ما علاقة المواطن العادي وغير السياسيين بهذا التعديل السياسي البحت؟.. يوسف الزنكوي منتقدا تعديلات قانون الإنتخاب
زاوية الكتابكتب يونيو 26, 2016, 12:16 ص 601 مشاهدات 0
السياسة
بقايا خيال- العرض الأول للبرلمانيين الإقصائيين
يوسف الزنكوي
في مناسبات سابقة وعلى مدى أربعة عقود من الكتابة اليومية، ذكرت كيف تنفجر إبدعات الغرب في إيصال الرسائل الاجتماعية أو السياسية من خلال اقتحام مسائل غاية في الخصوصية مثل الله سبحانه وتعالى أو الأنبياء عليهم السلام، وذلك لتأكيد أن ثقافة الغرب غير متشنجة في المسائل المتعلقة بالدين والسياسة. الممثل الأميركي الراحل جورج بيرنز عاش أكثر من مئة عام (20 يناير 1896 حتى 9 مارس 1996)، اشتهر بتدخينه السيكار حتى آخر أيامه، حتى أن أحد الصحافيين قال متسائلا «إنها أطول منه، كيف يقدر على حملها»، كناية عن قصر قامته. وقد سئل ذات مرة عما إذا كان يراجع طبيبه للتأكد من أنه لم يصب بأي ضرر من كثرة تدخينه للسيار، فقال إن طبيبه توفي منذ زمن بعيد.
جورج بيرنز كان عمره 88 سنة عندما قام بدور الله، والعياذ بالله، في فيلم «يا إلهي» (Oh God) في العام 1977، وهو فيلم كوميدي تدور قصته حول مدير «سوبر ماركت» متواضع اختاره الله أو جورج بيرنز نشر رسالته على الناس بالرغم من شكوك السلطات الدينية في هذا المدير بالإضافة إلى شكوك وسائل الإعلام. هذا الفيلم لم يلق أي اعتراض في المجتمع الأميركي بل رشح لنيل جائزة الأوسكار. هذا عند الغرب، أما عند المسلمين، فكلنا يعرف حكاية الصحابي الجليل عمار ابن ياسر رضي الله عنه، عندما عذب وجلد حتى أجبره الكافرون على سب وشتم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله، حينها لم يتردد الرسول الكريم من أن يقول له: وإن عادوا فعد.
كان لابد من هذه المقدمة للتأكيد على حقيقة أن لا أحد يستطيع أن يزايد على مقدار محبة كاتب هذه السطور لأميره رمز بلاده وعزته حفظه الله ورعاه، وفي نفس الوقت لا أحد يقدر أن يزايد على صاحب السمو الأمير نفسه في محبته لعياله، وهذه بالذات نستشعرها في كثير من المناسبات والظروف. ولهذا أقول إنه ليس هناك ما يدعو البعض من المشرعين أن يحاولوا أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك. ولا أعتقد أن صاحب السمو أمير الإنسانية وحامي هذا الدستور نفسه يرضى بإصابة الدستور أو عياله بأي ضرر.
وإذا كنا جميعا لا نرضى بأن يخطىء أي إنسان في حق أميرنا ورمزنا مهما كانت الظروف والأسباب، وإذا كنا أيضا لا نرضى أن يسيء أي إنسان إلى الله وإلى الرسول مهما كانت مكانة المسيء، فإن التعبير عن هذا الرفض بأي حال من الأحوال لا يكون بتعديل قانون الانتخاب، حتى لا يكون مدخلا قد يدفع البعض لاحقا إلى ارتكاب المزيد من جرائم الإقصاء وصولا لا سمح الله إلى العبث بالدستور. وإذا كان هناك من أساء إلى الذات الإلهية أو الرسول الكريم أو أخطأ في حق سموه حفظه الله ورعاه، ونال العقوبة المقررة في القانون، فما علاقة المواطن العادي وغير السياسيين بهذا التعديل السياسي البحت؟. وإذا كان من بين السياسيين المخطئين من اعتذر عما ارتكبه من إساءة، ومنهم من نال جزاءه بعقوبة قانونية، ومنهم من ينتظر الفرصة المناسبة لطلب الغفران الشعبي، فما القصد من هذه المبالغة في تشريع المزيد من العقوبات والمبالغة بالفجور في الخصومة السياسية لدرجة «الشرك» بالدستور، هذا إذا لم يكن تعديل قانون الانتخاب محاولة إقصاء فاضحة لمن يعتقد مسبقا أنه سينجح شعبيا في الانتخابات المقبلة؟
@@@ @@@ @@@ @@@ @@@
وطني وأدت بك الشباب وكل ما ملكت يميني
وطني وما ساءت بغير بنيك يا وطني ظنوني
آه من لي بالخدين أنا لم أجد فيهم خدينا
وهناك من هم معشر أف لهم كم ضايقوني
هذا رماني بالشذوذ وذا رماني بالجنون
وهناك منهم من رماني بالخلاعة والمجون
وتطاول المتعصبون وما كفرت وكفروني
وأنا الأبي النفس ذو الوجدان والشرف المصون
الله يشهد لي وما أنا بالذليل المستكين
لا در درهم فلو حزت النضار لألهوني
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
فعرفت ذنبي، إن كبشي ليس بالكبش السمين
يا قوم كفوا، دينكم لكم، ولي يا قوم ديني
من قصيدة للشاعر: فهد العسكر
السياسة
بقايا خيال- العرض الأول للبرلمانيين الإقصائيين
يوسف الزنكوي
في مناسبات سابقة وعلى مدى أربعة عقود من الكتابة اليومية، ذكرت كيف تنفجر إبدعات الغرب في إيصال الرسائل الاجتماعية أو السياسية من خلال اقتحام مسائل غاية في الخصوصية مثل الله سبحانه وتعالى أو الأنبياء عليهم السلام، وذلك لتأكيد أن ثقافة الغرب غير متشنجة في المسائل المتعلقة بالدين والسياسة. الممثل الأميركي الراحل جورج بيرنز عاش أكثر من مئة عام (20 يناير 1896 حتى 9 مارس 1996)، اشتهر بتدخينه السيكار حتى آخر أيامه، حتى أن أحد الصحافيين قال متسائلا «إنها أطول منه، كيف يقدر على حملها»، كناية عن قصر قامته. وقد سئل ذات مرة عما إذا كان يراجع طبيبه للتأكد من أنه لم يصب بأي ضرر من كثرة تدخينه للسيار، فقال إن طبيبه توفي منذ زمن بعيد.
