الوزراء بارعون بالمراوغة والتمرير وإضاعة الوقت.. سالم السبيعي منتقدا الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 434 مشاهدات 0

سالم السبيعي

الأنباء

لمن يهمه الأمر- الحكومة تلعب مع مجلس الأمة.. والشعب يصفق

سالم السبيعي

 

شاهدنا الأسبوع الماضي مباراة بين الوزراء ونواب الأمة، وكان لعبا شفافا شاهد الشعب كيف يتفنن نواب الشعب باللعب، وكيف أضاعوا فرصا كثيرة، وبالمقابل تشاهد براعة الوزراء بالمراوغة والتمرير، وإضاعة الوقت، وقد لاحظت الجماهير أن فريق الحكومة لا يسمح لأي نائب بتسجيل أهداف في مرماه إلا برغبتها أو من تجد مصلحتها عنده، لذلك خرج فريق النواب فائزا ولكن بطعم الهزيمة وخرج فريق الحكومة مهزوما ولكن بطعم الفوز، وهذا يذكرني بلعبة «الدامة» حين تقول لخصمك: «خذ..كل» فيأكل، ثم تكرر له نفس اللعبة «خذ..كل» فيأكل مسرورا معتقدا أنه سيفوز، وفي النهاية يجد نفسه خاسرا مهزوما لأن خصمه ذئب «والذيب ما يهرول عبث».

نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يشاهد الوزراء يلعبون مع نواب الشعب، وهو مسرور حيث تلعب السلطتان التنفيذية والتشريعية، وكل فريق منهما يلعب بخطة وأسلوب يختلفان عن الآخر لكنهما يشكلان استعراضا نادرا لا مثيل له في الدنيا، لذلك ترى اللعب متناغما وجميلا يدل على ذكاء مدربيهما الوطنيين، وقد ساد اللعب روح النخوة والفزعة والإيثار، لكن المنافسة بين اللاعبين قوية جدا، فكل واحد منهما يريد أن يظفر بأكبر عدد من الأهداف، حيث ظهرت بعض الأنانية وحب الذات، ولولا يقظة الحكم لحصل ما لا تحمد عقباه، الأجمل والذي نعتز به أن السلطة الأخرى لم تشارك لأنها لا تحب اللعب بل تحب الجد والعمل والنزاهة.

الأغرب أن الجماهير تشاهد اللعب وهي مستمتعة وفاتحة فاها، وعيونها شاخصة ويداها محمرة من التصفيق والتشجيع، وحناجرها تهتف هتاف «فهيدان» فهد عبدالكريم، يرحمه الله «يا ليلي يا عيني يا كويت» وهذه الجماهير لا تدرك ومحتارة... تشجع من؟ النائب أم الوزير وأخيرا اهتدت الى تشجيع الحكم خصوصا عندما يحتسب ضربة جزاء، أو عندما يرفع الكرت الأصفر أو الأحمر، أما المعلق الرياضي فاحتار أكثر بين معالي الوزير... وسعادة النائب... وطويل العمر الشيخ.. لذلك تسمع فقط شوته حلوة.. تمريرة ممتازة.. مراوغة عجيبه لأن (النقد ممنوع والعتب مرفوع).

طبعا الوزراء والنواب يلعبون ويأخذون الكأس.. والجماهير صايمة وفي النهاية يفطرون على تمره حامدين الله وشاكرينه مرددين قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».

(الحمد لله الذي أطعمنا من جوع وآمنا من خوف).

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك