الإعلام الرسمي استطاع أن يحرض الرأي العام ضد المقاطعين.. وليد الرجيب متحدثا عن الإنتخابات النيابية

زاوية الكتاب

كتب 690 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة -العين على الانتخابات

وليد الرجيب

 

تقترب انتخابات مجلس الأمة في العام المقبل، ويسيل لعاب القوى السياسية بما فيها من حمل لواء المقاطعة، تحت تبريرات نفعية، الى حد الهجوم على القوى والشخصيات التي ما زالت متمسكة بمقاطعة الانتخابات.

فالعمل البرلماني يعتبر أولوية لدى القوى السياسية في الكويت، بسبب قصور في بنية ورؤية هذه القوى للعمل السياسي، الذي يقتصر لديها على البرلمان والانتخابات، بينما تمثل مصالح الشعب لديها أمراً ثانوياً وسلماً للصعود، وليس تمثيلاً له ولما يعانيه على المستويين السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

ليس للديموقراطية قيمة عندها سوى ما يمكن أن يتحقق مصلحياً، إذ حتى القوى التي كانت تحرم الانتخابات والنظام الديموقراطي، ركبت موجة البراغماتية لتحقيق المصلحتين الحزبية والذاتية، لتصبح الانتخابات غاية في حد ذاتها وليست وسيلة.

والكل يتشدق بالديموقراطية سواء الحكومة أو القوى السياسية، التي تفتقد الممارسة الديموقراطية في داخلها، بل لعل الكثير منها لا يعرف القيمة الإنسانية الكبرى للديموقراطية، فهو على مستوى الممارسة ديكتاتور بالفطرة.

فنحن حقيقة وبعد أكثر من نصف قرن على الحياة الديموقراطية، لم تتشكل لدينا الثقافة الديموقراطية، وتكون في صلب تكويننا، سواء في بيوتنا أو أحزابنا السياسية، بل نستخدمها كسلاح ذي حدين وعملة ذات وجهين، ولا نحترم الاختلاف بل للأسف نرفع الأحذية ونهدد بمسح المخالفين لنا بها، بفكر وسلوك لا يمت للتحضر الإنساني.

ونحن لا نقول إن المشاركة أو المقاطعة خطأ، لكن الموقف والظرف هو الذي يجعلنا نختار هذه أو تلك، لكن الإعلام الرسمي استطاع أن يحرض الرأي العام ضد المقاطعين، سواء تنظيمات أم شخصيات.

فمن دواعي المقاطعة في الكويت، أن تغيير النظام الانتخابي لم يكن بإرادة شعبية، والتجربة أثبتت صحة موقف المقاطعين، فالنظام الانتخابي المفروض، أتى ببرلمان الصوت الواحد الذي خيب آمال حتى من انتخبه، وظهرت خلاله القوانين المقيدة للحريات، وسياسات التقشف والهجوم على المكاسب الاجتماعية.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك