نحن لسنا متخلفين عن الغرب لكن متخلفون عن الإسلام.. هكذا يرى حمود الحطاب

السياسة

شفافيات- هل هو حرامي؟

د. حمود الحطاب

كتب أحد الإخوة السودانيين مقالة قال فيها: هل أنا حرامي ؟يسأل نفسه مما ألم به، وذكر بعض الحكايات التي جعلته يطرح هذا السؤال وإليكم ما كتب: كان عندي امتحانات للطب في إيرلندا وكانت رسوم الامتحان 309 جنيهات ولم يكن لدي فكة فدفعت 310 ؛ المهم إني امتحنت وانتهيت من الامتحانات ومضت الأيّام ورجعت السودان وإذا برسالة تصلني من إيرلندا جاء فيها (أنت اخطأت عند دفع رسوم الامتحانات..حيث أنّ الرسوم كانت 309 وأنت دفعت 310 وهذا شيك بقيمة واحد جنيه ونحن لا نأخذ أكثر من حقنا) مع العلم أنّ قيمة الظرف والطابع البريدي تصل أكثر من هذا الجنيه. وأما الموقف الثاني الذي حدث معه فيحكيه كما يلي: يقول: وأنا أتردّد مابين الكلية والسكن كنت أمر على بقالة تبيع فيها امرأة وكنت أشتري منها كاكاو بسعر 18 بينس وأمضي. وفي مرة من المرات رأيتها قد وضعت رفّاً آخر لنفس نوع الكاكاو مكتوباً عليه السعر 20بينسا. فاستغربت وسألتها : هل هناك فرق بين الصنفين قالت : لا نفس النوع ونفس الجودة فقلت إذاً ما القصة لماذا سعر الكاكاو بالرف الأوّل 18 وفي الرف الآخر بسعر 20؟ قالت: حدث في نيجيريا التي تصدر لنا الكاكاو مشكلات فارتفع سعر الكاكاو وهذا من الدفعة الجديدة نبيعها ب 20 والقديم ب 18، فقلت لها إذاً لن يشتري منك أحد غير أبو 18 حتى نفاد الكمية وبعدها سيأخذون من أبو 20.! قالت : نعم أدري.. قلت لها : إذاً اخلطيهم ببعض وبيعيهم بنفس السعر الجديد 20 ولن يستطع أحد التمييز بينهم..» والله عيب هذا الرأي طبعا الذي قاله صاحب القصة هذه» فهمست في أذني وقالت : هل أنت حرامي؟ استغربت لما قالته ،ومضيت عنها وما زال السؤال يتردد في أذني هل أنا حرامي؟ أي أخلاق هذه؟ ثم يستشهد صاحب القصة بمقولة للشيخ ديدات المعروف قال أحمد ديدات رحمه الله: نحن لسنا متخلفين عن الغرب لكن متخلفون عن الإسلام وماتخلفنا عن العالم إلّا بعد تفريطنا في ديننا. وأقول معلقا على هذه الأحاسيس التي افاقتها عنده بياعة في بقالة وعلمته درسا في الأخلاق: الاعتراف بالحق مو بس فضيلة.. فضيلة ونورية وبدرية وفوزية إلى اللقاء.