ما يحدث يذكرنا بحقبة حل مجلس 1975.. محمد المطني منتقدا ما أسماه حُمّى التشريعات

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- حُمّى التشريع

محمد المطني

 

انتصف شهر الخير وما زالت حمى التشريع ملتهبة وفي أوج نشاطها فها هي تصدر القوانين في سباق تتابع لا نستطيع حصر قتلانا به، فالتشريع يتلوه تشريع آخر حتى ضعنا ولم نعد نستطيع التركيز مع عجلتهم التي فقدت الكوابح ولم تعد تشاهد إلى خط النهاية الذي نسأل الرحمن الوصول له بسلامة. حصر التشريعات والقوانين التي تم اصدارها في هذه الفترة القياسية وكمية العقوبات المهيبة التي تم تمريرها في كل هذه القوانين أمر تجب دراسته من باحثي القانون والعلوم السياسية وطلبة الدراسات العليا في الحقوق على وجه الخصوص، فما حدث وما سيحدث وفق الأخبار أمر غريب يذكرنا بحقبة حل مجلس 1975 وما تلاها من تشريعات مازلنا نعاني منها إلى يومنا هذا .

الفارق بين ما حدث آنذاك وما يحدث اليوم هو وجود آلة تعلن انتماءها للشعب وعلى استعداد لانتاج أي ارادة حكومية وأي مشروع تريده السلطة التنفيذية وتحويله إلى تشريع رسمي شاهدنا نماذج منه في العديد من القوانين التي تم سلقها رغم أهميتها وخصوصيتها في مدد قصيرة ودون شوشرة ولا حتى مشاركة مجتمعية ترشد وتهذب هذه القوانين.

التوجه إلى الرياضة بمشرط التشريع حاليا هو أخطر ما يمكن فعله فالنشاط الرياضي تم ايقافه بسبب وجود هذه القوانين والاستمرار بالدفع نحو المواجهة يعني انتقالنا إلى خطوة الغاء النشاط دوليا وشطب الكويت فهل هذا ما يسعى له رجال السياسة والتشريع؟  التعامل مع قضية الرياضة يجب أن يتم بمنطق السياسي لا بمنطق الثأر واستخدام الادوات المتاحة لا بمبدأ الرد بالمثل.

الرياضة تحتاج حاليا إلى هدوء وتكتيك سياسي بدايته في التراجع خطوة إلى الخلف بعد فشل المواجهة، وبدل التقدم والاصرار على مواجهة يخسر فيها شبابنا فقط علينا  التحرك لترتيب الوضع الرياضي الداخلي من منشآت ودعم قصرت به الدولة تجاه هذا الجانب المهم الذي يعنى بالشباب.

التصريحات والتهديدات واخذ الأمر على انه عداوة ومواجهة بين مجموعتين هو من أفسد وعمق الجرح، وحل الأزمة بوضوح ودون خجل لن يكون إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات مع المنظمات الدولية وتقديم التنازلات بمسؤولية وقبول النتائج بشجاعة وتحمل مسؤولية التهاون في تنفيذ القوانين في الفترة السابقة والقبول بوضع مشوه للاتحادات الرياضية المحلية بالمخالفة للقوانين بل ودعمها إلى أن وصلنا لهذه المرحلة المذلة ، اللهم بلغت اللهم فاشهد . تفاءلوا

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك