عن أضحوكة حقوق الإنسان و قلق بان كيمون!.. يتحدث سلطان الأصقة

زاوية الكتاب

كتب 683 مشاهدات 0

د. سلطان فالح الأصقة

الأنباء

داهية سوداء.. العم بان كيمون تجاوز حد القلق

د.سلطان فالح الأصقة

 

 

العم بان كيمون غضبان، ومتضايق مما تصنعه السعودية. ويحق لنا أن نعجب، ونتعجب، إذ ليس من عادته أن يخرج عما ألفناه عنه، ليغضب بهذا الشكل ويتعصب بتلك الهيئة الغريبة!

فقد ألفناه أمينا عاما طيبا ومؤدبا، ويعمل بهدوء، ويتقاضى (يا حبة عيني) مرتبا يتجاوز 35 ألف دولار فقط. وفي الوقت ذاته يعمل، بكل ما أوتي من قدرة، على تطييب خاطر البلد الحاضن للهيئة التي يعمل بها = أميركا (لأن العشرة لا تهون إلا على أولاد الحرام). ولكي يرضيها فهو يتغاضى عما صنعته في العراق، وفي ليبيا، وأفغانستان... وغيرها.

ولكن، ينبغي أن يكون هناك اعتراض ولو بالنية، فإنما الأعمال بالنيات.

إذن فليكن الاعتراض بإعلان القلق فقط، ولن تجد (مهما حاولت) شيئا غير القلق في جميع خطابات بان كيمون أو أي بيان صادر منه.

ولكن يبدو أن العم بان كيمون ساق فيها، فأصبح (بحسب وسائل إعلام عالمية) يعلن قلقه صباح مساء، حتى أنه في عام 2014م أعلن قلقه تجاه بعض الأحداث والحروب لأكثر من 180 قلقة (والله المستعان).

وأضحى لافتا أن قلق العم بان كيمون لا يقتصر على تخصيص دولة به، بل في إحدى القضايا جمع أربع دول في (قلقة) واحدة، وهي الكاميرون وتشاد ونيجيريا والنيجر. (ولا حول ولا قوة إلا بالله).

بل إنه في إحدى ليالي 2014م أعرب عن قلقه مرتين في يوم واحد.

ولو مر يوم (بعد الشر.. بعد الشر) ولم يقلق العم بان كيمون، لوجدت العالم قلقا من عدم قلق الأمين العام.

وهو ما كان مادة دسمة للسخرية منه في وسائل التواصل الاجتماعي حين يتوقف عن قلقه.

وكثر إشفاق المتابعين له بأن أمر قلق بان كيمون قد يتطور إلى حالة اكتئاب في ظل تزايد الأحداث الشنيعة واندلاع الحروب الفظيعة في أماكن كثيرة من العالم.

حتى ظن البعض أنه ربما تصيبه، جراء ذلك، جلطة قلق.

وفي عام 2015م أحس أنه بالغ في القلقات التي لا داعي لها، فنزل عدد قلقاته إلى 80 قلقة (والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه).

لكن العم بان كيمون قبيل أيام زعلان!

ليه يا عم بان كيمون زعلان؟

زعلان على أطفال سورية الذين يذبحون؟ ومع ذلك لم نر (قلقة) واحدة منك.

أم على العراق وأطفاله تحزن؟ أم على ليبيا التي دمرت؟

لا... العم بان كيمون يقول ان ثمة انتهاكات للأطفال فعلتها السعودية إبان عاصفة الحزم = الحرب على الحوثيين. وهو ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة (وبقدرة قادر) يدرج السعودية على قائمة سوداء ضمن منتهكي حقوق الإنسان. هكذا والله وبالله وتالله.

مع أن دول التحالف بقيادة السعودية ومنذ اليوم الأول لحربهم في تحرير اليمن من الحوثيين، قد أولوا العمل الإنساني أهمية كبرى.

لكن ماذا نقول في أضحوكة حقوق الإنسان، وهي- كما يرويها الكاتب الساخر عمنا محمود السعدني- ذاتها حكاية الذئب الذي قال للخروف: لقد عكرت علي ماء البحيرة لما شربت منها بالأمس.

فأجاب الخروف: لم آت للبحيرة بالأمس. فقال الذئب: إذن قبل أسبوع. فرد الخروف: أنا لم آت هنا منذ عام. فقال الذئب: فلربما كان الذي عكر الماء أبوك أو أخوك.

فرد الخروف: ليس لي أقارب على الإطلاق. فقال الذئب: لعله من جيرانك، ولا بد أن أفترسك!

والدليل على أن حقوق الإنسان أضحوكة، انظر إلى أميركا التي لم تلتفت إلى تشيلي بالرغم من أنها لا تفصلها عنها سوى حَذْفَة عصا، فحاكم تشيلي الديكتاتور أوغستو بيونشيه اختفى في عهده عشرات الألوف من مواطنيه، قتلهم سرا ودفنهم في قبور مجهولة.

ومع ذلك لم تلحظ أميركا شيئا، ولم تشأ أن تسمع شيئا ولم تضم اسمه الى القائمة السوداء لحقوق الإنسان.

وانظر إلى إسرائيل وموقف أميركا منها، ستراه كحالها مع تشيلي وحاكمها.

إذن المسألة ليست هي ماذا تفعل، بل ما هو رأي الذئب بحضرتك!

 

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك