عن مجلس الأمة الحالي والحكومة- يكتب ناصر الحسيني

استغرب كثيراً وأنا استمع إلى صراخ وعويل نواب الأغلبية المبطلة، حين تم شطب الاستجوابات وسحب الجناسي واصدار قانون يحرم المسيئ للذات الالهية والذات الأميرية من الترشح.
السؤال: لماذا هذا الصراخ؟ ألستم أنتم من استخدم اسلوب الارهاب الفكري ضد كل من يريد الترشح؟ ألستم انتم من خونتم من يشارك بالتصويت؟ حتى ظهر لنا مجلس أمة بهذا الشكل؟ لماذا اليوم تبكون على انتاجية مجلس انتم من زرع بذرته؟
في بداية تشكيل الاغلبية، جلست مع بعضهم، وقلت لهم وصرخت، بأن المقاطعة جريمة، ونتائجها وخيمة،وبينت في أكثر من مقالة بأن المقاطعة خطأ، ولكن لم يستمعوا الى نصائحنا، والنتيجة هذا الوضع الذي نعيشه الآن.
نعم.. ذكرتها سابقاً وبشكل متكرر وأكررها اليوم، وهي ما أضاع الأغلبية وأوصلنا الى التسلط الحكومي وظهور مجلس أمة بهذا الشكل، إلا أحمد السعدون وكل من طالب معه مقاطعة الانتخابات، ورغم هذا الخطأ الفادح الذي وقع فيه، وهو الحث على المقاطعة، الا أن البعض يصفه بالمخضرم؟
مع الأسف ان البعض لم يتمكن من قراءة شخصية احمد السعدون جيدا، فالسعدون ممتاز في المعلومات الأرشفة فقط، أما التخطيط المستقبلي، والتكتيك السياسي، فلا يجيده، والدليل لم يستفد من مقاطعة شيعة البحرين للانتخابات وسنة العراق، ولم يدرس جيدا نتائج المقاطعة للانتخابات.
ولكن نحن سنقول للسعدون والمنادين بالمقاطعة،نتاج مقاطعتهم، وهو.. سحب جناسي وحبس الشباب وشطب استجوابات واصدار قرار حرمان المسيئ للذات الإلهية والذات الأميرية من الترشح، وايضا هناك قانون بشأن الدوائر الانتخابية سيصدر قريبا، كل ذلك بسبب مقاطعتكم، فلو كان هناك صوت معارض نيابي بالمجلس ويستطيع أن يحرك الشارع، لما أخذت الحكومة تسرح وتمرح، ولما استطاع النواب تفصيل قانون انتخابي جديد يحرم المعارضة من الترشح، لذلك نقول للعم أحمد السعدون ومن معه، لا تتباكوا على الوضع العام، بل لوموا انفسكم، لأنكم تركتم الساحة لهم، واخذوا يفصلون على مزاجهم، لذلك «طبخن طبخته.... اكليه».
فالعم السعدون، لا يشارك في وقفات احتجاجية، وكلامه مبهم،وينادي بالمقاطعة، وجالس في ديوانه ويتحلطم، أمر غريب، ياعم خوض الانتخابات، وصحح المسار، ولكن انت لا تريد المشاركة، ولّا تبي الناس تشارك للتصحيح، وجالس بديوانك وتتحلطم.
لذلك أي قرار يصدر من المجلس والحكومة من قوانين ضد الحريات وغيرها، أو اجراءات ضد المواطن.. يتحمل مسؤوليتها أحمد السعدون وكل من حث على المقاطعة.