أنتم مشكلة الرياضة.. محمد المطني منتقدا الحكومة واللجنة الاولمبية
زاوية الكتابكتب مايو 16, 2016, 12:08 ص 606 مشاهدات 0
النهار
نقش- أنتم مشكلة الرياضة
محمد المطني
وفود شعبية تذهب وترجع ومجاميع حكومية تجتمع وتقرر وتصرح، يتحرك الجميع ولكن في الاتجاه الخطأ، فالرياضة اليوم صناعة مكتملة الأركان ومجال لا يمكن السيطرة عليه ولا استعمال أدوات الماضي في ادارته، عمل مؤسسي يخضع لمعايير فنية وعلمية لا يمكن أن ينجح وهم متفرغون للمناوشات والحروب الكلامية وصراع المجاميع. يمكن حصر قضية الايقاف الحالية بتقسيمها الى مرحلتين: مرحلة سبقت الايقاف وتتحمل مسؤوليتها اللجنة الاولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم المخالف للقانون والذي أشعل القضية واستمر وسط صمت حكومي، والثانية هي مرحلة ما بعد الايقاف والتي تتحملها الحكومة منفردة بصمتها عن الفعل وتعاملها مع ما حدث بشكل اعلامي وبتصاريح وتحركات أثبتت الوقائع أنها لا تغني ولا تسمن من جوع. ماذا حدث بعد قرار الايقاف الأول؟ لم يحدث شيء ترك الجميع أصل هذه الأزمة وطرق حلها وتفرغوا في برامجهم الرياضية وتصاريحهم لرمي التهم وتحميل بعضهم بعضا مسؤولية ما حدث حتى جاءت صدمة تصويت كونغرس الفيفا في المكسيك برفض قرار رفع الايقاف ليرجع الجميع مباشرة الى لعبة التصاريح المملة والتي يتحمل رجال الاعلام الرياضي جزءاً كبيراً منها بحصرهم للمشكلة كخلاف بين مجموعتين في تسطيح مقزز وفرز أصبح مضحكا لنا كمتابعين. ما الحل؟ يبدو أن الحل المتبقي الآن هو تجرع المر والتعهد لهذه المؤسسات الرياضية بعدم التدخل في الرياضة وبتغيير ما يلزم من القوانين، حل يأتي بعد فشل الحكومة باجهزتها في التعامل مع ازمة الرياضة التي افتعلها الطرف الآخر واستخدم القانون لتغليب مصلحته في جانب وسلبية الحكومة بقبولها وضعاً مشوهاً منذ اقرار قوانين الرياضة في عام 2007 في الجانب الآخر. تكفينا عشرة أعوام من الصراع السمج الذي أخرنا ودهور رياضتنا وأثر على شبابنا وأحبطهم، رجال الدولة هم من يفكرون في الحلول من منطلق اصلاح الوضع لا تحقيق الانتصار على طرف معين، ما يحدث اليوم لا يمكن تسميته بالسياسة ولا بالادارة بل هو عبث كامل بأمانينا وقلة ادراك لأهمية هذا الملف. إيقافنا بهذه الطريقة المذلة قد يكون نعمة تصحينا من سباتنا ومن تسطيحنا لقضية الرياضة بايقاف وغيره، صدمة تكشف مسيرتهم الخطأ في ادارة هذا المجال، كرت أحمر على كل أفعالهم وكل تقصيرهم الذي يدفع الشباب ثمنه اليوم وفرصة لتقييم المرحلة السابقة والكف عن مثل هذه الممارسات التي أوصلتنا لهذه الحال. لن تصلح أحوال الرياضة بشكل جذري الا بابتعاد كل مَنْ كان سببا فيما حدث وانا هنا اتحدث عن وضع الرياضة بشكل عام لا عن ازمة الايقاف التي ان تجاوزناها فلن نتجاوز مصيبة وجود رياضة مشوهة لا تستند لمؤسسات ولا لمرافق ولا لقوانين ولا لعمل احترافي مثلما يحدث في دول الجوار على أقل تقدير، ابتعدوا رحمة بنا وبرياضتنا ومن أجل شبابنا. تفاءلوا.
تعليقات