معالجة جذور التطرف هي مسؤولية جماعية.. بوجهة نظر هيلة المكيمي
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2016, 12:06 ص 442 مشاهدات 0
النهار
حياد إيجابي-معالجة جذور التطرف!!
د. هيلة المكيمي
مع قدوم شهر رمضان المبارك حيث يكثر الناس من عمل الخيرات واهمها حلقات التواصل الاجتماعي والعائلي سواء كانت لحضور درس ديني او توعوي اجتماعي نتذكر حالات مهمة وهي في أمس الحاجة لتلك المعالجات الاجتماعية والمتمثلة في فئة الشباب التي جرمت بفعل انجرافها وراء التطرف وهذا ما يدفعنا للتساؤل هل تمكنت الدولة والمجتمع والاسرة من احتضان هذه الفئة قبل تطرفها؟ هل كانت الظروف المحيطة دافعا للتطرف؟ كيف بالامكان ارجاع هؤلاء الى جادة الصواب؟
تذكرت تلك الفئة الاجتماعية المهمة وانا أقرأ تصريح النائب الجيران الذي تناقلته معظم الصحف الكويتية في 30 مايو 2016 حيث ذكر رأيه حول اسباب التطرف، بالاضافة الى دور لجنة المناصحة وهو تصريح مهم يحتاج منا الى وقفة للبحث والتقصي وتسليط الضوء على تلك المشكلة المحلية والتي تحولت الى ازمة دولية كبرى تستخدمها جميع دول العالم كورقة ضغط على الخليج والمنطقة العربية برمتها، ما يؤكد أهمية معالجة الجذور وليس ظاهر الازمة.
يؤكد الجيران «من اللافت انضمام الشباب لفكر (داعش) رغم انحرافه عن جادة الشريعة الإسلامية ووحشيته ودمويته إلا أن هناك شبابا يعانون من الفراغ الفكري والترف الاجتماعي اللذين أسهما في فقدان الهوية ما دفعهم إلى الانضمام إلى التيارات المنحرفة مثل داعش وسواه». لم يأتِ هذا الرأي من فراغ بل نتيجة لعمل دؤوب قامت به لجنة المناصحة التي تفاعلت مع الشباب وسألتهم عن اسباب الانجراف وراء هذه التيارات ومن ثم انتهت الى ان حالة الفراغ الفكري والترف الاجتماعي هي التي دفعت هؤلاء للانخراط في حركات التطرف. اذن من هو المسؤول عن حالة الفراغ الفكري وهل يعقل ان هذا العالم المليء بالافكار الخلاقة والابداعية يبدو خاليا في نظر هؤلاء؟ وماذا عن حالة الترف الاجتماعي ولماذا لا تعالج بخلق ثقافة العمل الجاد والمنتج، هي منظومة حقيقية تحتاج لتضافر العديد من الجهات لاستقطاب هؤلاء الشباب لاسيما من لديه ميول دينية واهتمامات بقضايا الدين والصراع مع الغرب والشعور بالحنين لعودة مجد الامة، فتلك مسؤولية اجتماعية تتمثل في وضعهم على الطريق الصحيح.. وهو طريق العمل والعلم، فصراعنا مع الغرب هو صراع فكري وعلمي ولم يكن يوما بفعل غلبة السيف.
وتحدث الجيران عن ابعاد أخرى مهمة في معالجة التطرف تمثلت في:
أولا: ضرورة توقيع اتفاقية تبادل السجناء فالابقاء على سجناء غير كويتيين يمضون سنوات طويلة في السجن هو باب لنشر المزيد من افكار التطرف.
ثانيا: ضرورة التركيز على العنصر النسائي والمرضى النفسيين والاطفال حيث ثبت أخيراً استغلال التنظيمات الإرهابية لهذه الشرائح لتنفيذ مخططاتهم أو القيام بأي اعمال شبيهة للارهاب بقصد صرف الانظار والجهود واشغالها لبعض الوقت.
ثالثا: قيام لجنة المناصحة برصد الشبهات «على مستوى العالم، وبخاصة التي تستهدف فئة الشباب، وتحليل الاساليب المتبعة في التأثير عليهم واستقطابهم وبالتالي تجنيدهم، وتحديد مستوى المتأثرين العلمي والاجتماعي والمادي، للوقوف على العلاقة ومدى التأثير لهذه النواحي على عملية التلقي لهذه الافكار، مع تصنيف الارهابيين على حسب مشاربهم ومنطلقاتهم واهدافهم، وتتبع المؤلفات والاصدارات العلمية سواء كانت مطبوعة او منشورة في وسائل التواصل الاجتماعية».
ما تحدث فيه النائب هو صلب العمل الحقيقي والعلمي الممنهج لمعالجة تلك الظاهرة، وهي جهود لابد ان تدعم على ان تكون تحت اشراف الوزارات والجهات الامنية المختصة. فنحن من وقت لآخر تطالعنا الكثير من الصحف حول محاولة جهات اجنبية تجنيد الأطفال والمراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بل وصل الامر حتى الى الدخول على الاطفال عبر الالعاب الموجودة على مواقع النت و الحديث معهم للانخراط في تلك الحركات المتطرفة.
يبقى ان نؤكد ان معالجة جذور التطرف هي مسؤولية جماعية لا تقع على كاهل جهة واحدة وتبدأ من الاسرة وغرس مفاهيم احترام الرأي والرأي الآخر وتنطلق الى المدرسة لتضع الطلبة على جادة الطريق الصحيح في طلب العلم والعمل على قادة دعم الفاشل حتى يصبح عبقرية، بل القناعة بأن لا يوجد هناك طلبة فاشلون بل مدرسون فاشلون، تلك المسؤولية المهمة مابين الاسرة والمدرسة تنتج جيلا قويا قادرا على مواجهة العالم الخارجي دون خوف ودون هزات وتفكير انهزامي تجعله يلقي نفسه بالتهلكة ومن ثم تبرز اهمية المسجد والجهات والمؤسسات في الدولة الداعمة للشباب في الحصول على وظيفة كريمة تؤمن له مستوى معيشيا يجعله قادرا على بناء اسرة!!
تعليقات