انتقامي هدفه إقصاء الخصوم السياسيين.. يتحدث مسفر النعيس عن قانون العزل
زاوية الكتابكتب يونيو 26, 2016, 11:47 م 559 مشاهدات 0
الراي
صوت القلم- عزل سياسي أم صراع كراسي؟
مسفر النعيس
انشغلت مواقع التواصل وكل من لديه ميول سياسي وطموح انتخابي، بقانون حكومي أقره مجلس الأمة قبل أيام، أطلق عليه البعض اسم قانون «العزل السياسي»، وهو يمنع المتهمين في قضايا «المساس بالذات الإلهية أو الأنبياء أو الذات الأميرية» من خوض الانتخابات العامة. الغريب في هذا القانون، الذي أقر بلمح البصر، أنه جعل المواطن البسيط والقارئ في حيرة نظراً للاختلاف الكبير في آراء الخبراء الدستوريين والمحامين والنشطاء السياسيين، فكانت الاتهامات أولاً بأنه أقر من أجل عدم ترشح النائب السابق الفلاني، وبعدها قيل ان ذاك النائب السابق قد يمنع بسبب قضية قديمة.
هذا القانون الذي حير الكثيرين، ربما يُرد في القادم من الأيام وربما يبطل من المحكمة الدستورية إن تقدّم أحد ببطلانه، فكل هذه توقعات قد تصيب وربما تخطئ. ولكن الواقع أنه أقر من مجلس الأمة، ومن يتضرر منه ربما قلة، ولعل هذا نتاج اندفاعهم وهم يدركون أن العقوبة لا مفر منها وربما أخذتهم العزة بالإثم ومنهم من يطلب شهرة أو يسعى لكرسي البرلمان ولكن لم يحصل على بلح الشام أو عنب اليمن.
عندما تنظر بعين المواطن، فإنك حتما ستؤيد القانون لأنه بكل بساطة أوقف كل من يحاول أن يصنع بطولات ويتعرض للمقام السامي لحضرة صاحب السمو، رأس الدولة، وهو قانون وطني بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أما عندما تنظر بعين السياسي صاحب الطموح والمتطلع للكرسي الأخضر، فإنك حتماً ستقول انه قانون انتقامي هدفه إقصاء الخصوم السياسيين وسلاح سيوجه لكل من يحاول أن يمشي عكس التوجه الحكومي. أما إذا نظرت بعين الطائفية والقبلية والتشدد الإسلامي، فإن قائمة مطالبك ستطول وتحليلاتك لا تنتهي وستتساءل، لماذا لم تضاف أمهات المؤمنين والصحابة والأولياء الصالحين والمشايخ والأسياد وازدراء اي طائفة.
أعتقد أنه قانون أحدث ضجة إعلامية وأخرج أشباه السياسيين من بياتهم العميق وأشغل البلد عن أمور أكثر أهمية، وجعلنا نرمي بالتهم جزافاً ونحلل في المسار الخاطئ ونتهم من دون دليل ونكتب ونغرد وننتقد. اذاً هو ليس قانون عزل كما أسموه، بل قانون خلط للأوراق السياسية وضرب من تحت الحزام، وحتما سيكون البقاء للأقوى، والذي يستطيع أن يقنع الشعب بعودته إلى كرسي البرلمان، فأرى أن كل مواطن يحترم نفسه ويقدر أميره ويحب وطنه لا يخشى من هذا القانون وأي قانون. ما أستغربه هو الخوف والرعب من هذا القانون الذي ربما تعقبه قوانين حكومية أخرى سيصادق عليها مجلسنا المهادن الطيب، قد لا تتوافق مع أهواء بعض السياسيين ولكنها ربما توقف العبث الذي يفعله بعض السياسيين الصغار، فالكويت أكبر من الجميع والشعب الكويتي لن ينتخب سوى من يحترمه.
***
في شهر رمضان المبارك، وفي جو لامست درجاته الخمسين، لا بد أن نوجه تحية وتقديرا وعرفانا لأشخاص يعملون بجد واجتهاد ويحرصون على حفظ الأمن والإنقاذ وتوفير الكهرباء والماء لكل من يعيش على أرض الكويت الغالية. شكراً لرجال الداخلية والإطفاء والكهرباء والطوارئ الطبية وكل من يعمل بإخلاص وتفان، جزاكم الله كل خير.
تعليقات