شيوخ الحكم معركتهم في ملعب الرياضة

زاوية الكتاب

د.علي الطراح يتناول تعليقه على مقال عميق بصحيفة أمريكية

كتب 3456 مشاهدات 0


خص استاذ علم الاجتماع ومستشار رئيس اليونسكو للشؤون العربية الدكتور علي الطراح بمقال تناول فيه تعليقه على مقال ورد في صحيفة امريكية تناول الشأن المحلي في الكويت، وفي ما يلي نص المقال: 

 
 
كتبت صحيفة وورد بوست الامريكية مقال حول صراع الرياضة والسياسة في الكويت . الكاتب  جيمس دورسي خط مقاله بعنوان ' شيوخ الحكم معركتهم في ملعب الرياضة' وتعرض الكاتب الى تفاصيل دقيقة لطبيعة الصراع الذي يقوده جناح احمد الفهد واخوته ومناصريه  مع سمو الرئيس السابق الشيخ ناصر المحمد ، ويستعرض الكاتب قصة الشريط المسجل الذي شغل الشارع الكويتي والذي انتهى باعتذار احمد الفهد عن ما بدر منه من اتهامات الا ان الاعتذار لم يغلق باب المناوشات السياسية حيث تستمر المواجهات السياسية في الداخل الكويتي . التفاصيل التي كتبها الكاتب تؤكد عمق معرفتة بالشان المحلي ، وفي كل الاحوال ما جاء في المقال مؤشر لا يعكس حالة وئام البيت الكويتي. ويبدو ان الكاتب على اطلاع بين على تفاصيل التفاصيل في طبيعة صراع الرياضة والسياسة  الذي دفع بعض من دول الخليج التدخل لاجل التوسط للوصول لصيغة مرضية تعيد الهدوء بين افراد الاسرة الحاكمة .
 
ربما تكون بعض من الاخطاء من هذا الجانب او من ذاك، تطورت ووصلت الى حالة عدائية تهدف للاطاحة باطراف الصراع، وهذا ما يدعو سواء دول الخليج او اهل العقل في الكويت من التدخل لوضع الحد الفاصل لمثل هذه القضايا التي ما كان يجب ان ينظر بها القضاء ، لكي لا ننقل عدوى الصراع الى قصر العدل وندخل في نفق تسييس القضاء الذي يمثل منارة عبر التاريخ وميزة تفتخر بها الكويت.  الا ان الوضع الكويتي، ولسنوات تطور بطرق غير صحية ، حيث الاختلاف بين افراد الاسرة انتقل الى الشارع ومن ثم انقسم الشارع بين مؤيد لهذا الجناح او ذاك ، في الوقت الذي كان يفترض بعقلاء وكبار الاسرة ان تكون لهم كلمة فاصلة حفاظا على وقار الحكم الذي يعتز به كل اهل الكويت.
 
نرى ان الامر قد يتطور الى صيغ غير عقلانية في حل التباين في وجهات النظر، خصوصا اذا ما استمر احجام العقلاء عن توجيه النصح ، ومن ثم نرى ان المضي بمسار الخلافات قد يتعدى مفهومه البسيط ، ويتحول الى رغبة لهزيمة هذا الطرف او ذاك ايا كانت كلفته . فالجميع هم ابناء الاسرة الحاكمة وفيهم من هو يسير في طريق الحكم وفق المعادلة الكويتية لذا كان من الجميل ان ننظر بعقل وندرس التداعيات قبل ان نخطو اي خطوة تتسم بالتصعيد.  وبكل تأكيد هناك اطراف مستفيدة من التحريض وتجد فرصتها في تحقيق الهزيمة او التهميش او التشويه لاغراض سياسية الا انه بنهاية المطاف تعد المعالجة ناقصة لان من يدفع في اي اتجاه لا يضع اعتبار للمصلحة المشتركة ولا للوطن وللارض وللحكم الذي توافق عليه كل اهل الكويت.
 
كنا نتمنى من القوى الحريصة ان تنتفض وترفع عنها غبار المصالح الخاصة وتنظر الى المصالح طويلة الامد التي تخدم الكويت . واما خلافات وتعدد وجهات النظر في بيوت الحكم الخليجية كثير ما يحدث ،الا انها تحل ضمن اطرها الخاصة حفاظا على هيبة اسر الحكم. فهي اسر تمثل صمام امن وامان لمجتمعاتنا ، وتخلخل بيت الحكم يضعف الدولة ويغري الراغبين ويفتح شهياتهم لمزيد من التمزيق الداخلي
 
فهي دعوة للعودة للرشد في حل النزاعات ونتمنى على رجال وسيدات الاسرة الحاكمة العمل معا لسد ثغرات ما كان يجب ان تحدث لو كان العمل جماعيا .فالاسرة الحاكمة نفتخر بها وسمو الشيخ ناصر المحمد له مكانته ، ومثله الشيخ احمد الفهد واخوته لهم مكانتهم ، وحتى الطرف الثالث الذي يشق طريقة ليبعد المنافسين هو كذلك يقترب من خط النار ، فكل مسارات الضرب تحت الحزام لا منتصر فيها والجميع يخسر وكما يقولون المحمل يطبع بمن فيه.
 
د.علي الطراح
كتب: د.علي الطراح

تعليقات

اكتب تعليقك