تحسين أداء إدارة مؤسساتنا تبدأ من اختيار نواب أكفاء.. هكذا يرى تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 397 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف- ايفيه... «الوسادة الذهبية»!

د. تركي العازمي

 

نشر في «الراي»، يوم الأحد الماضي، كاريكاتور بن غيث، لنائب يحمل «جائزة الوسادة الذهبية» لأكثر النواب نوماً، مع عبارة «أتمنى أكون عند حسن ظنكم».

شر البلية ما يضحك... وهذا هو واقعنا المرير ومن نتاج مخرجاتنا، وقد صور لنا نوعاً من مادة الإيفيهات السياسية الاجتماعية.

الأيفيهات جمع إيفيه، وهي كلمة فرنسية Effets، ومعناها المؤثرات ـ جملة أو كلام لهما تأثير كوميدي.

نعم يحق للجميع أن يحسن النية، وهي «بجد كوميدية». فكثير من مثلنا أمضى فترة تمثيله النيابية بعرض صور من «النوم» المتعددة.

نوم عن تفعيل الفكر الإستراتيجي. نوم عن نصرة أصحاب الحقوق. نوم عن الأداة الرقابية التي يفترض أن يتسلح بها كل نائب في متابعة الأداء الحكومي... ونوم عن التواصل مع الطبقات المثقفة من القاعدة الانتخابية.

لا يقصد من التسلح بالأداة الرقابية والتشريعية أن يكون النائب معارضاً، لكن على الأقل أن يعترض على نماذج الفساد المستشري الذي باتت ملامحه واضحة للعيان.

إن مهمة النائب، أن يكون ملماً بالحقوق والواجبات الملقاة على عاتقه بما فيها تشكيل لوبي نيابي مختص في تتبع الاخفاقات والاجتماع بالناخبين لرصد الظواهر السلبية اجتماعياً ومؤسساتياً.

ان تثقيف المجتمع بالنواحي الدستورية، من شأنه ان يضع مجهراً على أداء كل نائب يبحث عن الحصول على «جائزة الوسادة الذهبية لأكثر النواب نوما»... ولا نعني النوم البدني إنما النوم عن أكثر القضايا التي تحتاج صحوة من النائب.

لو إن كل مجموعة شكلت فريقاً من مثقفيها لاختيار نواب من الكفاءات، لما تطور الأمر ليصل إلى حد البحث عن الجائزة التي صورها بإتقان رسام الكاريكاتور بن غيث.

يقال إن المنافسة على المجلس النيابي المقبل ستكون قوية... والسؤال الذي تستدعي الضرورة طرحه هو: هل القوة في طريقة التكتيك للوصول إلى المقعد النيابي من قبل المرشحين وكتلهم٬ أم قوية من قبل قاعدة الناخبين في اختيار الكفاءة؟

علينا أن نفهم أمرا في غاية الحيوية وهو ان عملية تحسين أداء إدارة مؤسساتنا تبدأ من اختيار نواب أكفاء يتصفون بالخصال التي ذكرناها في مقال سابق معنون بـ «خصال المرشح المنقذ». ومن غير هذا النهج لن نصل إلى مرادنا الأخلاقي في تحويل الكويت إلى «درة الخليج» التي كان يشار لها بالبنان قبل عقدين ونيف من الزمان: فهل نحن فاعلون؟...والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك