المرشح وسياسة «التقزيم»!.. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 394 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف - المرشح وسياسة «التقزيم»!

د. تركي العازمي

 

في المقال السابق، ذكرنا خصال المرشح المنقذ، واليوم نذكر الكفاءات ممن تحصنوا بالمعرفة والثقافة الإصلاحية، بخطورة سياسة «التقزيم» التي قد يتعرضون لها فور إعلانهم الترشح للانتخابات المقبلة.

و«قزم» الشيء أو الشخص، يعني قلل أهميته أو حجمه٬ صغره أو هون من شأنه. و«التقزيم» له وسائل مختلفة من أهمها «الطعن بذمته»٬ أو إطلاق أي إشاعة من شأنها التقليل من شأنه لمصلحة طرف آخر، ونحن في المجتمع الكويتي نتصف بكثرة الإشاعات.

وأبو الطيب المتنبي ذكر بيتاً من الشعر يصور به الحالة التي يتعرض لها كل مخلص كفاءة، يقول فيه: «إذا أتتك مذمتي من ناقص... فهي الشهادة لي بأني كامل». لكن ما بالنا إذا كان السواد الأعظم لا يعير هذا «البيت الحكمة» أي اعتبار.

صحيح أننا في رمضان نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ونشعر بأننا يجب أن نتخلص من كل صفة سيئة٬ ألا إن النفس البشرية تعود إلى الهوى وتمتطي جواد الشيطان لتضرب بهذا وتسب ذاك وتطعن بذمة آخر.

 

من المؤسف جداً، أن يكون هناك خرق للقاعدة الربانية التي تمثل الحكمة في التعامل مع ما يصلنا من أخبار... إنه قول المولى عز شأنه «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

ومن المؤسف جدا أننا نشعر بسياسة إقصاء للكفاءت، وهو ثابت في المشاهدات وردود الأفعال التي رصدتها الوسائل الإعلامية.

لذلك٬ فنحن هنا نكتب مقالات قد لا تكفي المساحة لتغطية الجوانب المرتبطة بها ونكتفي بتوجيه النصيحة عبر عرض المشكلة ووضع الحل المقترح لها في شكل موجز.

وفي ما يخص سياسة «التقزيم» التي سيتعرض لها كل مرشح كفاءة٬ نرى أنها طبيعية ويجب أن يتسم المرشح المنقذ بصدر شرح لصد الهجمات، وأفضلها «التطنيش».

نحن لا نستطيع إصلاح الفساد المعنوي المغذي لسياسة «التقزيم»، لكن نتمنى من الجميع ألا يقف عند سماعه أي إشاعة أو خبر عن شخص ما... فعليه «التحقق» لتحري الدقة في حكمه على ما يثار من افتراءات وأكاذيب، ظاهرها حق وباطنها باطل.

إن سياسة «التقزيم» من شأنها أن تهوي بالمجتمع... فقبولها بلا تحقق من صحتها تسمح للمتردية والنطيحة بالهيمنة على رأي الغالبية ليصب في مصلحتها بعد تشويه صورة المرشح المنقذ التي ذكرنا جميل خصالها في المقال السابق.

مختصر القول، أرجو من الجميع ألا يسمحوا لضعاف النفوس بهدم الجسور القوية التي شيدتها الكفاءات للوصول إلى عدد كاف يرجح كفتهم في الانتخابات المقبلة. والأمر في غاية السهولة.

لذلك٬ علينا فقط أن نتحقق من صحة ما يثار كي لا نظلم أي شخص أو مجموعة، تفعيلاً لما جاء في الآية الكريمة، سالفة الذكر، آخذين في الاعتبار صدى قول المتنبي فور استقبالنا لأي إشاعة أو افتراء أو أي قول منافٍ للحقيقة يبثه ضعاف النفوس... والله المستعان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك