تساؤلات شعبية عن قانون الـ 12 دقيقة

زاوية الكتاب

كتب 1321 مشاهدات 0


يقول البعض مدافعا عن قانون منع ترشح المسيء للذات الإلهية وللأنبياء وللذات الأميرية أو ما يعرف شعبيا بقانون العزل السياسي أو قانون الـ 12 دقيقة وهي الفترة التي استغرقها تمرير القانون , بأن خبراء مجلس الأمة الدستوريين أكدوا دستوريته لكن هذا البعض لم يذكر كم قانونا أكد خبراء المجلس دستوريته ثم قامت المحكمة الدستورية بإلغاءه لعدم الدستورية .

 

وفي هذا الصدد هناك خطأ شائع يقع فيه البعض حين يقول أن الحكومة سترد أو لن ترد قانونا وافق عليه مجلس الأمة فالحكومة ليست المعني بهذا الإجراء لأن طلب إعادة النظر في القانون الذي وافق عليه مجلس الأمة ولم يوقعه رئيس الدولة ورد في الدستور في الفصل الثاني المتعلق بصلاحيات رئيس الدولة , فرئيس الدولة هو المعني بهذا الإجراء بصفته أب السلطات جميعا أما دور السلطة التنفيذية متمثلة في مجلس الوزراء فيكون فقط في القيام بإجراءات إصدار مرسوم طلب إعادة النظر .

 

المحامي الحميدي السبيعي كتب مقالة هي برأيي أفضل ما كتب عن أزمة قانون العزل السياسي

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=253164&cid=30#.V3D1qdJ94dU

وطرح فيها تساؤلات قانونية وقضائية وإجرائية تبين أن القانون يحمل مثالبا عديدة من حيث الإنحراف التشريعي ومن حيث الصياغة المرتبكة .

ومن أهم ما اثاره السبيعي في مسألة الصياغة المرتبكة النص الذي يؤدي إلى حرمان من يصدر عليه حكم نهائي عبر محكمة الاستئناف بالإساءة للذات الأميرية وللأنبياء وللذات الأميرية من التصويت والترشح في الانتخابات رغم أن قضيته قد تنتهي بالبراءة في محكمة التمييز .

 

المواطنون الذين يرفضون الإساءة للذات الإلهية وللأنبياء وللذات الأميرية لديهم تساؤلات عدة لم تجد إي إجابات إلى الآن طرحوها كي يتأكدوا أن القانون بالفعل يهدف إلى الدفاع عن الثوابت الدينية والأميرية ولم يكن مجرد قانون سياسي بحت يهدف لعزل خصوم مجلس الأمة الحالي ومن هذه التساؤلات :

 

- لماذا تم تقديم القانون بهذه الصورة السريعة جدا ؟ فالقانون كتب وقدم إلى لجنة الداخلية والدفاع فانتهت منه وعرض على جدول الأعمال بصفة الاستعجال بعد 48 ساعة من تقديمه , وتم التصويت عليه من دون نقاش بمداولتين وخلال 12 دقيقة فقط , فلماذا هذه السرعة فلم يكن هناك رأيا عاما ضاغطا , ولم يكن هناك حدث معين في البلد يستلزم ذلك كما في تبرير تشريع قانون البصمة الوراثية والذي أتى بعد أحداث تفجير مسجد الصادق وإن لم يكن مبررا هو الآخر حسب رأيي .

 

- لماذا لم يتم نقاش هذا القانون بصورة مفصلة ؟ ولماذا تمت بدلا من ذلك الموافقة على التصويت عليه مباشرة من دون نقاش رغم أنه كان قانونا مثيرا للجدل والنواب يعلمون أنه يتعلق بشخصيات سياسية محددة ؟ .

 

- لماذا قبل النواب المحافظين وخصوصا نواب التجمع السلفي والنواب السلفيين بألا يتضمن القانون منعا لمن يسيء للصحابة ولأمهات المؤمنين طالما كان الدافع الدفاع عن الثوابت الدينية ؟ ولماذا سارع هؤلاء النواب إلى تقديم هذا المقترح بعد التصويت على القانون بمداولتين وليس قبل ذلك ؟ وبعد أن تساءل المواطنين عن هذا التناقض المخل في وسائل التواصل ؟

 

- لماذا تم التصويت على القانون بمداولتين في الجلسة نفسها ولماذا لم ينتظر النواب المدة الدستورية ليتمكنوا من معرفة أصداء الرأي العام على هذا القانون كما يحصل في قوانين أخرى ؟

 

- لماذا يتم الترويج وبقوة بأن القانون سيتم تطبيقه بأثر رجعي رغم أن سمو الأمير لم يوقع القانون بعد وبالرغم بأن القانون لم يتضمن أي نص يفيد بتطبيقه بأثر رجعي ؟ هل هذا الترويج يحصل بشكل عفوي أم أنه يؤكد أن القانون بالفعل كان يستهدف خصوم مجلس الأمة الحالي ؟

 

هذه الأسئلة لا تصدر من خصوم مجلس الأمة الحالي فقط بل حتى من أكثر المؤيدين له فمن يجيب ؟ .

الآن : داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك