هل نهاية أردوغان باتت وشيكة؟ .. يتسائل حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 669 مشاهدات 0

د. حسن عباس

الراي

نهاية «داعش» وأردوغان

د. حسن عبد الله عباس

 

واضح أن الايام الحالية تشهد بداية نهاية «داعش» وحليفه الاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان... فما الذي حصل؟

مع بداية العام، صرّح جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» بأن العام 2016 سيشهد نهاية وجود «داعش». بصراحة لم أصدق كلام الرجل لأنه مطلوب دولياً، فمن أين تأتيه الثقة الزائدة بأن يُعلن ان نهاية «داعش» ستكون وشيكة، وهو الذي قطع علاقاته بالاستخبارات والمعلومات السرية منذ أن نشر موقعه الإلكتروني ملفات سرية في العام 2006، ومن ثم عاد مُطارداً منذ 2012 وإلى اليوم؟ فمعلومة كهذه بحاجة لمواصفات خاصة في من يقولها، بحاجة ليكون على دراية كيف تأسس التنظيم، وكيف يُموّل، ولماذا وُجد أصلاً، وكيف تم الاتفاق على إنهائه؟

اقصد أنه توجد سلسلة من الاسئلة التي يستحيل أن يجيب عنها، فضلاً عن تحديد موعد النهاية، إن لم يكن لدى الانسان معلومات استخباراتية وسرية كافية. إلا أن الاوضاع الحالية الجارية على الساحة تجعلني أقتنع بما ذهب إليه اسانج، وكأننا حقيقة نشهد هذه الايام قُرب نهاية كابوس مزعج انتاب أهل المنطقة منذ خمس سنوات.

الشيء المثير في أمر «داعش»، ارتباط هذه المنظمة القوي بالسلطان أردوغان. فمع بزوغ نجم «داعش» والربيع العربي، ظهر أردوغان على الساحة بصورة مختلفة تماماً عما كان عليه في السابق. صحيح أن الرجل أظهر فاعلية في إدارة البلد، لكن لم يلتفت أحد إلى أهمية دوره في المنطقة وأثره الاقليمي والعالمي إلا بعد ظهور التنظيم. وبالفعل تغير حاله منذ صار خط التمويل الاول لـ «داعش» والمتطرفين في سورية، وارتبط بعلاقات اقتصادية قوية بالخليج من جانب، ومن ثم أثبت للغرب أنه القوة السياسية الاقليمية الأكبر من جانب آخر.

إلا أن في الأشهر الاخيرة، وخصوصا مع دخول الروس على خط الحرب، أخذت الامور تتبدل وتنقلب عليه. فقد كتب المحلل الروسي فياتشسلاف ميخايلوف (eadaily.com) مقالة جيدة يوضح فيها انقلاب الموقف الاوروبي على اردوغان، وأشار إلى علامات لهذا التغيير: ففي 22 مايو الماضي، صرّح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ساخراً، بأن تركيا لن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي قبل العام 3000. وبعد ذلك بأيام، أصدر البرلمان الألماني قراره التاريخي بالاعتراف بالمذبحة التي تعرض لها الأرمن على يد الدولة العثمانية اوائل القرن الماضي، ما أثار أردوغان وحكومته ورد باستخفاف على القرار، بل رد على الأوروبيين بأنه أقام في 29 مايو احتفالات ضخمة لمناسبة سقوط الإمبراطورية البيزنطية المسيحية وقتل الإمبراطور الأخير قسطنطين الحادي عشر، والاستيلاء على القسطنطينية.

فالواضح أن أردوغان بعد استبعاد داود أوغلو (المقرب من الغرب) أصبح عند مطب مهم، فالطريق يبدو وعراً للغاية بعد تغير الوضع الاقليمي عليه. وما يزيد الامر بلة أن التحالف الأميركي يُساند القوى الديموقراطية (عرباً وأكراداً) للقضاء على «دواعش الرقة». ومن الزاوية الأخرى، يقترب التحالف العدو (روسيا، سورية، ايران) أكثر فأكثر من الحدود. والتحالفان كما نعلم يسيران نحو قطع خطوط الإمداد من تركيا إلى سورية. وبالتالي، من المُحتمل جداً قيام كيان كردي، وهذا في أحسن الاحوال. أما السيناريو الكابوس، فيتمثل بعودتها إلى حضن حكومة بشار الأسد.

لذلك، هل نهاية أردوغان باتت وشيكة؟ وهل يستطيع الغرب أن يُنهي ما تبقى من أردوغان بتأييد وإيصال الحزب الجمهوري الشعبي العلماني المعارض بذريعة الموافقة على دخول الاتحاد الاوروبي؟ ثم لا ننسى أن الجيش لا يزال يحمل الحنين للعلمانية الاتاتوركية...!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك