رسالة جوري

النهار

الخلاصة- رسالة جوري

زايد الزيد

لا يكاد يمر علينا يوم حتى نشاهد في عدة دول وهي تقوم بتكريم أبنائها وبناتها النابغين والمتفوقين في مجالات دراستهم أو مواقع أعمالهم، بل ان العديد من الدول ومنها دول خليجية ترصد جوائز وحوافز مالية ضخمة لمن يُبدع في مجاله، أو يقدم عطاءً مميزاً ليرفع اسم بلاده عالياً، ولكن- وكما هو متوقع- مازالت بلادنا متأخرة باللحاق بركب هذا الأمر، فلم نجد تكريما يليق بالعديد من الأبطال والموهوبين في عدة مجالات والأمثلة عديدة ولا حصر لها، وهو بلا شك أمر مستنكر يؤكد اللامبالاة عند المسؤولين بالدولة،

ومناسبة حديثنا هذا، هي جوري العازمي الفتاة الكويتية التي تبلغ من العمر 15 عاما، والتي سجلت قبل أيام إنجازا باهرا، تمثل بإحرازها المركز الأول على مستوى الدولة بمسابقة «تحدي القراءة» لتمثل الكويت بالنهائيات العربية في البطولة المقبلة بالرغم من انها كفيفة، وذلك بقراءتها 50 كتاباً خلال اشهر معدودة، وستمثل الكويت في نهائي المسابقة على مستوى الوطن العربي في شهر سبتمبر المقبل، لتثبت هذه الفتاة تحديها للإعاقة وهي كفيفة لتؤكد ألا صعوبات ولا معوقات تمنعها من تحقيق ماتريد صنعه، في تحدي قلما نجده من فتاة في هذا العمر، وعلى الرغم من غياب أي حافز أو تشجيع وفي ظل نظام تعليمي متراجع لذوي الإعاقة إلا أن جوري العازمي تحدت الصعاب، ليكون إنجازها سبيلاً للكشف عن الغياب الرسمي للتشجيع والتكريم والتحفيز.

والحقيقة أن هذه الفتاة المتميزة، وعلى الرغم من صغر سنها كشفت في لقاء صحافي لها بالأمس عن رسالة كبيرة في معانيها وهدفها موجهة الى الحكومة بشكل غير مباشر، بتأكيدها ان «قضية عدم تكريمها من قبل المسؤولين في الدولة، مسألة ثانوية وخصوصا ان هدفها الرئيس من وراء هذه المشاركة رفع اسم الكويت عاليا، وقالت «قد يكون التكريم شيئا مفرحا، ولكن ليس بالضروري، ويكفي ان اهل الكويت قدروني وقدروا هذا الإنجاز»، وهذه الرسالة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، هي رسالة تؤكد غياب الدولة عن تكريم أبنائها المبدعين، ففي الوقت الذي تدعي فيه الحكومة مضيها في طريق التنمية، إلا انها تناست ان التنمية البشرية اساس كل تقدم، وهو ما نفتقده - للأسف الشديد - في بلدنا.