أشعر بجانب من مأساتهم.. عبد اللطيف بن نخي يكتب عن المغردين المسجونين

زاوية الكتاب

كتب 487 مشاهدات 0

د. عبد اللطيف بن نخي

الراي

شق تمرتي- رؤية ورأي

د.عبداللطيف بن نخي

 

مبارك عليكم شهر رمضان الذي يقبل إلى «الناس» بالبركة والرحمة والمغفرة. شهر الله الذي جعلنا فيه من أهل كرامته، أنفاسنا فيه تسبيح ونومنا فيه عبادة وعملنا فيه مقبول ودعاؤنا فيه مستجاب، كما وصفه نبي الرحمة - صلى الله عليه وآله - في خطبته لمناسبة الشهر الكريم.

ومما جاء في تلك الخطبة قوله عليه السلام «أيها الناس من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه». قيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك فقال «اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة من ماء فإن الله يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير إذا لم يقدر على أكثر منه». أتساءل إذا كان هذا الاجر العظيم لمن يفطر صائماً مؤمناً، فما هو أجر من يفك مسجونا مؤمناً صائماً؟

مسيرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح، تؤكد أصالة الجوانب الانسانية في عقيدته السياسية. على المستوى العالمي استحق بجدارة اللقب الأممي «قائد الانسانية». وعلى المستوى المحلي، هو الاب الذي يعرض سلامته للخطر من أجل الاطمئنان على سلامة «عياله». وهو صاحب القلب الكبير الذي عفا - بمكرمة أميرية في عام 2013 - عن جميع المسيئين إلى ذاته الأميرية، فضلا عن كونه القائد الحكيم الذي يعفو سنوياً عن العديد من المساجين سعياً للتخفيف من معاناة أسرهم وإعانتهم على التعافي والخروج من محنهم.

في أبريل الماضي، قضت محكمة الجنايات ببراءة مغرد في قضية أمن دولة بتهمة الإساءة للسعودية، مبيّنة ان «الأفعال المنسوبة للمتهم تتمثل بكتابات منشورة في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تنطوي على عبارات مسيئة من شخص من أحاد الناس لا صفة رسمية له ولا يمثل جماعة معتبرة داخل البلاد». واعتبرت تغريداته «مجرد تغريدات مبتذلة لا ترقى بالتأكيد أن تكون أعمالاً عدائية حقيقية من شأنها تعريض دولة الكويت لخطر الحرب أو قطع العلاقات السياسية مع المملكة العربية السعودية أو حتى أن تنتقص من العلاقة بين الدولتين». بعد هذا الحكم التاريخي، كثيرون تساءلوا ما مصير المغردين المسجونين بسبب ادانتهم بجرائم مشابهة؟

وقبل شهر تقريبا، أكدت المحكمة الدستورية أن «حرية التعبير والرأي تجاه الدول لا تندرج تحت الأعمال العدائية ضدها». وأوضحت أن الأعمال العدائية المشار إليها في المادة الرابعة من قانون أمن الدولة - التي تجرم القيام بأعمال ضد الدول من شأنها الإضرار بالعلاقات السياسية معها - هي «كل فعل ظاهر الخطورة من جنس جمع الجند، ولا يكون للدولة شأن به، ويتعين في هذا العمل المؤثر أن يكون فعلاً مادياً وخارجياً ملموساً ومحسوساً». وتجدد التساؤل في شأن مصير السجناء المدانين بأعمال عدائية ضد دول شقيقة أو صديقة بناء على تغريدة مسيئة واحدة أو أكثر، هل سيتم الافراج عنهم؟ كيف؟ ومتى؟

لا أعلم عن البعد القانوني للقضية، ولكنني أشعر بجانب من مأساة المغردين المسجونين، وببعض ما يعانيه أهلهم وأسرهم، ومتيقن من غصتهم المؤلمة. ولا أملك في سبيل ازالة كربهم، إلا الدعاء لهم بالفرج في القادم من الايام وتحديدا في العشر الاواخر من شهر المغفرة وفي وطن الانسانية وعلى يد أب رحيم. أسأل ربي المنان أن يتقبل مني مقالي ليكون شق تمرتي في شهر الرحمة والمغفرة... اللهم آمين.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك