استذكار واستنكار ذلك الحادث الارهابي والذي تم في مثل هذا الشهر من العام الماضي، وذلك لخطورة ذلك الانحراف في التطرف بل انه الحادث الاول الارهابي في تفجير مسجد حيث انه يحمل دلالات خطيرة في انطلاق شرارة الفتنة والتطرف، الا انه بفعل حكمة القيادة السياسية ووعي المجتمع الكويتي استطاع الجميع تطويق تلك الشرارة ووئدها فور اشتعالها.
يبقى التأكيد أن جميع المجتمعات تمر بمحن وازمات مما يستوجب حكمة الموقف وصلابة الارادة وعقلانية الرأي، وذلك ما عبر عنه الكويتيون في الكثير من ازماتهم.
تعليقات