رئيس أميركا.. وآمال العرب...يكتب د.أحمد عبد الملك

زاوية الكتاب

كتب 481 مشاهدات 0


مع كل انتخابات أميركية جديدة تنشط وسائل الإعلام العربية في تقديم تحليلاتها ورؤاها حول توجهات الرئيس الجديد، وتضع أمامه أجندة عربية، ولكأن القضايا العربية على رأس أولويات الرئيس الأميركي الجديد!

وبالمقابل، يعتقد كثير من العرب أن الوجود العربي في الولايات المتحدة يمكن أن يؤثر على توجهات الرئيس الجديد، أو «حظوة» القضايا العربية في قلبه، وهذا أيضاً يدخل في ضمن «التخرُصات» والأماني الإعلامية؛ فالعرب المُتجنسون في الولايات المتحدة هم مواطنون أميركيون، ويحملون الهموم ذاتها لدى أي أميركي آخر، مثل: خفض الضرائب، ومعالجة التضحم، وتحسين مستوى الخدمات العامة.. وليس كما يعتقد كثير من العرب من أن هؤلاء يملكون الآليات الكافية للضغط على الرئيس الجديد كي يوجّه بوصلته تجاه قضايا الأمة العربية! والحقيقة أنه بعد الجيل الثاني أو الثالث قد لا تجد حضوراً لتلك القضايا في أذهان هؤلاء العرب الذين اندمجوا كلياً في المجتمع الأميركي.

والذين يراهنون على أي رئيس أميركي جديد، ويرونه «المُخلّص» من عذابات واقع العالم العربي، قد يستحضرون ماذا فعل الإعلام العربي مع مجيء أوباما إلى سدَّة الحكم! فمنهم من تغنى بأصله الأفريقي، وسحنته السوداء، ومنهم من قال إن اسمه «مبارك» وإنه الورقة الرابحة لدى العرب في كثير من مظلومياتهم.

مضت ثماني سنوات، لم تكن بينها سنة واحدة سمينة، ولم يكن فيها أوباما متميزاً، ولا حازماً ولا «مُخلِّصاً» كما اعتقد كثيرون! ولم يُحقق أياً من الأماني التي رسمها العرب إعلامياً حوله لأنفسهم. كان بيد أوباما إنهاء المأساة السورية قبل عام، عندما كانت البوارج الأميركية قبالة السواحل السورية، لكنه لم يفعل! وكان بإمكانه أن يحقق ولو جزءاً من الديموقراطية «النموذج» في العراق، لكنه زاد من تشظي المجتمع العراقي، مما سمح بدخول «داعش» كلاعب رئيس في العراق. كان بإمكان أوباما أن يُحيّد إيران عن حرب سوريا واليمن وعن مساعدة المليشيات الإرهابية هناك، لكنه ترك الرياح تعبث بالنيران الملتهبة في المنطقة. وبالطبع، لم تحقق إدارة أوباما أي تقدم في القضية الفلسطينية.

الآن يستبشر كثير من العرب بفوز المُرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي ستكون أول أميركية تحظى بترشيح أحد الحزبين الرئيسين في تاريخ الولايات المتحدة. ومعلوم أن أكثر من 20 حاكماً و45 سيناتوراً و193 نائباً.. من أعضاء الحزب الديمقراطي يقفون وراء هيلاري، علاوة على الرئيس أوباما، ونائبه جو بايدين، وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، والرئيس الأسبق جيمي كارتر.

وبالطبع، فقد تحدث مفاجآت، لأن المُرشح الجمهوري المنافس دونالد ترامب بدأ يستغل كراهية فئات من المجتمع الأميركي للمسلمين والعرب في حملته الانتخابية، وقد صرّح بأنه لا يريد دخول المسلمين للولايات المتحدة، رغم أنه «يجني الملايين من مشاريعه في دول إسلامية»، وهي ازدواجية فاضحة، كما أوضح موقع «روسيا اليوم».

كما وصفت صحفية «ديلي بيسيت» المُرشح ترامب بأنه «ذوالوجهين» في تعامله مع المسلمين: «ترامب يُحبُّ فقط أثرياء المسلمين»، وكشفت عن شراكة عملاقه بينه وبين بعض الشركات العربية.

وقد كشّر ترامب عن أنيابه حين اتهم هيلاري بأنها «تواطأت» في خيانات زوجها، وأضاف: «إنها متزوجة من رجل كان أسوأ معتدٍ على النساء في تاريخ السياسة، وقد ساهم في معاناة نساء كثيرات».

بدورها، اتهمت هيلاري منافسَها ترامب بأنه «مثل مدفع طائش، والمدافع الطائشة عادة ما تُخطئ أهدافها».

ما يهمُّنا كعرب في الأمر، يختلف عما يهم المواطنين الأميركيين. سيصل أحد المرشحَيْن إلى البيت الأبيض، وربما يقضي ثماني سنوات في المكتب البيضاوي، حيث ستبيَّضُّ أعين العرب من الانتظار، فلا يعتقد أيٌ منا بأن حقوق الشعب الفلسطيني سوف تُرد، ولا أن مآسي سوريا والعراق واليمن سوف تنتهي بيدي أي رئيس أميركي، حتى ولو كانت سيدة.

ويجب ألا يصفق إعلامنا كثيراً لنجاح أي من المُرشحين، فرئيس الولايات المتحدة لديه الكثير من الهموم التي تتجاوز كل مشاكل الشرق الأوسط، وليس لديه العصا السحرية لحل تلك المشكلات بضغطة زر!

الآن -الاتحاد الاماراتية

تعليقات

اكتب تعليقك