جورج بيرنز كان عمره 88 سنة عندما قام بدور الله، والعياذ بالله، في فيلم «يا إلهي» (Oh God) في العام 1977، وهو فيلم كوميدي تدور قصته حول مدير «سوبر ماركت» متواضع اختاره الله أو جورج بيرنز نشر رسالته على الناس بالرغم من شكوك السلطات الدينية في هذا المدير بالإضافة إلى شكوك وسائل الإعلام. هذا الفيلم لم يلق أي اعتراض في المجتمع الأميركي بل رشح لنيل جائزة الأوسكار. هذا عند الغرب، أما عند المسلمين، فكلنا يعرف حكاية الصحابي الجليل عمار ابن ياسر رضي الله عنه، عندما عذب وجلد حتى أجبره الكافرون على سب وشتم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله، حينها لم يتردد الرسول الكريم من أن يقول له: وإن عادوا فعد.
كان لابد من هذه المقدمة للتأكيد على حقيقة أن لا أحد يستطيع أن يزايد على مقدار محبة كاتب هذه السطور لأميره رمز بلاده وعزته حفظه الله ورعاه، وفي نفس الوقت لا أحد يقدر أن يزايد على صاحب السمو الأمير نفسه في محبته لعياله، وهذه بالذات نستشعرها في كثير من المناسبات والظروف. ولهذا أقول إنه ليس هناك ما يدعو البعض من المشرعين أن يحاولوا أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك. ولا أعتقد أن صاحب السمو أمير الإنسانية وحامي هذا الدستور نفسه يرضى بإصابة الدستور أو عياله بأي ضرر.
وإذا كنا جميعا لا نرضى بأن يخطىء أي إنسان في حق أميرنا ورمزنا مهما كانت الظروف والأسباب، وإذا كنا أيضا لا نرضى أن يسيء أي إنسان إلى الله وإلى الرسول مهما كانت مكانة المسيء، فإن التعبير عن هذا الرفض بأي حال من الأحوال لا يكون بتعديل قانون الانتخاب، حتى لا يكون مدخلا قد يدفع البعض لاحقا إلى ارتكاب المزيد من جرائم الإقصاء وصولا لا سمح الله إلى العبث بالدستور. وإذا كان هناك من أساء إلى الذات الإلهية أو الرسول الكريم أو أخطأ في حق سموه حفظه الله ورعاه، ونال العقوبة المقررة في القانون، فما علاقة المواطن العادي وغير السياسيين بهذا التعديل السياسي البحت؟. وإذا كان من بين السياسيين المخطئين من اعتذر عما ارتكبه من إساءة، ومنهم من نال جزاءه بعقوبة قانونية، ومنهم من ينتظر الفرصة المناسبة لطلب الغفران الشعبي، فما القصد من هذه المبالغة في تشريع المزيد من العقوبات والمبالغة بالفجور في الخصومة السياسية لدرجة «الشرك» بالدستور، هذا إذا لم يكن تعديل قانون الانتخاب محاولة إقصاء فاضحة لمن يعتقد مسبقا أنه سينجح شعبيا في الانتخابات المقبلة؟
@@@ @@@ @@@ @@@ @@@
وطني وأدت بك الشباب وكل ما ملكت يميني
وطني وما ساءت بغير بنيك يا وطني ظنوني
آه من لي بالخدين أنا لم أجد فيهم خدينا
وهناك من هم معشر أف لهم كم ضايقوني
هذا رماني بالشذوذ وذا رماني بالجنون
وهناك منهم من رماني بالخلاعة والمجون
وتطاول المتعصبون وما كفرت وكفروني
وأنا الأبي النفس ذو الوجدان والشرف المصون
الله يشهد لي وما أنا بالذليل المستكين
لا در درهم فلو حزت النضار لألهوني
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
فعرفت ذنبي، إن كبشي ليس بالكبش السمين
يا قوم كفوا، دينكم لكم، ولي يا قوم ديني
من قصيدة للشاعر: فهد العسكر
تعليقات