اوروبا مقبلة وبشكل كبير على تركيا.. حمود الحطاب يشكك في إدعاءات روسيا
زاوية الكتابكتب يونيو 14, 2016, 12:25 ص 510 مشاهدات 0
السياسة
شفافيات- الغرب لا يعطي تركيا العين الحمراء يا روسيا
د. حمود الحطاب
كذب المحللون السياسيون الروس, عندما زعموا أن الغرب قد بدأ يضج من سياسة اردوغان الصلبة, وأنهم بدأوا يعطون تركيا العين الحمراء متذكرين قول رئيس وزراء بريطانيا كامرون حين قال مازحاً إن تركيا ستنضم للاتحاد الأوروبي سنة3000. والجدير بالذكر أن رئيس وزراء بريطانيا السيد كامرون رجل يتصف بكثرة التعليقات الساخرة. ولا تعني سخريته أحيانا سوى التحفيز أو المداعبة, ففي أول تنصيبة رئيسا للوزراء قام إلى المنصة ليلقي خطابا وكان عليه أن يعتلي خشبة المنصة, لكنه سخر من هذا الموقف لأنه يمتاز بطول القامة فقال لاحاجة لي بصعود هذه الخشبة فأنا لست «سراكوزي» يسخر من قصر قامة الرئيس الفرنسي سراكوزي آنذاك.
إن الحقيقة التي تسبب المغص الحاد والنزلات المعوية لروسيا القيصرية, روسيا «بوتين» الضائعة المتخبطة, هي أن اوروبا جادة ومقبلة وبشكل كبير على الجمهورية التركية وبشكل شمولي، سياسيا وعسكريا واقتصاديا, وهي لا تنظر في مصالحها من خلال نظام الحكم في تركيا, فهذا شأن تركي, والسيد الطيب رجب اردوغان الرئيس التركي يتعامل بايجابية مناسبة مع دول العالم ودول الغرب، وقد حققت سياسته انفتاحات كثيرة على دول العالم, وحتى مع روسيا المتعجرفة والتي حاولت إهانة تركيا قبل شهور, حين اخترقت احدى طائراتها الحنطورية الأجواء التركية وقد لقيت روسيا بهذا الاختبار البلوني للكرامة التركية صفعة مؤلمة ومحرجة, حين تم توجيه انذارات عدة لتلك الطائرة ثم تم قصفها جواً من قبل الطائرات التركية ما ادى إلى نتف ريشها في الجو واسقاطها أرضا. وقد قامت روسيا بعدها بمحاولات متخبطة للإضرار بتركيا فقاطعتها اقتصاديا لكن تجارها ما لبثوا أن ركعوا أمام حاجتهم لقطع غيار السيارات التركية التي باعتها تركيا لروسيا. كما وارتفعت أسعار المواد الغذائية والخضار في روسيا لتصل حبة الطماطم الواحدة إلى مبالغ قياسية في الارتفاع.
روسيا ومحللوها السياسيون يحاولون عن طريق الإيحاء احداث في وقيعة وتركيا لكي ينتقموا من تركيا ولكي يلعبوا لعبة إضعاف حلف شمال الأطلسي والذي تمثل فيه تركيا قوة ستراتيجية ضاربة لا غنى عن الغرب عنها في ظل سياسة اردوغان أو كل من يقود تركيا من حزب التنمية والعدالة؛ فلامشكلة عند الغرب بقيادة هذا الحزب المتطور والواعي لبلاد تركيا.
وقد حاول المراوغون الروس, أعني المحللين السياسيين الروس أن يضفوا على السيد داوود أوغلو رئيس وزراء تركيا المستقيل أنه هالة الأمل الغربية في سياسة وصفها اولئك المدلسون بالاعتدال. وما السيد داود اوغلو الا ورقة من أوراق عمل الحزب تأتمر بسياسته.
روسيا تريد دورا في السياسة العالمية لكن حيلها قاصرة بقيادة المصارع بوتين.
إلى اللقاء.
تعليقات