قد ينتهي تنظيم داعش دون التعرف على شجرته العائلية التي قد تكون مخبوءة طي ملفات أجهزة استخباراتية.. بوجهة نظر صلاح الساير

زاوية الكتاب

كتب 474 مشاهدات 0

صلاح الساير

الأنباء

السايرزم- الدولة والنشيد الدموي

صلاح الساير

 

لو أن شركة كبرى أرادت فتح أفرع لها في عدد من الدول لاستغرق الأمر فترة أطول من تلك الفترة التي قام بها داعش بالتوسع والانتشار في المنطقة العربية حتى أمسى له في كل عرس دموي قرص ونصيب. ففي جميع مناطق النزاع العربية توجد قوات متوحشة تابعة لتنظيم دولة «الخلافة» ترفع رايته السوداء، فتقطع وتجلد وترجم وتعيث في الأرض فسادا، وتنشر الفيديوهات المرعبة التي تتشابه بأسلوب التصوير والإخراج والنشيد الدموي.

***

هل يبدو الأمر طبيعيا؟ الاجابة بالقطع «لا» والعديد من الشواهد تؤكد ذلك، ونذكر منها على سبيل المثال انسحاب الجيش العراقي من الموصل واستيلاء قوات داعش على الأرض والأسلحة بسرعة قياسية، وكذلك الفرار السهل للعديد من الجهاديين من سجن أبوغريب، والعبور الآمن لقوافل التنظيم في صحراء مفتوحة دون غطاء جوي، وغض الأبصار عن تسلل الدواعش عبر الحدود المختلفة، بالإضافة إلى ما يروى عن إبراهيم البغدادي رئيس التنظيم.

***

الغموض والضبابية والتناقضات المصاحبة لهذه التنظيمات الراديكالية والفوضوية أمر معروف، وقد ينتهي تنظيم داعش، وينقطع أثره، ويمضي إلى أرشيف التاريخ دون التعرف على شجرته العائلية ومعرفة حقيقته التي قد تكون مخبوءة طي ملفات أجهزة استخباراتية في أكثر من دولة أتقنت استغلال فوضى «الربيع العربي» وتشاركت في خلق تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيئة ثقافية عربية حاضنة للتطرف والكراهية والكبت بمختلف أنواعه.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك